المباراة على البطولة التمهيدية للدرجة الرابعة في كرة القدم بين فريقي حاروف وعنقون على ملعب بلدة أنصار بدأت طبيعية جداً، لكنها انتهت بمواجهات بين جمهور الفريقين والجيش اللبناني، ما أوقع قتيلاً في السابعة عشرة من عمره، هو كامل محمد نجم، وخمسة جرحى من عناصر الجيش والجمهور. لم تكد المباراة الرياضية في كرة القدم تصبح أكثر حدة وحماوة، حتى اشتعل معها مشجعو فريقي حاروف وعنقون، ما أحدث بلبلة بسبب الهتافات والشتائم بين الطرفين، فتدخل الاتحاد الذي طلب إلى الجمهور الخروج من الملعب، لإكمال المباراة، بحسب شهود عيان.
أفلحت جهود الاتحاد في إخراج الجمهور من الملعب، لكنّ الجيش الذي كان يتولى عملية حفظ الأمن في حرم الملعب لم يُفلح في تهدئة المشجعين الذين حاولوا مراراً الدخول إلى الملعب، فضلاً عن مناكفات وخلافات صارت تشتعل بين مناصري الفريقين. وذكر مسؤول أمني أن الجيش حاول تفريق الجمهور وإخلاء المنطقة، غير أن تراشقاً بالحجارة وقع هناك، ولم يستثن عناصر الجيش والضابط الآمر، فأطلق عناصر من الجيش النار لتفريق المشاغبين.
بين إطلاق النار والتراشق بالحجارة، وقع هرج ومرج، وما هي إلا دقائق، حتى غرقت أرض ملعب أنصار بالدماء، فأصابت رصاصة قلب الفتى كامل محمد نجم (مواليد عام 1993) وهو من بلدة عنقون، فقتل على الفور ونقل جثة هامدة إلى المستشفى الحكومي في النبطية. فيما أصيب قاسم حسن كلاكش (23 عاماً) من عنقون برصاصة في صدره ونقل إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في محلة تول قرب الدوير. وذكرت مصادر أمنية أن نحو أربعة جرحى قد يكون بعضهم من عناصر الجيش اللبناني أصيبوا هناك ونقلوا إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول.
لم يستطع الصحافيون الوصول إلى مكان المواجهات
لم تنته المباراة وأعمال الشغب حول ملعب أنصار لكرة القدم عند سقوط القتيل والجرحى الذين عملت سيارات الإسعاف التابعة لمؤسسات صحية على إخلائهم ونقلهم إلى مستشفيات النبطية، بل إن اعمال الشغب استمرت أكثر من نصف ساعة، إذ استمر عدد من مناصري فريق عنقون برشق الحجارة باتجاه عناصر الجيش اللبناني وضباطه، الذين استقدموا قوة مؤازرة، وعملوا بجهد وجدّ للسيطرة على الوضع، وإخلاء المنطقة من الناس، وتوقيف عدد من المشتبه بهم.
وعلم أن مسؤولين أمنيين وعدداً من نواب المنطقة والقوى السياسية واصلوا اتصالاتهم في سبيل تهدئة الوضع الأمني الذي سبّب سقوط قتيل وجرحى، «في مباراة رياضية عادية جداً» بحسب مسؤول أمني.
ولم يستطع الصحافيون الوصول إلى مكان المواجهات، كذلك فإنهم حاولوا بصعوبة الحصول على معلومات دقيقة تجاه ما حصل، غير أن تعتيماً كاملاً فُرض من القوى الأمنية والسياسية ومن المستشفيات على أسماء المصابين وعددهم، فضلاً عن أن الصحافيين مُنعوا من التصوير. وتحدثت معلومات عن أن سقوط القتيل والجرحى من بلدة عنقون (الزهراني) جعل العديد من شبابها يتدفقون باتجاه بلدة أنصار، ما أسهم في تطور المواجهات. غير أن بعض المصادر الأمنية نفت حصول ذلك، وأكدت أن المواجهات لم تخرج عن حدود الملعب.
تعليقات: