قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا
لمناسبة مرور عام على اغتيال اللواء كمال مدحت ورفاقه في <فتح>..
إعتراف <الشاهد الملك> على من لقنه <سيناريو> خاصاً تسبب بإطلاق سراح المدعى عليه بالإغتيال..
قبل عام من الآن نفذت جريمة اغتيال مساعد ممثل ممثلية <منظمة التحرير الفلسطينية> في لبنان اللواء الدكتور كمال ناجي (مدحت)، والتي أدت الى استشهاده مع ثلاثة من رفاقه، هم: اللواء أكرم ضاهر، العميد محمد شحادي والملازم أول خالد يوسف ضاهر، وجرح ثلاثة من مرافقي مدحت، لدى مغادرتهم مخيّم المية ومية ? قضاء صيدا·
- المكان: المدخل الغربي لمخيم المية ومية·
- الزمان: الإثنين 23 آذار 2009·
- الساعة: 2:10 ظهراً·
- الهدف: انفجار عبوة ناسفة لحظة مرور موكب مدحت المؤلف من سيارتي مرسيدس·
لقد طرحت جريمة الاغتيال جملة من التساؤلات، التي تبدأ ولا تنتهي، حيث تتداخل فيها، ملفات وقضايا وأحداثٌ متعددة··
- من هو المستهدف بالإغتيال، وهل كان يستهدف قيادة < فتح> برمتها> التي كانت قد شاركت بتقديم واجب العزاء؟
- أهو ممثل ممثلية <منظمة التحرير الفلسطينية> في لبنان عباس زكي؟
- أم مسؤول حركة <فتح> في لبنان اللواء سلطان أبو العينين؟
- أم عضوا قيادة الحركة فتحي أبو العردات وخالد عارف؟
- أم اللواء الدكتور كمال مدحت؟
- وهل كان مقرراً أن يزور مدحت مخيم المية ومية، ومن هي الدائرة التي تعرف قراره بالزيارة؟
- لماذا استهداف مدحت، وما هي علاقة الاغتيال بملفات أخرى؟
من المعروف أن مدحت كان يتناقل بين يديه ملفاتٍ عديدة، ومنها:
- أنه نائب ممثل ممثلية <منظمة التحرير الفلسطينية> في لبنان·
- أمين سر المنظمة، ولو لم يتم العمل بهذا القرار·
- مسؤول ملف إعادة إعمار نهر البارد·
- يتمتع بعلاقة ممتازة مع القوى الاسلامية، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة·
- له علاقة جيدة بحركة <حماس>، وتردد أنه كان ينوي التوجه الى غزة مسقط رأسه، وفي الجعبة تقاربٌ مع إخوة الدم·
- ومع اقتراب انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لـحركة <فتح>·
- أم أنه تجاوز الخطوط الحمر؟··
- وما هي حقيقة الهواجس التي كان يخشى منها، وأبلغ بعض المقربين بها؟
موعد تنفيذ الاغتيال تزامن مع عقد وزراء الداخلية العرب إجتماعهم في العاصمة بيروت، وعلى جدول أعمالهم مكافحة الارهاب، فجاء الانفجار الارهابي، برسالة واضحة وصريحة الى من يعنيهم الأمر··
من المتعارف أن أي إغتيالٍ أو جريمة لها هدف وربما أهداف متعددة، وإن تعددت وسائل التنفيذ وأساليبه وأدواته، فهل حقق هذا الإغتيال غايته؟ على الرغم من أن الحصيلة، هي إستشهاد كادر له بصمته في العمل المقاوم والريادي في مواجهة العدو الاسرائيلي، وبأشكال وأنواع متعددة، حيث نجا عدة مرات من الموت، ومنها عندما كان على مقربة لصيقة جداً بالشهيد الرئيس ياسر عرفات·· من إتخذ القرار، ومن خطط ونفذ، ومن سعى الى توجيه الإتهام الى جهات محددة دون غيرها، وهل هدف بذلك الى تحقيق غاياتٍ ومآرب شخصية خاصة؟··
بعض الاتهامات وجهت الى <الموساد> الاسرائيلي·· ولكن أليس ذلك تم بأيدٍ عميلة نفذت هذه الجريمة عند الطرف الغربي لمخيم المية ومية، المخيم الوديع الهادئ، الذي سبق ذلك وشهد لاحقاً إشتباكات وضعت في إطار الفردية ومن عناصر <غير منضبطة>، رغم سقوط ضحايا أبرياء··
أين أصبحت التحقيقات القضائية، حيث إنتقل الملف من عهدة قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر ? بعد إحالته على التقاعد، الى القاضي رياض أبو غيدا (19 كانون الثاني 2010)، المشهود له بكفاءته ونزاهته وخبرته على مدى سنوات؟·
وكل الثقة بالقضاء اللبناني والأجهزة الأمنية، بعد التمكن من كشف العديد من شبكات التجسس المجندة لصالح العدو الإسرائيلي، وكذلك الشبكات الارهابية بمخططاتها الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، وبتداعياتٍ إقليمية ودولية··
الى ماذا توصلت التحقيقات التي أجرتها حركة <فتح>، وكذلك اللجنة التي أوفدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس <أبو مازن> الى لبنان، لوضع تقريرها حول الجريمة، وهل كان من تداعيات ما تضمنه هذا التقرير تغييرات شملت أحد الأجهزة الفلسطينية داخل رام الله، والإطاحة بلجانٍ وضباط؟··
أين زرعت العبوة، ولماذا اختيار المكان في منطقة خارجة عن سيطرة الجيش اللبناني <والكفاح المسلح الفلسطيني>، وفي منطقة كانت قد تسلمت منها الأجهزة الأمنية اللبنانية في شهر شباط من العام 2007، متفجرات وصِفت حينها بأنها <متطورة جداً>··
وحتى لا تضيع دماء الشهيد الدكتور كمال <أبو بلال> ورفاقه، وتسجّل القضية ضد مجهول، ويبقى الفاعل جهةً أو أشخاصاً بعيدين عن نيل العقاب، طلقاء الحرية··
ولوضع النقاط فوق الحروف، وهو ما يُطالب به أهالي الشهداء وتنظيمهم وفصائل الثورة الفلسطينية، بل الجميع، فإننا نأمل كما الغالبية كشف حقيقتها، ولعلّ تجربة شرطة دبي بإكتشاف منفذي جريمة اغتيال القيادي في حركة <حماس> محمود المبحوح، التي وقعت في 20 كانون الثاني الماضي مثالاً للإقتداء··
ونتابع في <لــواء صيدا والجنوب> في الحلقة الثانية إلقاء الضوء مجدداً على هذه الجريمة البشعة··
لمعرفة حقيقة ما جرى يجب تحديد من المستهدف بالإغتيال:
- هل كان المستهدف بالعبوة ممثل <منظمة التحرير الفلسطينية> في لبنان عباس زكي؟
- أم أمين سر حركة <فتح> في لبنان اللواء سلطان أبو العينين؟
- أم نائب ممثل <منظمة التحرير الفلسطينية> في لبنان الــلواء الدكتور كمال مدحت؟·
في ضوء تحديد المستهدف، يُمكن معرفة الأهداف الحقيقية للإغتيال·
فالتفجير إستهدف سيارة مرسيدس في موكب من سيارتين، والمصادفة أن زكي وأبو العينين ومدحت يستقلون ذات أنواع السيارة مرسيدس، ولكن سيارتي زكي وأبو العينين مصفحتان وسيارة مدحت غير مصفحة·
وقد وضعت العبوة داخل <ريغار> للصرف الصحي على ممر عند منعطف إجباري و<الريغار> هو واحد من بين ثلاثة وهو الوسطي بينها· وعمق <الريغار> 110 سم، وكل منها مزود بسلم حديدي وجرى تنفيذه من قبل <الأونروا> بتمويل أوروبي··
وتردد أن وضع العبوة تم ليلاً وليس في نفس اليوم الذي وقع فيه الإنفجار، وتم ربط العبوة والتي هي من تصنيع محلي من مواد (تي·أن·تي·) والمزودة بريموت كونترول بأعلى السلم، حتى تعطي قوة بالإنفجار، وحتى لا تتعطل بمياه الصرف الصحي، وهي يُمكن أن تؤدي إلى تدمير السيارة حتى لو كانت مصفحة·
وشاركت قيادات حركة <فتح> في تأبين رائف نوفل وباسم فرج، حيث وصل زكي الى مخيم المية ومية، بعدما كان قد ترك مدحت في <فندق الموفنبيك> قرابة الحادية عشرة قبل الظهر، فيما كان مقرراً أن يتوجه مدحت الى سفارة فلسطين في بيروت·
دخل زكي الى مخيم المية ومية ظهراً، وغادرها قبل الإنفجار، وكان أبو العينين قد وصل الى مخيم المية ومية فيما وصل مدحت عند الواحدة إلا عشر دقائق·
فمن كان يعرف أن مدحت سيتوجه إلى المية ومية، ولماذا لم يبلغ زكي بأنه ينوي التوجه إلى المية ومية، وكان يُمكن أن يترافقا معاً! وذكرت مصادر مقربة من أبو العينين أنه <أثناء عودته من بيروت صباحاً تلقى إتصالاً من مسؤولة <إتحاد المرأة الفلسطينية> آمنة جبريل تريد منه الحديث بموضوع يعنى بالإتحاد، وأبلغها بأنه سيلاقيها بعد إنتهاء التأبين، وخلال التأبين تلقى أبو العينين عند الواحدة و43 دقيقة إتصالاً هاتفياً أبلغته آمنة أنها بإنتظاره في <مركز إتحاد المرأة> في المية ومية، فغادر ضمن موكبه، وبعد قليل إنتقل مدحت مترجلاً مع أكرم ضاهر، وقاما سيراً على الأقدام بتقديم واجب التعزية بباسم فرج في ديوان آل كعوش قبل أن يغادر بموكبه· في ضوء المعطيات يتبين أن من راقب وإستطلع كان داخل مخيم المية ومية، وأنه قد يكون شاهد الخارجين، فأعطى تعليماته للمنفذ بالتفجير، الذي وقع قرابة الثانية وعشر دقائق، حيث تشير قوة الإنفجار إلى أن العبوة كانت محكمة ولتقضي على السيارة ومن بداخلها· وخصوصاً أنها وضعت في منطقة أمنية فارغة بين آخر نقطة تفتيش للجيش اللبناني وحاجز <الكفاح المسلح>، وسط تساؤل: من يُمكنه الدخول والخروج إلى هذه المنطقة إلا أحد الخبيرين بجغرافية المنطقة وتضاريسها·· وتبين أن مسرح الجريمة قد تم العبث به حيث أخذ الأولاد الحديد وباعوه بالخردة···
يذكر أن المنطقة التي وقع فيها الإنفجار كان قد جرى سابقاً الإعلان أنه عثر بداخلها على كمية من الأسلحة المتطورة جداً، وجرى تسليمها وذلك في شهر شباط من العام 2007!
بعد جريمة اغتيال مدحت، عقد اجتماع في مبنى السفارة الفلسطينية في بيروت برئاسة زكي، تم تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية برئاسة أبو العينين··
وبعد ذلك كلف الرئيس <أبو مازن> مدير عام المخابرات العامة اللواء محمد منصور <أبو عاصم> تشكيل لجنة حيادية من الضفة الغربية، وايفادها الى لبنان للإشراف على التحقيقات، فأوفد المقدم خليل الزغيبي والرائد عرفات الشرباتي للمشاركة بالتحقيق مع اللجنة الفلسطينية والتعاون مع السلطات اللبنانية·· حيث وصل أفراد اللجنة الى لبنان في 29 آذار، وانضم اليها مسؤول أمن سفارة فلسطين في لبنان اللواء عارف جميل ومسؤول الإرتباط الفلسطيني العميد مطيع أبو الليل، وتوجهت اللجنة الى مكان حدوث الإنفجار، حيث عاينت مسرح الجريمة عن كثب، واستمعت الى افادات بعض الأشخاص ممن كانوا قبل وقوع الإنفجار··
وبعد عدة أسابيع عادت اللجنة الى رام الله ووضعت اللجنة تقريرها، حيث تردد أنه <لم يكن دقيقاً··>·· وهو ما يُطرح تساؤل، هل أن للتقرير الذي رفع للرئيس <أبو مازن>، علاقة بالمرسوم الذي أصدره الرئيس منتصف أيلول 2009، وقضى بإعفاء اللواء منصور <أبو عاصم> من منصبه وتعيين اللواء ماجد فرج مديراً عاماً للمخابرات العامة··
وأشارت مصادر موثوق بها لـ <اللــواء> أنه يتوقع أن تظهر خلال الفترة المقبلة، تداعيات جديدة في جريمة الاغتيال، سواءً على صعيد الملف الذي هو في عهدة قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، أو عبر اللجنة التي جرى تشكيلها في المجلس الثوري لحركة <فتح>· في المقابل، يُطرح تساؤل الى ماذا هدف من <فبرك> الشهادة في القضية، وكانت في فترة معينة، وما إذا كان يهدف بذلك الى توجيه الأنظار وحصره بطرف دون غيره!
وذكر أنه جرى الإستماع الى افادات عدة أشخاص، وتوقيف عدد من المشتبه بهم في القضية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم من قبل قاضي التحقيق العسكري الأول آنذاك رشيد مزهر، وفي مقدمة الذين جرى الإفراج عنهم المقدم في حركة <فتح> فخري القاسم (فخري طيراوية) ومرافقه قدري اسماعيل، وذلك بعد توقيف استمر عدة أشهر، حيث أعلن القاضي مزهر براءتهما من التهمة·
وأشارت مصادر فلسطينية الى <أنه جرت دعوة (طيراوية) الى اجتماع عُقد في مبنى السفارة الفلسطينية في بيروت يوم الأربعاء 6 أيار 2009، وطلب وفقاً لمصادر مؤكدة طلب أحد المسؤولين الأمنيين في السفارة آنذاك من المشرف على كاميرات المراقبة هناك، التقاط صورة لـ (طيراوية)، عبر التركيز عليها في كاميرا المراقبة، وتم تسليمها من قبل مسؤول أمن السفارة على (CD) الى أحد مسؤولي الأجهزة الأمنية اللبنانية>·
وكان (طيراوية) خلال الإجتماع قد سلّم مسؤولين في السفارة، الورقة التي أعطاها له الأمن العام اللبناني، عندما تقدم بأوراقه لتجديد وثيقة سفره التي أوقفت، وذلك من أجل الحصول على وثيقة السفر، للمغادرة والمشاركة في أعمال المؤتمر العام السادس لحركة <فتح> في بيت لحم·
وأضافت المصادر: أنه بعد ذلك بأيام وتحديداً يوم السبت 9 أيار، عقد اجتماع في مبنى السفارة، مع كوادر وضباط عسكريين من حركة <فتح> بما فيهم (طيراوية)، حيث دخل الى الاجتماع نجل الشهيد مدحت (بلال) وتم تعريفه على (طيراوية)·
وبعد ذلك غادر الضباط العسكريون و(طيراوية) مبنى السفارة، ولدى وصول الأخير الى الطريق الغربي ما بين <فندق الجميلة> والشارع الرئيسي، كانت قوة أمنية لبناينة بإنتظاره، فتم توقيفه واخضع الى التحقيق في الشرطة العسكرية، قبل أن يستجوبه القاضي مزهر·· ويصدر مذكرة توقيف بحقه نهاية شهر أيار مع مرافقه اسماعيل، وذلك قبل أن يعود ويطلق سراحه مع مرافقه في 22 أيلول· وتردد أن <سيناريو> قد تم وضعه من قبل أحد المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين، بتلقين (م·خ·ي·) رواية أبلغ بها الأجهزة الأمنية اللبنانية أنه سمِع من مرافق (طيراوية) اسماعيل، بأنه هو من قام بتفجير العبوة التي استهدفت مدحت، بعدما أحضرها من مخيم برج الشمالي·
وحاول (م·خ·ي·) السفر الى خارج لبنان عبر <مطار رفيق الحريري الدولي>، ولكن تم توقيفه من قبل أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية، فإعترف على من لقنه هذه المعلومات، وطلب منه إبلاغها الى أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية· وجرت مواجهته بـ (طيراوية)، الذي نفى ما ورد من أقوال لـ <الشاهد الملك> (م·خ·ي·)، الذي أطلق سراحه ·· علماً أن (طيراوية) كان أثناء اغتيال مدحت، يتقبل التعازي مع اللواء <أبو طعان> في مخيم البداوي في الشمال·
ولكن وفي وقت لاحق تمكن (م·خ·ي·) من مغادرة لبنان الى السويد·· كما غادر المسؤول الأمني الفلسطيني في شهر تموز الماضي، ولم يعد منذ ذلك التاريخ الى لبنان·· كما غادر أحد مرافقي مدحت <أبو زرد> الى اليونان·
واستحوذت قضية اغتيال اللواء مدحت ورفاقه على جزء هام من الكلمات والملاحظات والمناقشات خلال المؤتمر العام السادس لحركة <فتح>، الذي عُقد في بيت لحم في الضفة الغربية في آب من العام الماضي· ولاحقاً شكّل المجلس الثوري لحركة <فتح> لجنة للتحقيق في جريمة اغيتال مدحت·
تقارير وصفت بالسرية وتنشر <اللـواء> تقارير وصفت بالسرية، وضعت بعد جريمة الإغتيال، دون تبني ما تضمنته··
وجاء في تقرير أولي عنون بالسري حول اغتيال الدكتور كمال مدحت ورفاقه: عند الساعة 14:10 من بعد ظهر يوم الاثنين في 23 آذار 2009 بينما كان اللواء كمال ناجي <كمال مدحت> مساعد سفير فلسطين في لبنان مغادراً مخيم المية ومية، بعد أن أدى واجب العزاء بمقتل أحد كوادر حركة <فتح> في مخيم المية ومية وعنصراً آخر من الحركة، وعند وصول موكبه إلى المنعطف الرئيسي لمدخل المخيم ولدى تجاوز هذا المنعطف بأمتار قليلة انفجرت عبوة ناسفة استهدفت السيارة الأولى من الموكب والتي كانت تقله وبرفقته مسؤول الرياضة في لبنان العميد أكرم ضاهر وأحد كوادر الحركة العقيد محمد شحادة والسائق خالد ضاهر، مما أدى إلى قذف السيارة محترقة في الوادي المجاور للطريق، حيث استشهد الأربعة نتيجة إصابات مختلفة جراء الإنفجار·
ومما أدى إلى سقوط السيارة الثانية من الموكب في الحفرة التي أحدثها الإنفجار وألحقت أضراراً مختلفة بالسيارة وبعض الإصابات بركابها من مرافقي مدحت وهم <أبو الحكم> وعادل و>أبو زرد> وطالب زيدان·
وكانت السيارة الأولى المحترقة تتشابه مع الثانية من حيث كونها مرسيدس حديثة واللون الكحلي·
وقد وقع الانفجار في مكان يبعد عن حاجز <الكفاح المسلح> حوالى مائة وخمسين متراً وعن حاجز الجيش اللبناني حوالى ثلاثمائة وخمسين متراً في المنطقة الفاصلة بين الحاجزين·
وبالمعاينة المباشرة تبين التالي:
1- تعرض السيارة التي كانت تقل مدحت ورفاقه للإحتراق الكلي، حيث كانت تشتعل فيها النيران حين سقطت في الوادي الجنوبي للطريق وعلى مسافة تقارب المائة متر عن مكان وقوع الانفجار·
2- استشهاد ركاب السيارة الأربعة مدحت، ضاهر، شحادة وخالد ضاهر، حيث عُثر على أشلاء بعضهم في الوادي بين الأشجار·
3- تعرض السيارة الثانية من الموكب والتي كانت تسير خلف السيارة الأولى وتُقل مرافقي مدحت إلى أضرار مختلفة بعد سقوطها في الحفرة التي أحدثها الإنفجار·
4- أحدث إنفجار العبوة حفرة في أرض الشارع الإسفلتي يزيد قطرها عن المترين وعمقها حوالى متر ونصف، وقد أدى الإنفجار إلى تغيير في معالم الشارع، حيث يوجد <ريغار> للصرف الصحي، إذ اختفت معالم <الريغار>، الذي كان من الإسمنت المسلح تحت الأرض بعمق مائة وعشرين سنتيمتراً بقطر80 سم، وكان مغطى بغطاء معدني سميك وُجدت بعض أجزائه المحطمة متناثرة في الجهة الشمالية لمنطقة المية ومية (طريق الضيعة لجهة الهمشري) عن بعد يزيد عن مائتي متر نزولاً·
5- بينت المعاينة الأولى إلى أن العبوة المتفجرة زُرعت داخل فتحة <الريغار> وتم تفجيرها لاسلكياً، إذ لم يتم العثور في دائرة الحدث على أي أثار لأسلاك أو وسائط تفجير ترجح التفجير سلكياً·
6- من خلال الحفرة التي أحدثها الإنفجار حيث وقع في <ريغار> إسمنتي وفي أرض جبلية أصلاً، يقدر وزن العبوة بما لا يقل عن خمسة وعشرين إلى ثلاثين كلغ من مواد متفجرة لم تترك أي أثر في دائرة الحادث· علاوة على ما أحدثته من ضغط أدى إلى إرتفاع السيارة وسقوطها في الوادي لمسافة تزيد عن المئة متر·
7- بالكشف الميداني والمتكرر عن مكان الحادث تبين وجود أكثر من موضع يُمكن أن يكون الجاني منفذ التفجير قد استخدمه، وهناك أولويات لبعض المواقع عن سواها بفعل ما تؤمنه تلك المواقع من إمكانية مشاهدة وسيطرة عن مسار الهدف، تم الإستدلال عليها من خلال وقوع التفجيرات لحظة وصول السيارة فوق <الريغار> مباشرة وإصابة الإنفجار بوسط السيارة·
أما القدرة على الإخلاء بالنسبة للمنفذ، فإن كافة المواقع تتمتع بذات الأهمية نظراً لوقوع الحادث في منطقة مأهولة وفيها خليط سكاني لبناني- فلسطيني، وفي منطقة خارج السيطرة الفعلية الأمنية للطرفين الجيش اللبناني و>الكفاح المسلح الفلسطيني>·
تقرير عن موقع التفجير وفي تقرير آخر لوصف موقع تنفيذ التفجير، جاء فيه: على بعد خمسين متراً من المنعطف الشمالي الشرقي <بإنحراف لجهة المخيم> أحدث الإنفجار في أرض الطريق الإسفلتي لجهة اليمين نزولاً حفرة قطرها أكثر من مترين وعمقها حوالى مائة وعشرين سنتيمتراً، وشوهدت في منتصف الحفرة بقايا قضبان الإسمنت المسلح التي كانت قبل الإنفجار من مكونات جدران <ريغار> الصرف الصحي، بعد أن أطاح الإنفجار بجدران <الريغار> حتى عمق أكثر من متر·
كذلك شوهدت في الجهة الشمالية من الحفرة ساقية المياه المجاورة، والتي أطاح التفجير بجدارها الجنوبي المجاور لـ <الريغار> وقذف بكتلها الإسمنتية على السفح الجبلي الواقع في الجهة الشمالية من موقع التفجير (الحفرة)، وتبين أن ما تبقى من قضبان الحديد التي كانت من مكونات جدار الساقية الجنوبي ملتوية من الجنوب و>الحفرة> إلى الشمال·
الإسنتتاج الأولي: وجود حفرة على الشكل المبني بالصور وبعد المعاينة المباشرة لمسرح الجريمة هناك ترجيح لفرضية وقوع الإنفجار داخل <الريغار> <تحت الأرض> سيما وأن هناك معلومات لشهود عيان تحدثوا عن وصول قطع من بقايا غطاء <الريغار> على مسافات من موقع الإنفجار تزيد عن المائتي متر، وهذا ما يؤكد وقوع الإنفجار داخل <الريغار> <في حال توفرت أدلة مادية ملموسة عن وجود مثل تلك القطع في الأماكن المشار إليها>·
ويشاهد في الطبقة الإسفلتية وما تحتها من الشارع وجود أكثر من تشقق في الطبقة السطحية ناجم عن تصدع في الطبقة الباطنية من الشارع على عمق ثلاثين سنتيمتراً، ما يرجح أيضاً ذات الفرضية بحصول الإنفجار داخل <ريغار> الصرف الصحي·
تقرير عن آثار الضحايا ووصف مسرح الجريمة وفي تقرير آخر: حول الآثار عن الضحايا: يُستدل من صور الضحايا الأربعة، طبيعة الإنفجار من حيث القوة، إذ أتى عن أطراف الضحايا من تكسير وقطع بعد قذفهم خارج السيارة، ووجود آثار حروق على بعض أنحاء أجسادهم····
وجاء في تقرير آخر، حول إعادة الوصف العام لمسرح الجريمة، أنها: طريق جبلية إسفلتية منحدرة على إرتفاع يزيد عن المئة متر عن سطح البحر وتتجه من الشرق إلى الغرب بانحراف يقارب الستين درجة مئوية <تقريباً>، يحدها شمالاً سفوح جبلية ترتفع بحدود خمسة عشر متراً من جهة المخيم وتقع على مسافة ذلك السفح مجرى مياه (ساقية) تجاور الشارع مبنية من الإسمنت المسلح بجدارين إرتفاع على منهما حوالى أربعين سنتيمتراً وسماكة كل جدار حوالى عشرة سنتمترات، وعرض الساقية بحدود ثلاثين سنتيمتراً، ويحد الطريق جنوباً منحدر جبلي متعرج بإتجاه الجنوب الغربي وصولاً لوادٍ مجاور يقارب عمقه الخمسين متراً تقريباً·
ويحده لجهة الشرق وبإنحراف ظاهر شمالاً سفح مرتفع بالتدرّج لجهة المخيم تتوزع عليه بعض منازل المخيم عشوائياً·
وتحد الطريق لجهة الغرب بإنحراف ظاهر لجهة الجنوب حي سكني عبارة عن مجموعة أبنية رحبة يسكنها خليط سكاني لبناني- فلسطيني، ويتراوح إرتفاع أبنيتها بين الأربع والخمس طبقات <طوابق>، ويظهر لجهة الوادي الواقع جنوبي الطريق منزل مهجور مؤلف من ثلاثة طوابق ويبعد عن مسافة الشارع حوالى عشرين متراً، وعن موقع الجريمة حوالى سبعين متراً، وتتاح الرؤية والسيطرة المباشرة منه على موقع الجريمة من إحدى نوافذ غرف سطحه الواقعة في الجهة الشرقية من المبنى بانحراف بسيط لجهة الشمال، حيث يقع موقع الجريمة <الحفرة إلتي أحدثها الإنفجار>· ولقد كان في الطريق تلك وقبل الإنفحار مباشرة <ريغار> للصرف الصحي، وهو عبارة عن حفرة من الإسمنت المسلح مربعة الشكل عمقها مائة وثمانية سنتيمترات وعرضها حوالى تسعين سنتيمتراً، مغطاة بغطاء معدني من مادة الفونت الصلب، وهو غطاء غير ثابت يُمكن رفعه وإعادته عند الحاجة، ويقع هذا <الريغار> عند مسافة تقارب المترين من مسافة الطريق التي يبلغ عرضها أصلاً حوالى خمسة أمتار تقريباً·
وجاء في تقرير آخر حول الآثار المباشرة للإنفجار:
قذف الإنفجار بالسيارة التي كانت تقل الدكتور كمال مدحت ورفاقه إلى الوادي المجاور على شكل كتل متناثرة للسيارة وأشلاء للضحايا بعد إرتفاع عن مستوى الشارع، لأنه لم تشاهد آثار إنزياح أو إحتكاك بين جسم السيارة بعد التفجير والأرض الإسفلتية أو السفح الترابي· وخاصة بأن بقايا السيارة وصلت الى الوادي لمسافة تزيد عن الثمانية أمتار عن نقطة الإنفجار·
ويُشاهد من خلال الصور المرفقة وهي صور لاحقة ومباشرة لوقوع الجريمة زمنياً تمزق هيكل السيارة وتناثر مكوناتها من محرك وعجلات وفرش وأشياء أخرى عقب التفجير مباشرة، ووقوع حريق لاحق أتى على محتوياتها وشكلها العام·
وفي تقرير آخر جرى وضع رسم تقريبي لمسرح الجريمة تضمن وصفاً للمنازل المشرفة على مكان الجريمة من جهة الطرف الجنوبي لمخيم المية ومية: ويبين موقع الحادثة والطبيعة الطبوغرافية للأرض والمسافات التقديرية بين مكان الحادثة وتواجد القوى الأمنية اللبنانية التي تبعد لمسافة تقارب الثلاثمائة وخمسين متراً، والفلسطينية التي تبعد حوالى مائة وخمسين متراً·
يحد مسرح الجريمة شمالاً، مرتفع جبلي يزيد إرتفاعه عن الخمسة عشر متراً، ويحده جنوباً منحدر يؤدي إلى وادي مشجّر·
أما من جهة الشرق فهناك منازل لأطراف مخيم المية ومية تتوزع عشوائياً عن إرتفاعات مختلفة بعضها مشرف على مكان الحدث وبعضها الآخر غير مشرف·
أما الجهة الغربية فهي موزعة على شكل أبنية يتراوح إرتفاعها أربع وست طبقات، منها ما هو مشرف ومنها ما هو غير مشرف·
يضاف إلى ذلك وجود أبنية كثيرة تتوزع بين سيروب وطريق المية ومية المغيرة تشرف على مكان الحادث بفعل الإخلاء الذي يؤمنه الوادي الجنوبي الفاصل بين المية ومية وسيروب·
بخط أفقي (خط نار) لا يزيد عن مائة وخمسين متراً في بعض النقاط ويزيد أمتاراً قليلة في نقاط أخرى·
hz@janobiyat.com
الشهيد اللواء د· كمال مدحت
تعليقات: