الأخبـار الفنيـة فـي المواقـع الإلكترونيـة: صــدّق ربــع مــا تقــرأ؟!

 ميريام فارس
ميريام فارس


قبل أيام نشر موقع elnashra.com خبراً حول تعرض الممثلة اللبنانية باميلا الكك إلى حادث سير مروع، دخلت على أثره في غيبوبة. بعد ساعات، عاد الموقع ليعتذر من القراء قائلاً انه نقل هذه المعلومات عن مجلة «الشبكة» التي أدرجته في اطار «كذبة اول نيسان». كان واضحاً ان من نقل الخبر، لم يكلف نفسه عناء الاتصال بصاحبة الشأن أو ذويها للاستفسار عن حقيقته، ما اثار رعب عائلة وأصدقاء ومحبي الكك.

نموذج آخر: ينشر موقع Arabstoday.net خبراً عن الفنانة نانسي عجرم يقول ان ابنتها بحالة صحية تعبة، وان عجرم مضطرة لالغاء أسفارها وأعمالها لمراعاة صحة طفلتها. بينما تؤكد عجرم في اتصال مع «السفير» ان ابنتها بخير وان أعمالها تسير كالعادة، لا بل انها تسجل أغنيات جديدة في الاستوديو.

نموذج ثالث: يبرز موقع musicnation.me حديثاً مع الفنانة كارول سماحة تحدثت فيه عن الماورائيات وعلاقتها بالدين، لكن الكلام المجتزأ جعل البعض يتهمها بالإلحاد ويشن هجوما حادا عليها، ما اضطر مكتب سماحة إلى توضيح ما جاء في الحوار أكثر من مرة.

ما سبق ليس إلا عينات من عشرات إن لم نقل مئات الأخبار الفنية، أو المواضيع المرتبطة بشخصيات مشهورة، تنشرها المواقع الالكترونية من دون أن يتم التحقق من صحتها.

الأكيد ان الكل بات يلجأ إلى المواقع الالكترونية لمعرفة الجديد من الاخبار، والأكيد ايضاً ان هناك طفرة مواقع ومنتديات تعنى تحديداً بالشأن الفني في العالم العربي، لكن المشكلة في كل هذا، ان نمو عدد المواقع لم يترافق مع منافسة تحتم إيجاد نوعية عالية من المواد الصحافية.

قبل سنوات، استطاع موقع elaph.com تحقيق انتشار واسع في العالم العربي وتحديدا في مجال الأخبار الفنية، إذ كان يحقق مع انطلاقته انفرادات في هذا المجال، خصوصاً أن معظم المجلات الفنية تصدر أسبوعيا، لذا كان الموقع في بدايته مرجعية لكثيرين في ما خص الشؤون الفنية، لكن الموقع سرعان ما شهد رتابة في الأخبار التي باتت «تبيت» يومين او ثلاثة في الزاوية الفنية فيه، وكثيرا ما تكون المعلومات الواردة بمثابة بيان صحافي أو مأخوذة من مجلة أجنبية إذا كان يتعلق بفنانين عالميين. بسرعة، لم يعد الموقع وحيداً مع بروز أكثر من منافس يبحث عن السبق الصحافي وخصوصا في المجال الفني الغني بأخبار تهم قاعدة عريضة من الجماهير.

هذا التغيير، انعكس بالدرجة الأولى على المجلات الفنية التي باتت أشبه بأرشيف يستعرض الاحداث التي تدور خلال الاسبوع، ما عنى تأثيراً مباشراً عليها من قبل مواقع عديدة أبرزها إضافة إلى «النشرة» و»ميوزيك نايشن.مي»، «بصراحة» www.bisara7a.com وموقع قناة «أم بي سي» وغيرها. لكن هذا «التهديد» سرعان ما كشف عن مواطن ضعف كثيرة فيه، بشكل أساسي بسبب الرقابة المفقودة على معظم هذه المواقع عند كتابة أي خبر فني، الذي بات بالنسبة إلى كثيرين عملية سهلة تتم بدقائق قليلة من دون التدقيق في المصادر أو العودة الى الفنان نفسه للاستفسار عن حقيقته، فكان ان اصيبت مصداقية معظم المواقع بخلل بأكثر من إصابة مباشرة.

فعلاوة على الأخبار المفخخة التي تتعلق بصحة الفنانين، والترويج لفضائح مختلقة في معظم الأحيان، برزت ظاهرة نشر حوارات مجتزأة لفنان معين ، غالــباً ما تكون مستقاة من مقابلة تلفزيونية أو أخرى مكتوبة، من دون ذكـر المصدر.

مؤخراً مثلاً، نشر موقع «النشرة» أيضاً جزءاً من حوار للممثل انطوان كرباج نقلا عن إحدى المجلات، صرح فيه انه يعتبر مشاركته في فيلم «سيلينا» «دعسة ناقصة»، وبعد ساعات قليلة نشر الموقع نفسه رداً عن لسان بطلة الفيلم ميريام فارس تستنكر فيه هذا الكلام وتعتب فيه على كرباج، لكن اتضح أن الكلام المنسوب الى فارس مفبرك، ما اضطرها الى الاتصال بالمسؤولة عن الصفحة الفنية في الموقع لازالته، لكن الخبر كان قد «وُثِّق» عند كثيرين، وعدنا ورأيناه في حلقة «بدون رقابة» حيث أعادت فارس نفي ما ورد

.

كما هي حال بعض المجلات الفنية، وقعت بعض المواقع أيضاً في فخ افتعال المشاكل بين الفنانين بهدف زيادة الاقبال عليها ما أدخل المعجبين في «حروب» الكترونية ضروس، وهو ما شهدناه مؤخراً في «ميوزيك نايشن» بعدما نُقل حديث عن لسان نجوى كرم مسيء إلى هيفاء وهبي، تبعــه نشر نفي للخبر، مع ان الأوان كان قد فات بالنسبة إلــى الالاف من المتصفحين.

فهل سنشهد في المستقبل القريب على مجموعة مواقع تستفيد من حضورها الالكتروني مع مستوى مهني عال يضمن مصداقية لا تزال مفتقدة اليوم؟

أعلن عن محاولات كثيرة في هذا الإطار (موقع «ستارزوين» السوري مثالا، أنظر «صوت صورة» في 8 آذار2010) فهل ستفلح التجربة وتنتقل إلى أكثر من بلد آخر ؟

تعليقات: