غالاوي في مؤتمره الصحافي (علي لمع)
«فيفا فلسطين عربية» في لبنان..
ومخيم كشفي للتعريف عن القضية في تموز..
عام 1977، حضر النائب البريطاني المناصر للقضية الفلسطينية جورج غالاواي إلى لبنان لقضاء أسبوعين. لم يعرف حينها أن مدة إقامته ستستمر 11 شهراً قضاها برفقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. طلب غالاواي نصيحة من عرفات حول البقاء في لبنان مع الفلسطينيين، أو العودة إلى بريطانيا. فأمره الأخير بالعودة إلى وطنه، لأنه إذا بقي في لبنان «سيسقط شهيداً، ونحن لدينا آلاف الشهداء لتقديمهم». أما إذا عاد الى بريطانيا «فسنكسب مناضلاً، وداعما للقضية الفلسطينية». ومنذ ذلك الحين، قطع غالاواي وعداً على نفسه بأن يدعم القضية الفلسطينية، فتحوّل إلى ظاهرة مناصرة مستمرة لمعاناة الشعبين الفلسطيني والعراقي.
ظهر اسم غالاواي مؤخراً في قافلة السفن التي أبحرت إلى غزة لكسر الحصار. وكان غالاواي، وهو رئيس حزب «الاحترام» البريطاني المعارض، أول من تحدّى سياسة حكومته، وصعد على متن سفينة كسر الحصار.
اليوم، عاد غالاواي إلى بيروت من أجل القضية ذاتها. لكن السبب الاساسي من الزيارة يعود إلى إعلانه عن تأسيس فرع جمعية «تحيا فلسطين عربية» في لبنان، بعد إطلاقها في كل من بريطانيا، ايرلندا، أميركا، ماليزيا، وجنوب أفريقا. ودعا غالاواي، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في نقابة الصحافة، العالم العربي إلى الانضمام إلى الجمعية التي يمكن التعرف إليها من خلال الموقع الالكتروني: www.vivapalestina.org .
وبرأي غالاواي، «حان الوقت لينضم الرأي العام العربي إلى المعركة»، معتبرا ان «الحكومات العربية شأن آخر»، ومؤكداً في الوقت ذاته: «نحن لسنا ضد أي نظام عربي، ولا نملك الوقت لنتدخل بالسياسة العربية».
سفن محمّلة مواد بناء
حول ماذا تتمحور حملة الجمعية؟ يشرح غالاواي البرنامج المعتمد الذي يستهل بالمشاركة في قافلة السفن التي من المقرر أن تبحر من تركيا إلى غزة خلال الشهرين المقبلين، برعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان. أما ما يميّز هذه القافلة عن غيرها من القوافل التي أبحرت الى غزة فهو أن السفن هذه المرة لن تكتفي بتوصيل الطعام والأدوية، بل «ستحمّل مواد بناء لإعادة إعمار غزة من جديد»، بحسب غالاوي. وكان المؤتمر الصحافي فرصة اغتنمها النائب البريطاني لدعوة جميع المهتمين بالقضية للتبرع عبر الموقع الإلكتروني، بغرض تأمين سفن كبيرة، بوسعها تحميل مواد بناء. وقال ممازحاً: «العرب، لديهم العديد من سفن الشحن ومواد البناء، فلماذا لا نستعيرها منهم؟».
بالمقابل، أعلن غالاواي عن إقامة مخيم كشفي صيفي بعنوان «جامعة فلسطين» في الخامس والعشرين من تموز المقبل، يستمر لأسبوع واحد. وسيشارك في المخيّم حوالى 500 طالب من أميركا، أوروبا، أستراليا، والوطن العربي، ويخضعون لصفوف مكثفة حول القضية الفلسطينية. وسيقام المخيم في مقر «الجامعة اللبنانية الدولية» في البقاع، بعدما وضعها الوزير السابق عبد الرحيم مراد في تصرّف مخيم الجمعية.
ولفت غالاواي إلى أن الطلاب سيزورون المخيمات الفلسطينية في لبنان، بالإضافة إلى مشاركتهم في نشاطات ثقافة ورياضية. وستلقى محاضرات خلال المخيم لكل من قائد من «ثوار جنوب أفريقيا» روني كاسرولز، وزير الأمن في جنوب أفريقيا البروفسور إيلان باتي، والسيدة فدوى مروان البرغوثي. كما أعلن غالاواي عن «الانضمام الى اللجنة التحضيرية لحدثين سيشهدهما لبنان أوائل نيسان، تحت رعاية معن بشور، للوقوف إلى جانب المعتقلين في السجون الإسرائيلية والأميركية، والبحث في كيفية مساعدتهم، وأيضاً، لملاحقة المجرمين في المحاكم الدولية، ولا سيما مجرمي العراق».
وعن رد فعل إسرائيل على القافلة التي ستبحر من تركيا، يشدّد غالاواي على «أننا لسنا مسؤولين عما سيفعله الإسرائيليون إذا أوقفونا أو منعونا، وإن حاولوا، فسيكون عليهم اعتراض طريق عشرات السفن الضخمة التي تحمل أعلام دول مختلفة».
فرانكشتاين
توقف غالاواي عند الوضع السائد في المنطقة، معتبراً أن «تطرّف سياسة إسرائيل لم تعد تحتملها الإدارة الأميركية أخيراً، ما يذكر بمخلوق فرانكشتاين العجيب.. لا قدرة لهم على السيطرة عليه». وبرأي غالاواي، «بريطانيا، عندما ساهمت بإنشاء إسرائيل، اعتبرتها مستوطنة مساعدة لليهود، وأنفق الأميركي الملايين لتركيز استمرار الاستيطان، ولكن هؤلاء ليسوا موالين للأميركيين، وهذه مرحلة مصيرية».
وتحدث عن جولة في ولايات أميركية بهدف القول لسكانها بأن «اسرائيل اصبحت عبئا عليهم وعلى اقتصادهم وأمنهم القومي»، واعداً بـ»الاستمرار في تحريضهم».
وشدّد على أن «إسرائيل رفضت القانون الدولي ولم ترضخ له»، معتبراً ان «تقطيع القدس وتهويدها يطرحان علينا أسئلة حول إمكانيات الفعل، فالفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي أجابوا، والسؤال: هل نتركهم وحدهم؟ أو ننضم إليهم.. إذا انضممنا إليهم، سنفوز حتماً».
وتحدث نقيب الصحافة محمد البعلبكي في المؤتمر الصحافي، فوجه نداءً إلى «أخواننا الأحباء الفلسطينيين»، تقول: «بربكم عودوا إلى الوفاق، ليس الوقت وقت خلاف، بربكم، هذا حرام وفلسطين لا تعامل هكذا».
حضر المؤتمر النواب السابقون: بشارة مرهج، بيار دكاش، عبد الرحيم مراد، وعدنان عرقجي، ورئيس «المركز العربي الدولي للتواصل» معن بشور، وحسن حدرج منتدباً من «حزب الله»، وعدد من ممثلي الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية.
تعليقات: