ذكرى مجزرة الخيام

شهيدان سقطا في المجازر الصهيونية
شهيدان سقطا في المجازر الصهيونية


تحت هذي الأرض من يستحقّ الذكرى

(إلى روح شهداء مجزرة الخيام 1978م،

ولا سيّما جدّي الحاج محمد غزّاوي والطبيب شكرالله كرم)


يأتي الربيع حاملاً معه نسائم عبق أرواحهم،

حاملاً حنيناً وانتماءً وحداءً..

نشمّ عطرَهم،

نرى أشكالهم في ألوان الورود وبسمات زهر الشجر...

آذار أقبل قم بنا يا صاحي، نحيي الشهداء حديقة الأرواح.

آذار أقبل قم بنا ياصاحي، نضيء الشموع على الأضاحي،

نلعن المحتلّ الذي عاث فساداً في أرض الصباح.

قال الشهداء كلمتهم ومضوا في طريق تاريخ هذا الوطن المثقل بجراحه وآلامه،

فهل من مكان لهم في تاريخ هذا الوطن؟

هم كلّ الوطن، كلهم للوطن.

تحت هذي الأرض من يستحقّ الذكرى...

تحت هذي الأرض من يعانق عروق الشجر...

صنع الشهداء لنا تاريخاً أبديّاً وشجراً وتربة وجبالاً وحقولاً... لا نهاية لها.

قالت الهامة: أسقوني، فارتوت الأرض أحمرَ وكان التحرير.

مطر، مطر، مطر.

دماء، دماء، دماء.

ارتوت الأرض

نبت التحرير

نبت الشجر...

تنفّس الشهداء الوطن، ما زالوا يتنفسون...

أضاءوا لنا شموعاً في جسد تربتنا،

فلنضيء لهم شمعة في ذكراهم،

فلنضيء شمعة على هاماتهم... على هاماتنا،

فتحت هذي الأرض من يستحقّ الذكرى...

لا مكان للمحتلّ في هذا الوطن. لا مكان له في هذا الهواء. لا مكان لمزوّري التاريخ...

المكان للشهداء، للأبرياء، لموتانا، لأشجارنا، لترابنا

ولمن صنع تاريخنا...

لكم المجد حيث ترقدون

لنا الهواء والحريّة...

لكم الذكرى

ولنا الحبّ.

لكم الألم

ولنا الأمل...

لكم الأمل

ولنا الألم...

لكم التاريخ

ولنا المستقبل....

لكم الفخر

لكم الفصول

لكم الأرض

لكم الزمن...

وليبقَ الوطن....

د. يوسف غزاوي

الخيام خلال اجتياح 1978 بعد المجزرة
الخيام خلال اجتياح 1978 بعد المجزرة


تعليقات: