عناصر من فرق الانقاذ اللبنانية والدولية يستكملون عمليات البحث عن الطائرة الأثيوبية المنكوبة في منطقة الناعمة
في طريقهم الأسود كانوا سائرين، الى البلاد التي احتوتهم كانو راحلين..
كلٌ الى عمله الذي عصي عليه ان يقوم به في بلده.
كل واحد منهم له قصة وخلفه حكاية:
الطفلة جوليا التي خافت من الطائرة ولم تكن تريد الذهاب والتي تركها ابواها تذهب وحيدة الى الأبد وبقيا في ظلام البحر تتنازعهم امواجه.
الى الطفل محمد الذي بقي طويلا في المستشفى بأنتظار ابيه الذي لم يات لغاية الآن فاستقبلته امه بالنواح وقالت له بالأنكليزية :باي حمودي.
الى العروسان الذي لم يمض على زواجهما بضعة اشهر واللذان اوصيا رفاقهما ان يقيموا لهم زفة عندما يصلا المطار .
الى البير الغطاس الذي لم يستطع الغوص في هذا البحر الهائج فعاد الى اليابسة جثة هامدة بعد ان سبقه ابوه الى الأبدية متاثرا عليه.
في راس كل واحد منهم هدف ما ولكنها تبخرت وذهبت ادراج الرياح العاتية التي زمجرت مرو واحدة ورمتهم في غياهب بحرغاضبلا يرحم.
لقد تسابقت اليهم طيور النورس التي تحوم فوق رؤوسهم لتلتقط ولو جزء صغير لتسد جوعها.
كثير من الجثث لا تزال غارقة في غياهب هذا البحر الظالم المظلم ...
هل هذا هو قدرهم ؟
هل هذا هو مصيرهم ان يقضوا في هذه المياه المالحةالتي حللت جثثهم بحيث يصعب التعرف اليها الا بواسطة فحوص مخبرية؟
كم انت ظالم ايها البحر تأخذ الاحباب الواحد تلو الآخر وتترك اهلهم ثكالى يتمنون ان يعثروا ولو على قطعة صغير من اجساد احبائهم .
كم انت ظالم يا وطني لتدع ابنائك يرحلون عنك ليلتقطوا رزقهم في اصقاع الدنيا الفانية ويلقن حتفهم في غياهب وظلمات البحار...
آه كم انت قاس ايها البحر المتلاطم الأمواج اننا نرجوك ان تلفظ ما تبقى من اجساد هؤلاء الضحايا الى اهلهم ليطمئنوا بأنهم حصلوا ولو على جزء بسيط من اجساد احبائهم.
ولكن مهما قلنا فأن هذا قدرهم الذي كتب عليهم منذ الولادة،
فليرحمهم الله ونقول ما قرأناه في القرأن الكريم :
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.
صدق الله العظيم.
تعليقات: