جانب من الحضور في الامسية امس
العلامة الشيخ عبد الله العلايلي، كان محور امسية خاصة عن حياته واعماله، دعت اليها المكتبة العامة لبلدية بيروت مساء امس، تحدث فيها الدكتور رياض العلايلي، عضو مجلس بلدية بيروت، باسم عائلة العلايلي، وقدم واحدة من الشهادات التي تبرز شخصيته المميزة، وفكره النيّر·
كما تحدث الباحث الدكتور محمد امين فرشوخ عن تجربته الشخصية مع العلامة العلايلي من خلال دراسته الجامعية حول فكره المتجدد في اللغة العربية·
والقى الدكتور فرشوخ كلمة الدكتور رضوان السيد، الذي اعتذر لمناسبة سفره حول الاصلاح الاسلامي عند العلامة الشيخ عبد الله العلايلي·
حضر الامسية حشد من المثقفين والاساتذة واصحاب الفكر والقلم، مستعمين الى ابداعات العلامة العلايلي الفكرية والعلمية الحرة والمتجددة، والداعية الى الاصلاح في المعاجم اللغوية المختلفة وافكاره الباحثة عن الاصول الحقيقية في الدين واللغة والمجتمع·
د· العلايلي بعد كلمة عريف الحفل الذي اوضح سيرة العلامة العلايلي اللغوية والدينية· تم عرض مقابلة في فيلم عن المحتفى به، ثم تحدث رياض العلايلي مفتتحاً الامسية بما كان يحب العلامة العلايلي ان يبدأ به وهو <أيها الحفل الكريم>، فناب عن الدكتور بلال العلايلي في التحدث باسم العائلة لأمر طارئ خارج لبنان، فقال ان <بيروت أنجبت وحضنت بين طياتها علماء دين أتقياء وأدباء وفلاسفة وشعراء، واصحاب الفن الرفيع، لا ولن تفي بحق المحتفى به، ابن هذه البلدة العريقة، الذي لمع اسمه مع اسمها، ونُقشت مآثره مع مآثرها، وعاش حياته فيها لحين وافته المنية فكانت دائماً في قلبه وعقله وروحه··>·
واضاف: <لا ادري بما اصفه بعلامة او سماحة او أديب او سياسي او شاعر·· فكل التسميات لم تكن تستهويه، وكان رحمه الله يقول نادوني بالشيخ، وأنا اليوم معكم لأتحدث عن هذا الشيخ··>·
ثم عرض د· العلايلي للسيرة الذاتية للعلامة، فقال انه ولد سنة 1914 في بيروت، بدأ دراسته في كُتّاب الشيخ مصطفى زهرة سنة 1919، وتلقى علومه الابتدائية في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت، وفي سن العاشرة، إتجه نحو الازهر الشريف بعد وفاة والده برفقة اخيه الاكبر الشيخ مختار العلايلي·
وفي الازهر، اغترف العلايلي العلم من الجيزاوي وشاكر الدجوي وسيد بن علي المرصفي وآخرين وتكونت شخصيته اللغوية والأدبية والسياسية وخاصة الدينية·
درَّس في الجامع العمري الكبير في بيروت، وكان شغوفاً باللغة، فقفز بها الى عصرنا دون ان يمس الجوهر، وجاء كتابه الشهير الذي كان يعتز به كثيراً الذي يعالج أصول وقواعد اللغة العربية <مقدمة لدرس لغة العرب سنة 1938> وتلاه قاموسه المعجم سنة 1945، والذي للأسف، لم يُطبع منه إلا بعض اجزاء، لانه لم يكن هناك من ممول فيا عجبي··
ثم تلاه معجمه المرجع الوسيد سنة 1963 محافظاً على الاساس اللغوي القاعدي·· فأعطى للكلمة ثلاثة معانٍ هي اللغوي، الديني، والعلمي··
شارك في تأسيس العديد من الاحزاب والصحف وكان صوته يدوي في انحاء بيروت والمناطق اللبنانية حتى وصف بإمام الخطابة·· شارك في جميع الاحتفالات، وكان الخطيب الاساسي يوم عاشوراء في المدرسة العاملية··
وتابع د· العلايلي: <كيف وهو الذي ألف وكتب أجمل الكلمات وأبدعها في كتابه الشهير <أيام الحسين> سنة 1948، وفيه يقول: <علمنا الحسين كيف نعتنق المبادئ وكيف نحرسها·· وعلمنا كيف نقدس العقيدة وكيف ندافع عنها، وعلمنا كيف نموت كما علمنا كيف نحيا كراماً بها ورسم طريق الخلود الأدبي والقومي من طريقها·
وسنة 1938 صدر له كتاب <سمو المعنى في سمو الذات> وكان من اكثر من تفاعل مع القومية العربية والمتحمسين لها··
و<دستور العرب القومي> سنة 1941 و<المعري ذلك المجهول> سنة 1944، و<سيرة السيدة خديجة> سنة 1947، و<العرب في المفترق الخطر> سنة 1955، و<شهيد القسطل> (عبد القادر الحسيني) سنة 1952، وكتاب شعر، اسماه <من أجل لبنان قصائد دامية الحرف بيضاء الأمل> سنة 1977، وختم حياته بآخر كتبه <أين الخطأ> سنة 1978 الذي عرَّفه فقال: <ليست محافظة التقليد مع الخطأ، وليس خروجاً التصحيح الذي يحقق المعرفة>، كما حاز العلامة العلايلي أوسمة وجوائز عديدة وشغل وظائف متعددة·
وطالب د· العلايلي وزيري التربية والثقافة ان يعيروا اهتمامهم للعظماء الذين أعطوا الوطن كنوزاً·· لكنها للأسف مركونة ومنسية
· كما دعا لوضع اسماء العظماء على شوارع بيروت وعلى مدارسها وعلى الطوابع البريدية، فهم اولى من الاسماء الغربية··
د· فرشوخ ثم تحدث الباحث الدكتور محمد امين فرشوخ حول تجربته العلمية مع العلامة العلايلي الذي كان يتابعه لنيل شهادة الدكتوراه في الادب، وغاص بين افكاره العميقة والمتشعبة، كقاموس شامل يحيط بمختلف العلوم واصول اللغات وطالب بإدخال فكر العلامة العلايلي وكتبه في المناهج التعليمية للمدارس والجامعات،لا سيما من خلال استنباطه لطرق تعليمية حديثة من اصول اللغة العربية، تبعد عنها الصعوبة وتضعها في قالب من السهولة لتزيد ثقافة هذا الجيل وعلومه اللغوية، بعد ان بدأ يبتعد عنها الى لغات اخرى، والى مصطلحات وكلمات يتطلبها التحوّل الحاصل في اللغة·
واضاف ان اللغة لا يجب ان تقف عند حدٍ من الحدود، فهي حيّة دائماً عبر الازمات، وتتجدد وتتغيّر مع تجدد وتغير الاجيال··
وأمل د· فرشوخ من وزير التربية الاهتمام بفكر العلامة العلايلي ومناهجه التعليمية·
د· السيد ثم قرأ د· فرشوخ كلمة الدكتور رضوان السيد فقال: <عندما يذكر اللبنانيون والعرب الراحل الشيخ عبد الله العلايلي، ويلقبونه بالعلامة، فالغالب منهم يقصدون بذلك معرفته الواسعة وإبداعاته في المجال اللغوي واللساني ووضع القواميس والمعالم، والمشاركة البارزة في الحركة اللغوية العربية على مدى نصف قرن·
وعرض للمحة موجزة في العمل الفكري للعلامة العلايلي في مجال الاصلاح الديني حيث يدخل ضمن الفقه والاجتهاد الاسلاميين في كتابه <أين الخطأ>، ضمن علاقة الأمة والثروة والدولة ومواقع المرأة والرجل في المجتمع الاسلامي والعلاقات الانسانية ضمن المجتمع·
د· علايلي ود· فرشوخ خلال المحاضرة
تعليقات: