\"مخيم عين الحلوة.. هل يحتمل المزيد من تنفيذ المخططات؟\"
لا يـــــــــزال مــــوضــــوع المخيمات الفلسطينية في لبنان يثير جدلا تحت بــؤرة ضــوﺀ خافت يخاف الكثيرون مــن اظــهــار ما وراﺀ كــوالــيــســه. فبين صراع نفوذ بين الفصائل ا لفلسطينية للسيطر ة على المخيمات واهمال لبناني في ما يخص هذا الــمــلــف، تــتــســارع وتيرة الاحداث لتطوف على وجه الساحة اللبنانية وينذر تطورها الامني بما لا يحمد عقباه.
بحسب المعلومات الفلسطينية فإن استقالة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومسؤول ساحتها في لبنان اللواﺀ سلطان أبو العينين جاﺀت نتيجة لرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس له حيث أثبت انه ليس الرجل المناسب لهذه المرحلة، والدليل على ذلك الاشتباكات المتكررة التي تحصل داخـــل المخيم اضــافــة الى المنظمات شبه الوهمية التي تنشأ في المخيمات على الرغم من المتابعة شبه اليومية والتصريحات التطمينية للوضع الداخلي.
بحسب الــمــصــادر الفلسطينية فــإن الــرئــيــس الفلسطيني محمود عباس أوفــد جبريل الرجوب وهو من أهم الشخصيات في منظمة التحرير الفلسطينية ليتابع ميدانياً الوضع الامني السائب في المخيمات، ومن المرجّح أن يقترح حلاً للملمة الاوضاع كي لا تخرج من يد منظمة التحرير، بعد أن أشارت المعلومات الى مبالغ من الاموال تصل الى المخيمات عبر تنظيم القاعدة وتغذي المنظمات الأصولية مستغلّة الأوضاع المزرية، ويدخل هذا الصراع ضمن دائرة التنافس على وضع اليد والسيطرة على مخيم عين الحلوة أكبر وأهم المخيمات الفلسطينية من حيث عدد السكّان وحجم التسلح.
وافادت مصادر لبنانية مطلعة على الملف الفلسطيني، ان المسؤولين الفلسطينيين يسعون بكل قوتهم، لحلحة الوضع الامني المتوتر، حتى لا يتم استغلاله من قبل طابور خامس ينتظر اللحظة المناسبة لتفجير الوضع.
ولفتت المصادر ذاتــهــا الــى حــادث أمني مفاده ان إحدى الجماعات حاولت القيام بعمليات قنص على سيارات كانت تأتي من الجنوب الى بيروت، الا ان الحادثة بقيت طــي الكتمان حتى لا تتسبب بحرب مذهبية سنية – شيعية. وفي السياق ذاته اشارت المصادر نفسها الى فراغ في المراكز الحساسة داخــل المخيمات يسعى جميع المعنيين لملئها وضبط هذه العملية، نظراً لاهمية مسألة الشتات الفلسطيني وارتباطها بالقرار 194.
واعتبرت المصادر انه لا يجوز الدخول في اللعبة الاسرائيلية بخلق وضع أمني غير مستقر ينسف القرار ويلغي حق العودة.
كما اعتبرت هــذه الــمــصــادر أن موقف أبو مازن الذي تحدث فيه عن تحول مخيم عين الحلوة الى نهر بارد جديد، نذير شؤم، عززه تصريح الــنــاطــق الــرســمــي بــاســم الــرئــاســة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات. وتساﺀلت المصادر عن امكانية وجــود نوايا مبيّتة من قبل السلطة الفلسطينية حيال هذا الملف، فهل فعلاً قد ارهقت من وضــع الفلسطينيين في الشتات وتسعى لتعطيل القرار 194 ليصبح مجرّد شعار لا حيثية له؟ واكدت ان امكانية غياب النوايا الطيبة لدى الافرقاﺀ الفلسطينيين داخل المخيم سيؤدي حتماً الى انفجار يوصف بالقنبلة الموقوته.
وفي تطوّر آخر على هذا الصعيد، وبحسب المعلومات المتوفرة، اشارت المصادر الى وجود أشخاص من خارج النطاق الفلسطيني يقبعون اليوم في المخيمات، حيث هناك مجموعات كانت متواجدة في منطقة صعدة في اليمن، تحارب ضد السعوديين اتت الى لبنان، واستقرت في المخيمات من أجل حماية نفسها، من المحتمل أنهاتحضّر لشيﺀ ما. وتبقى المشكلة في المخيمات موضوعا اقليميا يبت فيه خارج الحدود اللبنانية، أما داخليا لا يمكن سوى دعوة مجلس الوزراﺀ للانعقاد والتشاور حول هذا الموضوع الا أنه من المؤكّد ان لبنان لا يحتمل اي خضة أمنية ترتبط بهذا الملف فكيف اذاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها.
عين الحلوة: صراع على الزعامة
تعليقات: