رعد.. وجانب من القطيع الذي يقوده القطيع
مهما كبرت وانتشرت وغطت السهل والجبل بأجمل المباني والحدائق الغنّاء فإنها ستبقى الطفلة المدللة، إنها الحلوة، إنها الخيام.. القرية العملاقة!
هي بحق البلدة التي لم تزل حتى يومنا هذا تحافظ على شيئ من تراثها الجميل..
ومن هذا التراث القديم الجديد عائلة عائلة أبو أن.
عائلة أبو أسعد، هي قصة حقيقية جميلة تختلف عن قصص باقي العائلات التي أفرادها من الجنس البشري.
أما عائلة أبو أسعد هي من نوع آخر، إذ أنها تتألف من قطيع من الأغنام والماعز وثلاث كلاب للحراسة وحمار للطوارئ يقودهم طفل في السنين الأولى من عمره، إسمه رعد.
هذه العائلة التراثية، الموروثة أب عن جد، إنما هي إمتداد لماضٍ جميل جذوره قديمة قدم أول عائلة سكنت على أرض الخيام، تمتد على عدة قرون، وسوف تبقى هكذا مهما تغيرت وجوه الحياة في عصرنا هذا.
أبو أسعد سعيد بعائلته هذه، وهو حريص كل الحرص على سلامة أفرادها لأنها مصدر رزقه.
أبو أسعد معتاد أن يخرج بهم كل يوم وعلى مدار أيام السنة إلى أطراف بلدة الخيام، من سهول وهضاب وما تحتضن من مراع خصبة وخاصة في فصلي الشتاء والربيع.
هذان الفصلان الجميلان..
الشتاء بأمطاره وثلوجه هي مصدر الحياة على هذا الأرض،
وفصل الربيع، فصل الزهور والحساسين والبلابل وتدفق الينابيع (كنبع الدردارة والباردة والرقيقة) وللأسف إن هذه الينابيع التي شوهتها مشاريع عبثية قتلت فيها جمالها الطبيعي.
لكن أبو أسعد غير معني بهذا الجمال، إذ أن ما يهمه بالدرجة الأولى هو إيجاد مراع لقطيعه، بعيداً عن مشاكل الجنس البشري الغارق في أطماعه وخلافاته السياسية والطائفية والمذهبية والمادية.
كم كان جميلاً لو كانت البشرية كلها كعائلة أبو أسعد يسودها الحب والتفاهم والعدل والسلام بدلاً من هذه الخلافات والحروب المدمرة.
الواضح أن عائلة أبو أسعد بكافة أفرادها أكثر عقلانية من الجنس البشري العابث بمصير كل المخلوقات، المقامر بمصير الحياة على هذا الكوكب الذي كان يمكن أن يكون أفضل وأجمل لو كان من دون هذا المخلوق الذي هو الإنسان.
ويبقى أبو أسعد الراعي الجيد لأفراد عائلته وصمام الأمان في الحفاظ على جانب رائع من تراث الخيام.
مقطع فيديو لقائد القطيع، الطفل رعد
تعليقات: