جنود دوليون وعناصر من الجيش والصليب ألأحمر ينقلون جرحى وقتلى الحادث (أ.ب)
مرجعيون:
أدى حادث مأساوي مروع في صفوف القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، إلى مقتل الرقيب السرجنت سيليفيو (28 سنة) والعريف أول الكابورال جرفيه (25 سنة)، وجرح ثلاثة هم الجندي فورسيير، والجندي تروتيو، والجندي فوركولييه، وجميعهم من «فرقة التدخل السريع» في الوحدة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل». وقضى الجنديان الفرنسيان وجرح الثلاثة الآخرون جراء انقلاب ناقلة جند كانوا على متنها، في إطار دورية روتينية مؤلفة من سيارة جيب وعربة «فاب» مدرعة، في منطقة وعرة تُعرف بـ«ظهر الحورا» في خراج محلة الخريبة، المشرفة على بلدتي الماري وراشيا الفخار.
وجنحت مصفحة «الفاب» على المسلك الترابي على طريق زراعية في منطقة غير مأهولة وانقلبت مرات عدة إلى مسافة تخطت الـمئة متر في المنحدر، إلى أن استقرت بين الصخور في أحد حقول الزيتون، وذلك على مقربة من موقع الحادث الذي حصل لدورية من الوحدة النروجية في العام 1987، حين انقلبت إحدى مركباتها وقتل فيها أحد أفراد طاقمها، وتؤرخ لوحة ثُبتت في المكان، الحادث واسم الجندي القتيل.
وعلى الفور حضرت إلى مكان الحادث قوات دولية متعددة الجنسية، كما حضر قادة الكتائب الدولية العاملة في القطاع الشرقي، الإسبانية، الهندية والماليزية، وضباط الأجهزة الأمنية والارتباط في الجيش اللبناني، وعناصر قوى الأمن الداخلي، وفرق الصليب الأحمر والدفاع المدني، وعملت فرق الإسعاف الأولي في الكتيبة الإسبانية على نقل جثتي الجنديين القتيلين إلى قاعدة «ميغيل دو ثيرفنتس» العسكرية الإسبانية في سهل إبل السقي قرب مرجعيون، ومن ثم إلى المستشفى الميداني الدولي في الناقورة بواسطة مروحية دولية إسبانية، فيما نقلت سيارات إسعاف لبنانية ودولية، الجرحى الثلاثة إلى أحد مستشفيات صيدا.
وفي الثانية والنصف من بعد الظهر، حضرت إلى مكان الحادث، قوة فرنسية كبيرة قوامها رافعة ضخمة وشاحنات وسيارات جيب تقل جنوداً وضباطاً، تقدمها قائد الكتيبة الفرنسية، وعملت على سحب العربة المدرعة من مكانها، ونقلتها إلى مقر قاعدتها العسكرية في الطيري في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية، فيما تولت عناصر من الشرطة العسكرية الدولية، وفريق تحقيق دولي حضر خصيصاً من الناقورة، فتح تحقيق في الحادث لجلاء ظروفه وملابساته. مع الإشارة إلى أنه الحادث الثاني للقوة الدولية في منطقة العرقوب، الذي يُحدث إصابات أليمة في صفوفها، بعد الحادث الذي تعرضت له الوحدة البلجيكية على طريق شبعا ـ كفرشوبا في محلة سدانة قبل ثلاث سنوات، حيث قُتل ثلاثة من عناصرها.
ولاحقاً، أعلن المتحدث العسكري باسم قوات «اليونيفيل»المعززة الكولونيل الإيطالي دييغو فولكو رسمياً، مقتل الجنديين الفرنسيين، مشيراً إلى أن الجنود الثلاثة الجرحى، نقلوا الى أحد مستشفيات صيدا، وان تحقيقا فتح بالحادث. وأعرب وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران في بيان لبعثة الإعلام في وزارة الدفاع الفرنسية عن «حزنه» لمقتل الجنديين الفرنسيين. وأشار موران في نعي وزارة الخارجية للجنديين إلى أنهما «قتلا بعدما تدهورت آليتهما المصفحة في واد خلال مهمة استطلاع في المنطقة»، فيما نقل الجنود الثلاثة الذين أصيبوا في الحادث «إلى مستشفى في صيدا».
تعليقات: