مقدم الحضور في احتفال الذكرى الثانية للشهيد مغنية في معتقل الخيام – صورة مايا العشي مرجعيون
تجلت الوحدة الوطنية بأبهى مظاهرها في احتفال الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد الحاج عماد مغنية والقادة الشهداء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي في معتقل الخيام، إذ جمعت مختلف أطياف المجتمع اللبناني، ورجال الدين المسيحيين والمسلمين ومشايخ الدروز، وممثلي الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية والفلسطينية، التي شاركت مجتمعة تحت راية المقاومة، في إحياء الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، التي أقامها حزب الله في قاعة شهداء معتقل الخيام، تقدمهم مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، الذي أكد أن "المقاومة في لبنان ضرورة وطنية لاستكمال تحرير الأرض، وللدفاع عن الوطن، وهي في أحلى حالاتها وعز أيامها، لا تخيفها التهديدات ولا تخشى الحشودات، وهي جاهزة وحاضرة لصنع النصر الأكبر الذي ليس بعده النصر"، متعهداً "في يوم شهادتك يا حاج عماد، سنكمل الدرب وننفذ الوصية، ونزرع راية المقاومة، وراية التحرير، وراية لبنان في أعالي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، وفي يوم استشهادك، يجتمع على اسمك كل المقاومين، سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين، هذا نصرك توحد المقاومين وتوحد الخنادق في وجه العدو الإسرائيلي".
حضر الإحتفال في ذكرى الشهداء القادة الثلاثة، النائبان الدكتورعلي فياض والدكتور قاسم هاشم، عميد الدفاع في الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية ممثلاً النائب اسعد حردان، والمحامي أسعد يزبك ممثلاً النائب علي حسن خليل، مطران الجنوب وراشيا المتروبوليت الياس الكفوري على رأس عدد من الأباء والكهنة الأجلاء، مفتي مرجعيون والخيام الشيخ عبد الحسين العبدالله، كبير مشايخ البياضة الشيخ أبوسهيل غالب قيس من مشايخ البياضة على رأس عدد من المشايخ الدروز، مستشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سليمان شجاع، وكيل داخلية حاصبيا - مرجعيون في الحزب التقدمي الإشتراكي شفيق علوان، منسق التيار الوطني الحر في منطقة مرجعيون – حاصبيا أسامة الحداد على رأس وفد، قائد قوات الفجر – المقاومة الإسلامية الحاج عبدالله الترياقي على رأس وفد، المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان علي بركة، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا والجنوب قاسم صبح، ممثلين عن القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية في المنطقة، التنظيم الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الإشتراكي، والحزب الشيوعي اللبناني، ووفد عسكري من قيادة اللواء الثاني عشر في الجيش اللبناني المتمركز في مرجعيون، جمع من رؤساء البلديات والمخاتير في قضاءي مرجعيون وحاصبيا، وحشد كبير من أبناء المنطقة.
إستُهل الاحتفال بآيات بينات من الذكر الحكيم ، فالنشيد الوطني اللبناني. ثم كلمة ترحيب بالحضور لعريف الحفل علي نور الدين الذي وجه تحية إكبار للقادة الشهداء، وقوافل الشهداء في المقاومة الإسلامية الذين حرروا الأرض التي ارتوت بدمائهم الزكية.
المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان
بداية، ألقى المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان علي بركة كلمة، أعلن فيها "وقوف الحركة إلى جانب لبنان وسوريا في مواجهة أي عدوان صهيوني محتمل، وأن المقاومة في فلسطين"، مؤكداً "أن جريمة إغتيال الشهيد القائد محمودالمبحوح لن تمّر من دون عقاب".
وطالب بركة "الدول العربية وبخاصة مصر، برفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح معبر رفح بشكلٍ دائم، ووقف بناء الجدار الفولاذي الذي لا يخدم إلا العدو الصهيوني".
وجدد ممثل حماس، "حرص الحركة على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء حال الإنقسام على قاعدة التمسك بخيار المقاومة، وبالحقوق والثوابت الفلسطينية"، داعياً "الفصائل الفلسطينية في لبنان إلى تشكيل مرجعية فلسطينة موحدة، تتولى الحوار مع الحكومة اللبنانية"، التي طالبها "بإقرار الحقوق المدنية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني في لبنان"، مؤكداً "حرص الحركة على السلم الأهلي في لبنان وعلى الإستقرار في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ورفض إستخدامها للإساءة إلى أمن لبنان واستقراره".
أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب
من جهته، حيّا أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا والجنوب قاسم صبح، قافلة الشهداء والمقاومين وفي مقدمهم القادة الشهداء الحاج عماد مغنية والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب. وقال، "إننا في حركة فتح، سوف نبقى متمسكين بكل ثوابتنا الفلسطينية التي إنطلقت من أجلها العام 1965 وما الحلول التي يتحدثون عنها إلا ذراً للرماد في العيون، وما هي إلا ضمن ظروف وضغوط تفرضها المرحلة، ولكننا نؤكد أننا لن نتنازل عن ذرة تراب في أرض فلسطين، وسيستمر الصراع جيلاً بعد جيل، حتى يرفع شبل أو زهرة من أبناء فلسطين، علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائسها"، كاشفاً "أننا قبلنا إتفاقية مصر حرصاً منا على تحقيق المصالحة الفلسطينية لحقن الدم الفلسطيني، وإنهاء حال الإنقسام رغم أن لنا تحفظات على عشر نقاط وردت فيها من أجل فك الحصار والوحدة الفلسطينية".
وختم، "نحن ضيوف عند أهلنا وأشقائنا تحت سقف القانون اللبناني"، مؤكداً أن المخيمات "لن تتحول خاصرة رخوة للأمن اللبناني، كما نؤكد على موقفنا الثابت مع المقاومة اللبنانية، ووقوفنا إلى جانب الثورة الإيرانية".
عميد الدفاع في الحزب السوري القومي الإجتماعي
عميد الدفاع في الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية، قال باسم الأحزاب الوطنية،"ترددت في الكلام لأننا في حضرة الشهادة والشهداء، لكننا نحن نفهم معنى الشهادة والشهداء، فنحن من مدرسة لا تُخرِّج إلا وقفات العز والبطولة.. ترددت لأنني في حضرة الشهادة والشهداء؛ الشهداء القادة أولئك الذين صاروا على درب الشهادة، وعلمونا أن أزكى الشهادات هي شهادة الدم، لأن هذه الدماء التي أراقوها على بطاح الأرض، عززت مقولة العزة أو الكرامة في مواجهة الذل والخنوع، وشعارات الذل والعين لا تقاوم المخرز، وعلمونا أننا بدمائنا نكسر هذا المخرز، لا بل نلقن درساً قاسياً لأعتى قوة على أرضنا، ولأعتى قوة في الشرق الأوسط ،عنيت بها ما يسمى الجيش الإسرائيلي".
واعتبر الحسنية أن "لا الكلمات ولا العبر، ولا الجمل وكل الاطالس، تستطيع أن تخطّ صفحة واحدة تفي اولائك القادة الشهداء حقهم" ، كما أكد على أن فلسطين كلها لنا من من بحرها الى نهرها، "فلا اوسلو ولا عربة، ولا الإتفاقات تعيد فلسطين، بل الدم المقاوم يعيد فلسطين، الدم المقاتل يعيد فلسطين، ففلسطين لنا وليست لذلك العدو النتن، القابع فيها يدمرمقدساتها ومعابدها وكنائسها".
كلمة النائب قاسم هاشم
بدوره، النائب قاسم هاشم قال،"اليوم نأتي إلى الخيام، في يوم الشهادة لنطل من موقع الكرامة الوطينة القومية، على القضية وأهلها من مزارع شعبا وتلال كفرشوبا وصخرها وشجرها، إلى الجولان وإلى فلسطين من أرض الجنوب الطيبة، نقول القضية هي هي، والحكاية هي هي، قضية الظلم والعدوان، وحكاية الارض والإنسان".
أضاف، "اليوم نراك وأن تتلفت من عليائك لتروي لنا بعض حكايات البطولة وأساطير الفداء؛ اليوم تُحدثنا كيف ينتصر الدم وتستمر المسيرة، وكيف تبقى الراية مرفوعة واليد على الزناد، تسلمها قبضة مؤمنة إلى قبضة مؤمنة، تُكمل طريقها لأنها تؤمن أن الشهادة قيمة وذمة الذمم".
كبير مشايخ البياضة الشيخ قيس
كبير مشايخ البياضة الشيخ غالب قيس قال، "نلتقي اليوم لنكرم شهدائنا الأبطال الباقين في الذاكرة، بقاء الذاكرين والخالدين على صفحات التاريخ، أنواراً ساطعة ناطقة بأحرف ذهبية، تقول لكم المجد لكم والعزة ولكم الكرامة".
أضاف، "شهداؤنا هؤلاء الذين نحتفل بذكراهم ونجتمع لتكريمهم، قد أعطوا الوطن والأمة أغلى ما يملكون، ليحصلوا على أعز ما كانوا إليه يسعون وفي سبيله يجاهدون، لقد نذروا حياتهم ودفعوها ثمناً للتحرير والسيادة والعزة والكرامة، وسوف يكون لهم ما كانوا إليه يتوقون".
ورأى الشيخ قيس، "لا سلام ولا مفاوضات تؤدي إلى سلام إلا اذا تعدلت موازين القوى؛ فالسلام لا يكون، وإن كان فلا يدوم، بين قوي وضعيف، فالقوي يستكبر ويماطل ويرفع سقف مطالبه، والضعيف يستكين وينصت، ولا يحصل على أي شيء".
مطران الجنوب وراشيا:
من جهته، مطران الجنوب وراشيا المتروبوليت الياس الكفوري قال، "جئنا في هذا اليوم المبارك، ننحني معكم أمام شهدائنا، شهداء الوطن وفي طليعتهم شهداء الجنوب، شهداء المقاومة الشريفة؛ هؤلاء الناس قدموا أغلى ما عندهم لشعبهم ولربهم ولوطنهم، قدموا ذواتهم ضحايا وذبائح على مذابح الوطن، في مجابهة الأخطار الآتية من عدوٍ غاشم ومن جهات كثيرة، وكانت الوقفة التاريخية الأخيرة في عدوان 2006، عندما اتحد الشعب ووقف قلباً واحداً ويداً واحدة، في مجابهة العدوان الصهويني الغاشم، وفي احتضان أبناء الجنوب".
أضاف، "نقول للعالم وخاصة للأقوياء فيه وللدول الكبرى، نحن دعاة سلام ولسنا عشاق حرب، نحن لم نعتدي على أحد في كل المرات التي حصلت فيها حروب وقلاقل، كنا نحن المعتدى علينا ولم نكن المعتدين. ولكننا نقول لهم أيضاً، ان للسلام مقومات يجب أن تكون، وفي طليعتها الحفاظ على كرامة الإنسان، واستعادة الحقوق المغتصبة، حيث أننا إننا نرى أحبائنا الفلسطنيين يتعرضون للإذلال كل يوم، تحت سمع وبصرالعالم كله، ووسائل الإعلام تنقل تلك التفاصيل المؤلمة". وختم كفوري، "إننا دعاة سلام، لكن السلام العادل والشامل الذي يحفظ كرامة الإنسان، والذي يشعر خلاله كلُ انسانٍ بأنه جدير بالحياة، وأنه عزيز وكريم وحقوقه مصانة وليس مضطهداً وتابعاً وصاغراً، لأن شعبنا لن يخضع للإبتزاز مهما طال الزمن".
ووجه كفوري تحية إكبار وتقدير للأسقف يوحنا عطالله الذي يقاوم الإحتلال بكل ما أوتي من عزم، متسلحاً بقوة الإيمان وبقوة الحق".
مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله:
ومسك الختام في الحفل الخطابي، كان مع كلمة مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي قال،"عشرون سنة، هذا عطاء الحاج عماد مغنية، هوعطاء لكل الأمة، وهو عطاء لكل فلسطين؛ المجلس مجلسك والحقل حقلك يا أبا مصطفى. في يوم استشهادك، يجتمع على اسمك كل المقاومين، سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين، هذا نصرك توحد المقاومين وتوحد الخنادق في وجه العدو الإسرائيلي. في يوم شهادتك، وعلى الأرض التي تباركت بجهادك، لا ننسى أبداً أن أرضنا في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا لا تزال محتلة. كل الضغوط الداخلية والخارجية لا تُنسينا واجب العمل من أجل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. أرضنا المحتلة لا تحرر بالإستجداء، ولا بالدبلوماسية، وقد أعطت المقاومة فُسحة طويلة ليجربوا الدبلوماسية، فما وصلوا إلاّ إلى الحائط المسدود، فالأرض لا تحرر بمنة من أحد".
وتابع،"اليوم يتأكد أن المقاومة في لبنان ضرورة وطنية لاستكمال تحرير الأرض، وضرورة وطنية للدفاع عن الوطن، لا ننسى أبداً واجب تحرير الأرض في مزارع شبعا. في يوم شهادتك يا حاج عماد سنكمل الدرب وننفذ الوصية، بأن نزرع راية المقاومة، وراية التحرير، وراية لبنان في أعالي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا".
أضاف، "المقاومة لا تخيفها التهديدات ولا تخشى الحشودات، هذه المقاومة اليوم في لبنان، في أحلى حالاتها وعز أيامها، وهي جاهزة وحاضرة لصنع النصر الأكبر الذي ليس بعده النصر".
وقال قاووق، "المعادلة تغيرت، وقد صُدِمَ العدو بأن المعادلة تغيرت، فقد وجد المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا،الجميع في خندق واحد في أي حرب قادمة. هذا الموقف وهذه المعادلة، ضيقت الخناق على العدو الإسرائيلي، العدو اليوم يرتجف ويخاف من المعادلة الجديدة؛ وأن المعادلة ستبقى المعادلة الإستراتيجية الجديدة، التي يتوحد فيها المقاومون في لبنان وسوريا وفلسطين في خندق واحد، ضد عدو واحد، لصنع المصير الواحد بإذن الله".
أضاف، "أبداً لا ننسى وصيتك يا حاج عماد، أن فلسطين هي أمانة الله. فلسطين أمانة السيد عباس. لا ننسى اننا سنبقى في الموقع المتقدم لنصرة ومساعدة ودعم القضية الفلسطينية، حتى تُرفع راية فلسطين خفاقة بالنصر فوق قبة الأقصى وأسوار القدس الشريف" .
وختم قاووق، "يا حاج عماد، رايتك هي الراية، رصاصك هو الرصاص، نبقى في خندق واحد في لبنان، كل المقاومين من كل الطوائف والمذاهب والمناطق، يواجهون أي عدوان جنباً الى جنب مع الجيش الوطني اللبناني".
صورة أخرى لمقدم الحضور – صورة مايا العشي مرجعيون
كبير مشايخ البياضة الشيخ غالب قيس – صورة مايا العشي مرجعيون
مطران الجنوب وراشيا الياس الكفوري – صورة مايا العشي مرجعيون
مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق – صورة مايا العشي مرجعيون
تعليقات: