«بوكس الحديد» أو «اليونيّة» ضد من يجري حملها؟
الخيام تزخر بأعداد لا تحصى من الشبان الذين يتحلون بالأخلاق العالية وحسن السلوك، لكن خروج "الزعران" عن السيطرة، أساء إلى البلدة وإلى سمعة الشبّان الطيّبين فيها!
تتزايد الإعتداءات في الخيام على العمال السوريين بشكل تجاوز الحدود، وصارت عمليات التعدي "هواية ممتعة" لدى بعض المشاغبين في البلدة في إرهاب العمال الوافدين ومطاردتهم كلما صودف مرورهم أو عندما يحلو لهم ذلك... إلى أن بات العامل السوري يخشى الخروج بمفرده، إلا عند الضرورة!
لقد وصل الأمر بالترهيب إلى أن أياً من العمال، المعتدى عليهم، تجرأ بتقديم شكوى للقوى الأمنية، خوفاً من ردة فعل "الزعران" أو خشيةً من خلق المزيد من التصعيد والعنف ضدهم...
المؤسف أن المخفر على دراية بما يجري لكنه لا يحرّك ساكناً ما لم يتبلغ شكوى من أصحاب العلاقة!
آخر السوريين الذين اعتُدي عليهم في الخيام، وليس آخرهم، كان المدعو "عبّود محمد الموسى"، الذي يعمل بلاطاً، وقد جرى الإعتداء أيضاً على شقيقه "اسماعيل" (17 عاماً)، اللذان باتا ليلتهما حينها في مزرعة حلتا وقررا مغادرة الخيام نهائياً.
الحالات الشاذة لا تخفى على أحد وأصبحت مألوفة في البلدة:
- حقن مرمية في الشوارع، يتركها متعاطو المخدرات بعد أن ينفذوا من استعمالها!
- إقلاق راحة وضوضاء.. أصوات مرتفعة أو كلمات "كفر" نسمعها من مجموعات تسهر في الزوايا والساحات حتى ساعات متأخرة، يخرقون سكون الليل بقهقهاتهم وصراخهم وشجاراتهم وكلماتهم البذيئة.
- شبان يفخرون بحمل سكاكين "ست تكات" أو "بوكس حديد"..
وضد من يحملونها؟
- شبان آخرون يتباهون بـ"التشفيط" بسياراتهم وقيادتها في المناطق السكنية بأقصى ما أوتوا من سرعة أو الدوران بالسيارة في الساحات بحركات دائرية جنونية دون أن يعيروا أية أهمية لما قد يشكل ذلك من أخطار جسيمة عليهم وعلى الآخرين أو على الممتلكات!
...
هذه المشاهد لم تكن تألفها الخيام سابقاً!
كل ذلك يحدث، بشكل يومي، ويزداد انتشاراً مع الأيام لأن المشاغبين واثقون أن لا أحد يألو جهداً على مكافحتهم أو إيقافهم عند حدّهم...
صار ينطبق عليهم المثل القائل:
"... يافرعون مين فرعنك؟.. قال: مالقيت حدا يصدّني"
وإذا أوقفوا، لا تطول مدة توقيفهم إذ يلجأون كالعادة للتدخلات أو يتصلوا بـ"المسؤولين العظماء" وسرعان ما يخلى سبيلهم.
كثير من الأخبار، نسمعها من هنا ومن هناك، تشير إلى ازدياد الإنحطاط الأخلاقي في وسط الشبان في البلدة. ويبقى المسؤول عن حفظ النظام والأمن مجهولاً...
إذ أن كلٌ جهة ترمي الكرة في ملعب غيرها!...
أين هي الدولة؟..
أين هي القوى السياسية الفاعلة؟..
أين هم أعضاء البلدية؟..
أين هم النواب؟..
أين هم أهالي الزمر المشاغبة و"سوء التربية البيتية"؟..
كلهم على علم بما يجري لكن أياً منهم لم يتحرك للمعالجة.
من المشين أن يكون الكل غائبون عن هذا المشهد البشع والمسؤولية تقع على الجميع!
و... حذار من الإنحدار الحاصل لأنه إذا استمر الحال كذلك قد يُدفع أهالي البلدة، بكل أسف، إلى الترحّم على زمن الإحتلال البغيض.
مقطع فيديو لإحدى الزعرنات التي تعوّد الخياميون رؤيتها يومياً دون حسيب
تعليقات: