هل تفعلها اسرائيل وتحول التكهنات بشن هجمات عسكرية على منشآت ايران النووية الى حقيقة؟
بيروت
هل تفعلها اسرائيل وتحول التكهنات بشن هجمات عسكرية على منشآت ايران النووية الى حقيقة؟
لاشيء يوحي حتى الان ان اسرائيل اتخذت القرار وان ما ينقصها هو سوى تحديد ساعة الصفر على الرغم من اسرائيل " مسجلة سوابق " في هذا المجال بعد ضربها المفاعل النووي العراقي في اوائل الثمانينات من القرن الماضي .
والذين يذهبون الى القول ان الهجوم على ايران واقع لامحال يستندون الى اللهجة التصاعدية في التهديدات الاسرائيلية والامريكية ضد ايران والى ان الانسداد في الافق التفاوضي حول الملف النووي الايراني لاتفتحه الا حرب تنصاع فيها ايران وتخرج من سرب النوويين . فكلما تعقدت على جبهة المفاوضات ازدادت المخاوف من تقدم الحل العسكري على الحل السياسي وهو ما نعيشه اليوم وسط الحديث عن استعداد اسرائيلي امريكي عسكري عبر نشر بطاريات صواريخ على مشارف ايران وفي حين نشر مركز الإجراءات الوقائية Center for Preventive Action التابع لمجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations منذ اسابيع قليلة دراسة بعنوان "ضربة إسرائيلية محتملة لإيران An Israeli Strike on Iran" للباحث المعروف ستيفن سيمون Steven Simon يقول فيها أن احتمال توجيه هذه الضربة يزداد طبقًا لعدة عناصر منها التصريحات شديدة اللهجة للرئيس "أحمدي نجاد" حول إنكاره للمحرقة اليهودية، وضرورة محو إسرائيل من الخارطة، وضرب العمق الإسرائيلي في حال أي هجوم أمريكي على أي مفاعلات إيران النووية. فكل ذلك بكل تأكيد يقوي الاتجاه الإسرائيلي المناصر للحرب بحجة الخوف من نوايا إيران.
وتشير الدراسة ان الاسلوب الذي ستتيعه اسرائيل في هجومها على ايران مشابه لذلك الذي اعتمدته امريكا في العراق بعيد غزو صدام للكويت والذي يقوم على الضربات الجوية العنيفة تفاديا لوقوع خسائر في صفوف قواتها.وعنصر المفاجأة في الضربة الاسرائيلية عنصر حيوي لنجاحها.
ووفق تقارير متعددة المصدر والاتجاه فان الحديث عن ضربة اسرائيلية لايران يترافق مع استعدادات عسكرية اسرائيلية بلغت في الفترة الأخيرة ذروتها واعطت مؤشرا قويا على تطور موقف الإدارة السياسية في إسرائيل نحو اتخاذ قرار الهجوم.ففي يوليو 2008 قامت إسرائيل بتدريبات جوية عسكرية طويلة المدى تضم سربًا مكونًا من 100 طائرة،
وكذلك تدريبات على عمليات الإنقاذ باستخدام طائرات الهليوكوبتر، وأيضًا تدريبات على عمليات إعادة التزود بالوقود نظرًا لطول المسافة بين إيران وإسرائيل ولضمان سرعة تنفيذ العملية. والاستعدادات الجوية ليست هي وحدها المؤشر بل المؤشر المفاجئ هنا هو ما أرادت إسرائيل إبرازه للعالم وهو أن لديها خيار الهجوم البحري،
وذلك من خلال مرور غواصات بحرية لا مثيل لها من قناة السويس في يوليو 2009. في موازاة ذلك تعمل اسرائيل على تهيئة الجبهة الداخلية من توزيع أقنعة واقية من الغازات الجرثومية، وتوفير الملاجئ وتجهيزها، وإجراءات أخرى شبيهة ضد أي هجمة انتقامية. وذهبت اسرائيل الى ابعد من ذلك حيث اتخذت احتياطات على الجبهة الشمالية مع لبنان لان حزب الله سيشعل الجبهة اذا ما هاجمت اسرائيل ايران و اجرت مؤخرا مناورات لقطاعتها العسكرية وكأنها فعلا في حرب مع حزب الله يستعمل فيها الحزب صواريخ حديثة ومتطورة وتطال العمق الاسرائيلي .كما عمدت اسرائيل مؤخرا الى تحسين الدفاعات الصاروخية بتعزيزها بصواريخ باليستية لتعزيز قدراتها في الدفاع عن نفسها ضد أي هجمة انتقامية. كما تقوم اسرائيل بتحصين عمق الجبهة الداخلية مستفيدة من من تجربة حرب يوليو 2006 عبر تفادي نقاط الضعف التي حصلت اثناء الحرب.ووفق القراءة العسكرية الاسرائيلية لتطور الحرب فان سوريا ستكون شريكة بها ومن مؤشرات ذلك المناورات التي اجرتها اسرائيل في مرتفعات الجولان كجزء من المناورات على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية.
واذا وقعت الحرب فعلا فان المنطقة كلها ستشتعل ويتغير وجهها كما قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي يبني استراتيجية المواجهة مع اسرائيل على ان بقاءها هو مسألة وقت؟
تعليقات: