هريسة كفررمان


عبقت رائحة الهريسة في أرجاء كفررمان، نسوة حضرن باكراً لتحضير القمح واللحم والدجاج، شباب وفتيات وأطفال تحلقوا حول «الخلقينة» وهي الحلة الكبيرة التي تصنع فيها الهريسة. يلقّمون النار بالحطب و«يدعكون» الطبخة حتى لا يلتصق القمح بالقعر ويحترق. وبدأ النسوة «يدعكن» فيها مؤاجرة كما تقول رقية،شقشق الصباح على أم رمزي أمام دست الهريسة،فهي تنتظر أربعينية الامام الحسين(ع) لتشارك في هريسة كفررمان، أكثر من أحد عشر دستا رصّتْ، على مواقد من حطب أعدها الرجال، فيما إنهمكت النسوة بنتظيف الدجاج وغسل القمح، «بدها نظافة» تقول الحاجة فاطمة، ست ساعات أمضاها أهل البلدة في إعداد طبق الهريسة الذي غدا تقليداً سنوياً يواظب على إقامته «وقف كفررمان» والبلدية وأهل البلدة، وتتآلق بإنفرادها بإقامة هذا التقليد منذ أكثر من 11 عاما، «التعب في إعدادها يبلسمه الأجر الكبير الذي سنأخذه» تقول فاطمة.

فيما لفت رئيس البلدية سطام أبو زيد الى أن التحلق حول "الدست" والدعك فيه عبر المغرفة الخشبية إنما يورث المحبة والإلفة، وتطعم بروح التعاون والمودة والمشاركة ، فيما يلفت الشيخ غالب ضاهر الى "أن الهريسة مرتبطة بواقعة الطف، إطعام الطعام، من هنا فهي توزع على كل البلدة وحتى على المارة" كما أشار.

40 كيلو من الدجاج مع 20 كيلو من القمح ومياه هي مكونات الهريسة وتطيب بسمن البقر الحلوب الذي يضفي عليها نكهة خاصة، ويطعم كل دست أكثر من مئتي شخص.

غدت الهريسة من موروثات أهل كفررمان الذين ينتظرون أربعينية الامام الحسين(ع)، للمؤاجرة وبعث روح الالفة، ففي اليوم يلتقي كل أهل البلدة، كلّ يقوم بمهامة فهذا يدعك القمح، وتلك توزع البسكويت والراحة، فيما تنهمك الحاجة فضيلة في مراقبة النار والقاء النظرة على عمل الفتيات، اما الرجال فيجهدون في إحضار الحطب، وبعد نهار طويل ملؤه الفرح والسعادة تنضج الهريسة ويحمل كل واحد صحنه وملعقته لتذوقها.




تعليقات: