مروحية العاهل الإسباني لدى هبوطها في القاعدة الإسبانية – صورة ادوار العشي مرجعيون
في ضوء مناسبتين هامتين لإسبانيا: قيادة اليونيفيل ورئاسة الإتحاد الأوروبي..
إبل السقي
وسط إجراءات أمنية مشددة في الجو والبر، لقوى الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية في القطاع الشرقي، حيث نفذت الوحدة الإسبانية العاملة في إطار قوات "اليونيفيل"، إنتشاراً عسكرياً واسعاً إلى جانب عناصر من اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني المتمركز في مرجعيون، وانتشاراً مكثفاً لناقلات الجند والعربات المدرعة، والأجهزة الأمنية "الدولية" المزودة بالكلاب البوليسية المدربة، عند التقاطعات، ومفارق الطرقات، وعلى طول الطريق المؤدية إلى القاعدة الإسبانية، وفي ظل طقس بارد وماطر، أمضى العاهل الإسباني خوان كارلوس ثلاث ساعات وبعض الوقت، متفقداً كتيبة بلاده الـ1100 العاملة العاملة في إطار قوات" اليونيفيل" في جنوب لبنان، والمتمركزة في قاعدة "ميغيل دو ثيرفنتس" العسكرية في سهل إبل السقي قرب مرجعيون. وقد آثر الملك الإسباني أن يكون إلى جانب جنود بلاده في ضوء مناسبتين هامتين لإسبانيا على الصعيد الدولي، فضلاً عن الإطلاع على تطورات الوضع في المنطقة الحدودية؛ تولي إسبانيا قيادة القوة الدولية في الجنوب برئاسة الميجور جنرال البرتو آسارتا، وتسلم إسبانيا رئاسة الإتحاد الأوروبي.
العاهل الإسباني الذي وصل عند الحادية عشرة قبل الظهر، متأخراً عن الموعد المحدد قرابة الساعة من الوقت، إلى مقر قيادة القطاع الشرقي قرب مرجعيون،على متن طوافة دولية، أقلته من مطار رفيق الحريري الدولي عبر المقرالعام لقوات "يونيفيل" في الناقورة، بمواكبة أربع طوافات دولية، رافقه في خلالها وزيرة دفاعه كارمي شاكون، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإسبانية اللفتنانت جنرال خوسيه خوليو رودريغز فرنانديز، الرجل الثاني في القيادة العسكرية للجيوش الإسبانية بعد العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس القائد الأعلى للقوات المسلحة، قائد القوات البرية الجنرال فولخينثيو كول General Fulgencio Coll، الجنرال دومينغيز Dominguez Buj Gen. قائد غرفة العمليات في وزارة الدفاع، وعدد من كبار الضباط القادة في وزارة الدفاع الإسبانية، ومسؤولي التشريفات في البلاط الملكي. كما واكبت الوفد الملكي مروحيتان دوليتان اقلت إحداهما وزير الدولة اللبناني ميشال فرعون ممثلاً الحكومة اللبنانية، السفير الإسباني في بيروت خوان كارلوس غافو، ووفد إعلامي وصحافي إسباني كبير ضم حشداً من مختلف وسائل الإعلام الإسبانية، المرئية والمكتوبة والمسموعة، رافقه في زيارته إلى لبنان، في حين مكث وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس في بيروت حيث التقى النائب وليد جنبلاط.
وكان في استقبال الملك خوان كارلوس، الذي ارتدى البزة العسكرية برتبة جنرال بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحملت على صدره نسب العائلة المالكة في إسبانيا "دو بوربون"، القائد العام لقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب «اليونيفيل» المعززة البريغادير جنرال البرتو آسارتا كويفاس، قائد قوات «اليونيفيل» في القطاع الشرقي البريغادير جنرال كاسيميرو سان خوان مارتينيز، وقادة الوحدات الدولية المشاركة في «اليونيفيل» في القطاع الشرقي، وضباط وجنود ومجندات الوحدة الإسبانية الـ1100.
وانتقل خوان كارلوس بواسطة موكب كبير مع الوزراء والوفد المرافق إلى باحة "دون كيشوت" في مقر قيادة القطاع الشرقي، حيث قدمت له التحية العسكرية ثلة من حرس الشرف، ثم إستعرض فرقة عسكرية من عداد الكتيبة الإسبانية، برفقة رئيس الأركان، والقائد العام لـ"يونيفيل" الجنرال آسارتا، وقائد القطاع الشرقي البريغادير جنرال كاسيميرو سان خوان مارتينيز، حيث وضع العاهل الإسباني إثرها، إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش الإسباني، على وقع نشيد الموتى ولحن التعظيم، أعقبهما إطلاق أعيرة نارية في وقت واحد تحية لرفاق السلاح الجنود الشهداء الثمانية الذين قضوا في خدمة السلام جنوباً، صافح بعدها الملك خوان كارلوس كبار مستقبليه من الشخصيات اللبنانية وفي مقدمهم، الوزير ميشال فرعون، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، قائمقامي مرجعيون وحاصبيا وسام الحايك ووليد الغفير، ممثلي السلطات المحلية والأمنية، رئيسي بلديات إبل السقي فؤاد سعادة وبلاط وجميل رمضان، ومخاتير القرى والبلدات الحدودية الواقعة في مناطق إنتشار الكتيبة الإسبانية في قضاءي مرجعيون وحاصبيا، كبار ضباط الكتيبة الإسبانية، قادة الوحدات الدولية العاملة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية كبارالضباط اللبنانيين تقدمهم قائد قطاع جنوب الليطاني وقائد جهاز الإرتباط مع "اليونيفيل" العميد الركن خليل المسن، قادة ألوية الجيش في منطقة جنوب الليطاني الحادي عشر العميد الركن صادق طليس، والثاني عشر الغقيد الركن عبد الأحد بقار، مدير فرع إستخبارات الجنوب العقيد الركن علي شحرور، وضباط الأجهزة الأمنية وجهاز الإرتباط في الجيش.
إثر ذلك، عُقد اجتماع مغلق لبعض الوقت برئاسة الملك خوان كارلوس، حضره وزيرة الدفاع والضباط كبار القادة الإسبان، والقائد العام لـ"يونيفيل" الجنرال آسارتا، وقائد القطاع الشرقي الجنرال كاسيميرو، وقادة الوحدات الدولية، إستمع خلاله لشرح مفصل من الجنرال كاسيميرو سان خوان عن آلية عمل الكتيبة الإسبانية والقوة الدولية في مناطق انتشارها، ومهام هذه الوحدات في المنطقة الحدودية، وأنشطتها الأمنية واللوجستية في إطار تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، كذلك الأنشطة الإجتماعية والخدمات الانسانية والصحية التي تضطلع بها الكتيبة في أماكن اتشارها، بهدف توطيد أواصر الصداقة والمودة مع السكان المحليين. وإثر انتهاء الإجتماع، وبعد جولة ميدانية في أرجاء القاعدة العسكرية، تفقد العاهل الإسباني في خلالها مختلف الأقسام ومهاجع الجنود، إعتلى جنود الكتيبة متن قاطرتين أوقفتا بشكلٍ معاكس، واصطفوا مع ضباطهم على شكل مدرج، لالتقاط صورة تذكارية مع مليك بلادهم، ووزيرة الدفاع ورئيس الأركان، وقائد الونيفيل والجنرال كاسيميرو.
من ثم، توجه الملك الإسباني والوفد المرافق إلى مقصف الضباط في القاعدة، حيث تبادلوا الأنخاب، وشربوا على التوالي، نخب إسبانيا، والجيش، واليونيفيل والسلام في لبنان. وقدم قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال كاسيميرو إلى مليكه هدية تذكارية.
وألقى الملك خوان كارلوس كلمة، تضمنت شكره وامتنانه لحفاوة الإستقبال، مشيداً «بجهود الضباط والجنود الإسبان". وقال، «منذ زمن طويل و أنا شغوف لزيارة هذه الكتيبة وإلقاء التحية عليكم، ومشاركتكم هذا الفخر بالمساهمة في هذه المهمة المميزة، بمشاركة بعض الدول الصديقة، التي تهدف إلى دعم الجيش اللبناني في الحفاظ على السلام في هذه المنطقة من الجنوب اللبناني، كما تغمرني سعادة فائقة لتحققي من المستوى العالي الكامن في التجهيزات العسكرية المنتشرة هنا».
أضاف، «أتيت لزيارتكم، لأبرهن لكم عن دعمي الكامل، فضلاً عن تقديري واحترامي لأداء كل فرد منكم، ومساهمتكم في القوات المؤقتة في لبنان؛ هي مهمة معقدة وصعبة، وتتطلب الكثير من العطاء والتضحية، وتستحق التقدير والعرفان». وتابع، «أحمل لكم التقدير الكبير من الشعب الإسباني الذي يفتخر بالعمل الذي تؤدونه في هذا البلد».
وقال، أستغل فرصة وجودي هنا، لأقدم التهنئة للجنرال آسارتا الذي تولى منذ فترة وجيزة قيادة اليونيفيل؛ إختياره هو اعتراف من المجتمع الدولي، وثمرة تقدير عمل قواتنا في لبنان، وفي باقي نطاق عملياتنا، كم أسثغل هذه المناسبة لأطلب منكم، الإستمرار على نفس المستوى من التفاني في المهام الموكلة إليكم».
واستذكر الملك خوان كارلوس، «الجنود الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إكمال واجبهم, وبخاصة الذين لاقوا حتفهم في هذه الأرض، و مؤخراً في أفغانستان، مع كل التقدير و الإحترام لذويهم».
وختم العاهل الإسباني بالقول، «أجدد شكري لوطنيتكم ومهنيتكم، وتضحيتكم في تأدية مهامكم، التي تجعلنا نفخر ببلدنا إسبانيا وبقواتنا المسلحة؛ أتمنى لكم النجاح والتوفيق لإنجاز مهمتكم في هذه المنطقة, والعودة الميمونة إلى وطنكم إسبانيا بعد الإنتهاء منها. نخب إسبانيا».
وبعدما تناول طعام الغداء مع جنود بلاده، غادر الملك خوان كارلوس في الثانية والنصف من بعد الظهر ا عائداً على متن الطوافة الدولية التي أقلته الى العاصمة بيروت.
ألبومات صور الزيارة More Pictures
مشاهد فيديو لاستعراض جنود وضباط الكتيبة الإسبانية: