حين ابتذل الدين واختزل التدين، حتى كاد يصبح من سمات الخاملين او المهووسين والمتعصبين، ظهر "حزب الله" في الأفق تجسيدا لدور الدين في بعث الحياة في الأمة وتحريرها، ومن ثم استقامة امرها وعزتها ونهوضها.
وحين شُوّهت قيمة الجهاد، فوظفها البعض في اغتيال رموز السلطة او ضرب السياحة في مصر، ومرّغها في الوحل والطين نفر من الملتاثين في الجزائر، وتسلح بها آخرون للاقتتال حول السلطة في افغانستان، اطل على الملأ "حزب الله"، مؤكدا أن الجهاد اكبر من كل ذلك وأن جهاد الوقت لمن كان جادا وصادقا هو تحرير الارض من الاحتلال الصهيوني.
وحين التبس الامر على كثيرين، فلم يعرفوا من العدو ومن الشقيق او الصديق، وحدث ذلك في أعقاب حملة التضليل السياسي والاعلامي التي افرزها الشعور بالعجز والهزيمة، حتى قرأنا ذات يوم في جريدة يفترض انها محترمة ان مصر خاضت في عام 67 حربا ضد "احدى الدول المجاورة"، وسمعت ذات مرة تساؤلا عما إذا كان "عدونا الاول" هو إيران او السودان او ليبيا في هذه الاجواء جاءنا صوت "حزب الله" مجلجلاً من جنوب لبنان، قائلا للغافلين والمدلسين: كذب الخراصون، هذا هو العدو.
وحين تسرب الوهن الى خلايا الجسم والعقل العربيين، وصدق البعض انه ليس باليد حيلة، وأن 99% من الاوراق في يد الولايات المتحدة، وأن الانبطاح هو الحل، انشقت الارض في يوم ندي طالعنا فيه شباب "حزب الله"، الذين قدموا نموذجا قلب الطولة فوق رؤوس المهزومين والمنبطحين، وأعاد الروح الى الأمة، ورد إليها اعتبارها.
وبينما ظنّ الصهاينة ان شعوبنا استكانت وشهرت إفلاسها، واستسلمت للمقولة السائدة عن ان اسرائيل الجبارة لا تقهر ولا تهزم، وأن السلاح والاميركي ينزل فوق الرؤوس كما القدر الذي لا يُرد، جاء شباب "حزب الله" كي يثبتوا للكافة أنه لا شيء يعادل إرادة الانسان اذا قدم الموت ثمناً للحياة الكريمة، وأن الراغبين في الشهادة لا يهزمون، وإنما هم منتصرون دائما، فإذا لم يفوزوا بمرادهم في الدنيا، فازوا برضوان الله وجناته في الآخرة.
شكرا "حزب الله".
تعليقات: