يقصدون الوادي لكونه المكان القريب الوحيد للاستجمام
يتسابق أهالي القرى الحدودية إلى ضفاف نبع وادي الحجير، غير آبهين للافتات وضعت على طول الوادي تحذّر من مخاطر القنابل العنقودية. فالمكان بات المتنزّه الأساسي لهم مع إشراقة شمس الربيع الأولى. لا يتردد هؤلاء في التمتع بمشاهدة تدفق المياه أو التفيّؤ في ظلال الأشجار الكثيفة. يحاول بعض الصبية القادمون سيراً على الأقدام من بلدة مجدل سلم اختيار «مكان آمن» من القنابل، معتمدين على آثار أقدام غيرهم. هنا يقول علي ياسين (13 سنة): «لا خوف من القنابل العنقودية لأننا نقترب من الأمكنة التي سبق أن قصدها غيرنا ولم يصب بأي أذى». ويضيف: «علينا أن نستغلّ هذه الأيام، فالنبع غزير جداً على عكس الأعوام السابقة».
لكن ما يثير اعتراض الأهالي هو لجوء البعض إلى بناء المنازل هناك، فتقول سلوى رمضان من الغندورية: «لا أحد يكترث بالحفاظ على جمال الطبيعة هنا، فقد بدأ عدد من الأهالي في بناء المنازل الاسمنتية التي تشوّه المناظر الطبيعية الخلابة، كذلك بدأت الكسارات تعمل قريباً من الوادي، أما وزارتا الداخلية والبيئة فلا تفعلان شيئاً سوى التهديد». وترى رمضان أنّ الوادي هو المكان القريب الوحيد للاستجمام، وإن كانت القنابل العنقودية تحدّ من حرية التنقل في الحقول.
وبدا لافتاً ما قام به أحمد عباس من القنطرة، إذ بنى مصلّى ومرحاضاً وسبيل مياه عن روح ولديه الشهيدين، لاستقبال الأهالي وتأمين الراحة لهم. يقول: «اخترت هذا المكان لما له من رمزية للمقاومين الذين كانوا يعبرونه ويستشهدون فيه». ويلفت إلى أنّ وادي الحجير هو مكان انطلاقة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، ومكان تدمير دبابات الميركافا في حرب تموز.
وقد عبّدت طريق الوادي منذ عامين، وهي توصل عشرات القرى في مرجعيون وبنت جبيل بعضها ببعض، وهي الطريق الأقصر لعبور الأهالي إلى الليطاني ومدينتي النبطية وصيدا. كما أصبحت المنطقة مرتعاً لدبابات قوات الطوارئ الدولية الكثيرة التي تتمركز على أطراف الوادي للمراقبة.
تعليقات: