الحبُّ هو إقامة في فراديس الجنّة
.
"الحبُّ في الأرض بعض من تخيّلنا/ لو لم نجده عليها لاخترعناه".
لن نرثي الحبّ كما يفعل كثيرون، بل سنخاطبه لوجوده قويّاً في بعض القلوب، فكلما آمنّا به كلما وُجِد وكبُرَ واستمرّ؛ كلما ابتعدنا عنه كلما زاد نأيُه وهروبُه، وكلما اقتربنا منه التصق بنا وزادنا وهجاً. اخترعناه كلمة فصار حقيقة تنتج مخلوقاتٍ تفرح وتبكي، تعيش وتتألم، تصرخ وتصمت وتتوالد...
الحبُّ هو إقامة في فراديس الجنّة. هو طعم الجمال ونكهة الخلق، فهل عرف أحدكم طعمَ الجمال؟
الحبُّ رحلة في لحظات الحياة الممزوجة برحيق المستحيل وروعة الورد ولون الارتعاشة التي تهزّنا لحظة النشوة المقيمة في قلوبنا كذكر النحل الذي يركض لاهثاً يسابق جيوش أقرانه ليمتزج في ملكته، ويخبو بعدها في اللاشيء ميْتاً مسكوناً بالفرح والنصر!
الحبُّ ليس عيداً، ليس حساباً، ليس يوماً يُقسم على 365 أو 366 يوماً. الحبّ هو اتّحاد في الزمن دون حساب، إن يشا شِئنا وإن شِئنا يشا.
الحبُّ ليس فلسفة وكلماتٍ، هو فعلٌ وعطاءٌ واتّحادٌ في لحظة نتمنّى لو تتسمرّ في صورة أبديّة حتى اللانهاية، وهو شيء لا تفعله إلا الآلهة المسكونة بسحر السرّ والجسد والروح..
نحن نعيش النيو"فالونتاين"، وهذا شيء طبيعيّ، يتطوّر الحبّ مع تطوّر الزمن؛ فارس الأحلام الذي كان يأتي على حصانه الأبيض لم يعد مرغوباً به، لم يعد للحصان الأبيض مكان بل للسيارات الفارهة التي تتمتع بأسماء شتّى: الشبح، الغواصة، الكوبّي، الهامر، الضبع، الإكس سكس... أصبحت الأشباح والحيوانات والأشياء سيّدة الحبّ! أصبح الحبّ شبحاً نخيف به ذواتنا وقلقنا وطمعَنا!
الحبُّ ليس دولاراً ولا يورواً ولا بترولاً، لكنّه مصدر الطاقة والثراء ومصدر الكون ومعناه... لقد ضاعت هذه المفردة عند الكثيرين وأنّى لكم تبحثون عنها! لن تجدوها ولو تسمّرتم عمرَكم على الأنترنت والفيس بوك. هو في الفيس أو الوجه الذي ننظر إليه فنرى شكل روحنا وقلبنا...
الحبُّ ليس ذكرى سنويّة نحتفل بها في هذا اليوم فقط، بل يمكننا أن نحوّل كلّ يوم إلى احتفال بالحبّ الذي هو هواؤنا النقيّ وماؤنا الزلال وغذاؤنا الروحيّ اليوميّ واللحظويّ.
كلّ عيد وأنتم بخير...
د. يوسف غزاوي
موضوع حول بيع الأزهار في الخيام
تعليقات: