.
العميل كفوري تتبع مواقع منصّات صواريخ المقاومة في «حرب تموز»
عوض راقب المنظّمات الفلسطينية في عين الحلوة... وكاد يغتال المقدح..
فيما كان اللبنانيون يعيشون هاجس الحرب الإسرائيلية المدمّرة عليهم وعلى وطنهم في شهر تموز من العام 2006، بكلّ تفاصيلها الإرهابية من نزوح وتهجير وقتل وقصف وتدمير، طاولت مناطق مختلفة ولاسيما في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، كان العميل روبير كفوري يسعى إلى إجهاض حركة المقاومين عبر مراقبة مواقع منصّات الصواريخ التي أحدثت نوعاً من توازن الرعب لم يكن الإسرائيليون يتوقّعونه، فتولّى عن سابق تصور وتصميم، تحديد هذه المواقع في مرجعيون وقراها، من دون أن يغفل منازل مسؤولي حزب الله في المنطقة نفسها.
وقيّضت لهذا العميل النجاة طوال فترة الحرب وسط مشهد الموت والخوف المتنقّل بين اللبنانيين، فلم يرتدع، بل واصل رحلته بعد انتهاء الحرب بالانتقال إلى رصد مراكز الجيش اللبناني المنتشرة على طول الساحل الجنوبي وصولاً حتى الحدود مع فلسطين المحتلة، وذلك في سبيل تأمين حركة عبور العملاء إلى شمال فلسطين إمّا للقاء ضبّاط «الموساد» وتلقّي المزيد من الإرشادات والتعليمات، وإمّا للفرار من طيف ضحاياه الذين استشهدوا بفضل معلوماته وخدماته، ولكنّه لم يستطع تأمين النجاة نهائياً لنفسه فسقط على طريق العملاء الذي أخضعته المقاومة والقوى الأمنية الرسمية اللبنانية للمراقبة بغية الإيقاع بالعملاء وتوقيفهم وسوقهم إلى رحاب العدالة.
التحق روبير إدمون كفوري بميليشيا العميل أنطوان لحد في العام 1984 حيث كان يقيم في بلدة مرجعيون، فخدم فيها بضعة شهور وما لبث أن تركها، ثمّ عاد إليها في العام 1986 لشهور عدّة أيضاً، وتخلّى عنها نهائياً لينصرف إلى مزاولة مهنته الأساسية كسائق جرّافة.
وخلال أوائل تسعينيات القرن العشرين، تقدّم من ميلشيا لحد بطلب للحصول على تصريح يخولّه الانتقال إلى المناطق المحرّرة بهدف العمل فيها، فتلقّفه العميل ريمون أبو ضاهر (من بلدة القليعة وهرب في أيار 2000 إلى إسرائيل) بصفته مسؤولاً عن إعطاء هذه التصاريح، وجنّده للعمل لمصلحة المخابرات الإسرائيلية فوافق.
لم يكن الطلب الإسرائيلي الأوّل صعباً بالنسبة للعميل كفوري، إذ طلب منه تجنيد أحد اللاجئين الفلسطينيين في مخيّم عين الحلوة للعمل لمصلحة «الموساد» بشخص ضابط زعم أنّ اسمه هو «آفي». واسترجع كفوري في ذاكرته من يعرف من الفلسطينيين، فوقع خياره على العميل محمّد إبراهيم عوض والذي يكنّ عداء شديداً للمنظمات الفلسطي``نية بسبب مقتل شقيقه، وقد تعرّف إليه كفوري خلال عملهما معاً في قيادة الجرّافات لدى المتعهّد أبو طوني الشمالي في محلّة الميّة وميّة.
تجنيد عميل في صيدا
انتهى الاجتماع الأوّل، وانتقل كفوري، على الفور، إلى مدينة صيدا حيث التقى عوض عارضاً عليه فكرة التعامل مع «الموساد» عبر تزويده بتقارير أمنية عن المنظّمات الفلسطينية الموجودة داخل مخيّم عين الحلوة وخارجه، وذلك مقابل مبالغ مالية يسيل لها اللعاب، فبصم عوض على هذا العرض المغري وأعطى كفوري صورته الشمسية وكتب رسالة بخطّ يده يقرّ فيها بموافقته على عمل مع «الموساد»، وأرفق بها معلومات شخصية عنه ضمّنها أسماء المنظّمات الفلسطينية التي انتمى إليها، والدورات التدريبية التي خضع لها. ونقل كفوري هذه الأمانة كما استلمها، إلى الضابط «آفي»، ليفتح عوض صفحة جديدة من حياته عنوانها الرئيسي الخيانة.
وتلبية للمطالب الإسرائيلية، راح عوض يعدّ تقارير بخطّ يده، يحدّد فيها المراكز الخاصة بالمنظّمات الفلسطينية داخل مخيّم عين الحلوة وفي محيطه، وعدد العناصر التي توجد فيها، ونوع الأسلحة المزوّدة بها وكمّيتها، ثمّ يلتقي العميل كفوري في محلّة كورنيش البحر في صيدا، أو في محلات حلويات الإخلاص في المدينة نفسها ويسلّمه ما بحوزته من معلومات يحرص الأخير على نقلها كما هي إلى «الموساد» حيث كان ينتقل إلى داخل فلسطين المحتلة لهذه الغاية ويجلب بالمقابل، مبالغ مالية تقدّر بين المئتين والثلاثمئة دولار أميركي يعطيها للعميل عوض لينتعش بها لساعات.
وفي العام 1992، حلّ الضابط «أيوب» مكان زميله «آفي»، فانتقل كفوري وعوض للعمل بإمرته، وانتقلا للقائه بعدما نال عوض إخراج قيد مزوّراً لتسهيل عبوره على الحواجز الأمنية اللبنانية التي تمنع الفلسطينيين من الدخول إلى منطقة «الشريط الحدودي المحتل» آنذاك.
كتائب شهداء الأقصى
وفي مستعمرة طبريا، التقى عوض بأربعة ضبّاط من «الموساد» دفعة واحدة، منهم «يعقوب» و«عمر» الذي تولّى مهمّة الترجمة، وآخران كانا يحملان خريطة لمخيم عين الحلوة فرشت أمام ناظري عوض الذي أخذ يحدّد عليها المواقع والمراكز الفلسطينية ومنازل المسؤولين الفلسطينيين. وفي نهاية اللقاء طلب منه هؤلاء الضبّاط جمع معلومات عن كتائب شهداء الأقصى، وتحرّكات المسؤول في حركة «فتح» منير المقدح، ونقدوه مبلغ ثمانمئة دولار أميركي، نقل بعدها إلى الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية ومنها إلى معبر كفرتبنيت حيث استلمه منتظره كفوري، وأعاده إلى صيدا ليواصل كتابة التقارير وتسليمها لكفوري الذي يسلّمها بدوره للضابطين الإسرائيليين الجديدين المسؤولين عنه، «أريك»، و«موريس» ويجلب المبالغ المالية منهما.
إجابات كاذبة
وفي لقاء جديد وموسّع حضره الضابطان «يعقوب» و«يوسف» الذي تولّى عملية الترجمة، وآخران بحوزتهما خارطة لمخيّم عين الحلوة، عرضت على عوض صور لبعض المسؤولين في المنظّمات الفلسطينية وهم: منير المقدح، وخالد الشايب، ومحمد علي، فزوّدهم بالمعلومات المطلوبة عن أماكن تحرّكاتهم داخل المخيّم، ومكان إقامتهم كما تم استيضاحه عن الأسلحة المجهّزة بها تلك التنظيمات، بعدها أخضع للفحص على آلة كشف الكذب لمرّات ثلاث وطرحوا عليه عدّة أسئلة، فاتهم بنتيجة تقييم أجوبته، بعدم الصدق معهم، وإخفاء المعلومات عنهم، وتزويدهم بإجابات كاذبة، فتمّت إعادته إلى» الشريط الحدودي» وانتزع إخراج القيد المزور منه وقطعت العلاقة به، ومنع كفوري من التواصل معه.
كما اتهم «الموساد» كفوري بإفشاء أمر تعامله معه، وعمد إلى قطع الاتصال به، إلاّ أنّه وحوالى أواخر العام 1992، حضر إلى منزله في مرجعيون المسؤول الأمني في ميليشيا لحد العميل إلياس كرم، وطلب منه معاودة التواصل والاتصال بالعميل عوض بناء لرغبة ضبّاط «الموساد»، وعرض عليه فكرة انضمامه إلى حزب الله والعمل من داخله لصالحهم، فانتقل كفوري إلى صيدا والتقى عوض عارضاً عليه هذا الأمر فأعلمه الأخير باستحالة ذلك لتنقطع العلاقة بين الثلاثة.
صواريخ المقاومة
ومع بداية حرب تموز في العام 2006، اتصل العميل إلياس كرم من داخل فلسطين المحتلة بالعميل كفوري على هاتفه الخلوي القديم الذي كان لا يزال يحتفظ به، طالباً منه تحديد أماكن مصدر إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة إلى داخل «بلاد العدو»، إضافة إلى تحديد مواقع منازل المسؤولين في حزب الله في منطقة مرجعيون وجوارها، ففعل طوال هذه الحرب، محدّداً مواقع منصّات الصواريخ قرب مرجعيون، وفي راشيا الفخار، ودير ميماس قرب النهر، وقام بتحديد منازل المسؤولين والعناصر من حزب الله من بلدتي دبين مقابل خزّان المياه ومرجعيون، وقد استغل هذه المعلومات العدو الإسرائيلي، وعمد إلى قصف تلك المواقع والمنازل وتدميرها.
وبعد مرور ثلاثة أشهر على انتهاء هذه الحرب، عاود كرم الاتصال بكفوري، وطلب منه شراء رقم هاتف خلوي جديد وتزويده به، ففعل، وأبلغه كرم بأنّ الضابط الإسرائيلي «حسن» الذي سبق له أن تكلم معه في إحدى المرّات سابقاً، سيتصل به مجدّداً على رقمه الجديد، وهذا ما حصل فعلاً، واستعرض الضابط المذكور معه عمله السابق لصالحهم وكلّفه معاودة الاتصال بالعميل عوض، وإقناعه بإعادة تفعيل تعامله السابق معهم وفي حال موافقته شراء خط جديد له.
التقى كفوري وعوض في صيدا عارضاً عليه معاودة تعامله، فأبدى الأخير امتعاضه من قيام «الموساد» بقطع المساعدات المالية عنه وسوء تصرّفهم معه، فوعده بتعويضه ما فاته، وهذا ما حصل.
بريد ميت في حردين
وطلب الضابط «حسن» من كفوري الانتقال إلى بلدة حردين الشمالية مصطحباً معه مفكّ براغي أو شاكوش، وبوصوله إلى هناك، اتصل هاتفياً بالضابط المذكور وحدّد له موقعه قرب مرآة على الطريق، فأبلغه الأخير بوجود شجرة في الجهة المقابلة، لها جذعان وقد دفن في أسفلها تحت التراب صندوق صغير بحجم قبضة اليد، فاستخرجه كفوري ليجد بداخله مبلغ ستة آلاف دولار أميركي حمله ونقد عوض منه ألفين وخمسمئة دولار، واحتفظ بالباقي لنفسه.
ثمّ طلب «حسن» من كفوري الانتقال إلى مركز بريد باسم «UPS» في محلة الأشرفية، واستلام طرد باسمه مرسل من شخص ايطالي يحتوي بداخله على حافظة أوراق جلدية مزوّدة بسحّاب وتمزيق الغلاف الخارجي لها بواسطة سكين بعد استلام الطرد، فنفذ ما طُلب منه وتبين له وجود رخصة سوق لبنانية مزوّرة فيها باسم أدهم عفار الجفيلي وتحمل الرسم الشمسي للمدعى عليه محمد عوض، إضافة إلى شريحة خط خلوي إسرائيلي.
تسميات مشفّرة للتمويه
وكلّف «حسن» كفوري تحديد مواقع وحواجز الجيش اللبناني المنتشرة على طول الخطّ الساحلي بين مدينة صيدا وبلدة الناقورة والقرى المجاورة لها، وإفادته عنها هاتفياً على أن يعتمد في مكالمته التسميات التالية: صيدا أي الصيدلية، وصور أي الدوّار، والحمراء أي بيت حنا، والناقورة أي نمر، وعلما الشعب أي بيت المعلم، وآخر محلّة علما أي المدرسة وقربها كسّارة أيّ المقلع، وإلى الأمام منها مفرق طرق أيّ دكان، وذلك بغاية تسهيل انتقال العملاء على هذه الطريق إلى «الشريط الحدودي» ومنه إلى داخل «بلاد العدو»، ولم يتردّد كفوري قيد أنملة في تنفيذ هذا الطلب الإسرائيلي.
وخلال أوائل شهر نيسان من العام 2007، نقل كفوري عوض عبر الطريق التي استطلعها سابقاً، إلى قرب «الشريط الحدودي» حيث توجد منطقة حرجية، ومن هناك أجرى اتصالاً هاتفياً بالضابط «حسن» وحدّد له موقعهما، فحضر بعدها شخصان قام أحدهما بمناداة عوض بلقبه «دكتور»، واصطحباه عبر الأودية الى داخل الأراضي المحتلة في فلسطين على مقربة من الشريط الحدودي حيث كانت تنتظرهم ثلاث سيارات عسكرية وتم نقل عوض بواسطتها الى مركز الضابط «حسن».
وفي اليوم التالي، اجتمع ثلاثة أشخاص من «الموساد» أحدهم ملقّب بـ«أبو الشوق» بالعميل عوض، وبحوزتهم خارطة حديثة لشوارع ومداخل مخيم عين الحلوة وتم استيضاحه بواسطتها عن المساجد وبعض المنازل والساحات، وعن حواجز الجيش اللبناني، ونقاط التفتيش والطرقات، ثمّ أخضع للفحص على آلة كشف الكذب فنجح في اختباره، وتمّ تدريبه على كيفية استخدام حافظة ذاكرة USB على جهاز الكمبيوتر والتي تحتوي على خارطة لمخيم عين الحلوة مرمزة بالأرقام للمعالم والأماكن داخل المخيم المذكور لمساعدته على تحديد مراكز التنظيمات الأصولية ومنازل مسؤوليها، كما جرى استيضاحه عن حركة «فتح» وتنظيم «القاعدة»، وعرض عليه صور لأبو محجن وشقيقه أبو طارق، وشحادة جوهر، وشخص من آل السعدي، والشيخ عقل.
واستلم عوض من الضابط «حسن» حقيبة يد جلدية تحتوي على مخبأ سرّي بداخله مبلغ سبعة آلاف دولار أميركي له، وجهاز خلوي مع شريحة، بالإضافة إلى مبلغ مماثل للعميل كفوري، ووقّع على جدول باستلام هذه المبالغ وغادر «بلاد العدو».
محاولة اغتيال مسؤول «القاعدة»
وفي لقاء إضافي في مدينة عكا، حضر «حسن» ومعه ضابطان آخران وعرضوا على عوض اغتيال قريبه المدعو نعيم عباس المعروف بأبو إسماعيل أحد مسؤولي تنظيم «القاعدة» داخل مخيم عين الحلوة، وراحوا يقنعونه بأنه يشكّل خطراً على أبناء المخيم بزرعه للعبوات الناسفة بداخله وتفجيرها، ومن الممكن أن يصاب بها احد أقربائه، كما وعده «حسن» بمكافأة مالية كبيرة في حال نجاح المهمة، فوافق عوض على عرضهم، ولكنّ العملية فشلت.
وبناء لطلب الضابط «حسن» انتقل عوض لمراقبة الزاروب المؤدّي إلى منزل منير المقدح لمعرفة ما إذا كان مزوّداً بالكاميرات. فابلغه بعد قيامه بذلك أن الطريق آمنة، وعند مغادرته المكان، سمع دوي انفجار حصل في مسجد النور الذي يتردّد المقدح إليه.
وإزاء هذه السيرة الحافلة للعميلين كفوري وعوض والمحرّك الأمني الفار العميل إلياس رياض كرم، طلب لهم قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج عقوبة الإعدام، وأحالهما على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
وكتبت المستقبل:
طلب الإعدام لثلاثة متعاملين بينهم موقوفان حاولا اغتيال فلسطيني في "عين الحلوة"
قرار اتهامي يكشف عن تزويد "الموساد" بمواقع منصات صواريخ خلال حرب تموز
المستقبل - الثلاثاء 13 نيسان 2010 - العدد 3622 - مخافر و محاكم - صفحة 10
يكشف قرار اتهامي اصدره قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج عن تورط الموقوفين روبير ادمون كفوري والفلسطيني محمد ابراهيم عوض مع المخابرات الإسرائيلية منذ العام 1990 على فترات متقطعة، ليصلا الى أوج هذه العلاقة خلال العام 2006، حيث كان للكفوري دور أساسي في استهداف العدو الإسرائيلي منطقة مرجعيون والقرى المجاورة لها، بالقصف الذي طال مواقع منصات اطلاق الصواريخ من قبل المقاومة، الذي امتد الى منازل مسؤولي وعناصر حزب الله في تلك المنطقة، ما أدى الى تدميرها، فضلاً عن تحديده مواقع ومراكز انتشار الجيش.
وقد تدرج عمل كفوري وشريكه عوض لصالح المخابرات الإسرائيلية والذي أرشدهما اليه المتهم الفار الياس رياض كرم، ليصل الى تكليف عوض باغتيال قريبه نعيم عباس من مسؤولي تنظيم القاعدة في مخيم عين الحلوة، وتزويده الموساد ببعض التقارير الأمنية عن المنظمات الفلسطينية، حيث كانوا يهدفون الى اغتيال أحد مسؤولي منظمة فتح في لبنان منير المقدح، بتكليف من ضباط إسرائيليين بعدما اغدقوا عليه وعلى كفوري المال الوفير اللذين كانا يستحصلان عليه من خلال البريد الميت وإما من خلال تسليمهما إياه باليد بعد "زيارتهما" المتكررة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر معبر كفرتبنيت.
ويشير القرار الى وقائع دقيقة ومفصلة حول كيفية تدرج العميلين الموقوفين في عملهما لصالح الموساد الإسرائيلي، لينتهي الى طلب عقوبة تصل في حدها الأقصى الى الاعدام، وطلب العقوبة نفسها للفار كرم.
ففي مرحلة أولى وقبل التحرير وبعده سلك روبير كفوري ومحمد عوض طريق العمالة التي ارشدهما اليها الياس كرم الذي سبق له وأن سار عليها قبلهما فتواصلا مع ضباط من المخابرات الإسرائيلية إما بصورة غير مباشرة بواسطة الهواتف الخلوية اللبنانية والدولية والإسرائيلية التي كانا يعمدان الى تغييرها كل فترة زمنية لأسباب أمنية، وإما بصورة مباشرة عبر الانتقال الى بلاد العدو بمستندات لبنانية مزورة عن طريق الشريط الحدودي وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة غير آبهين بما تفضي اليه نتائج أعمالهما لمصلحة العدو تساعده على فوز قواته وارتكابه لأعمال ارهابية من قتل ودمار بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني والمقاومين منهم، وتدرج تعاملهما هذا مع مر السنين حتى وصل الى تكليف محمد عوض باغتيال قريبه المدعو نعيم عباس من مسؤولي تنظيم القاعدة داخل مخيم عين الحلوة بواسطة عبوة ناسفة موضوعة داخل صندوق خشبي احضرها معه من داخل بلاد العدو لهذه الغاية، لكن العملية باءت بالفشل لأسباب خارجة عن إرادته، فضلاً عن نقل عدد من العبوات الناسفة من امكنة الى اخرى في محيط وداخل مخيم عين الحلوة. فيما عمد روبير كفوري الى تحديد مواقع منصات اطلاق الصواريخ من قبل المقاومة طيلة حرب تموز 2006 في منطقة مرجعيون والقرى المجاورة لها اضافة الى منازل مسؤولي وعناصر حزب الله في تلك المنطقة، وقد أدى ذلك الى قصف البعض منها وتدميرها، كما عمد بعد انتهاء هذه الحرب الى تحديد مواقع ومراكز انتشار حواجز الجيش اللبناني ووحداته على طول الساحل الممتد من مدينة صيدا حتى بلدة الناقورة والقرى التي بجوارها تمهيداً لتسهيل انتقال العملاء عليها وعبرها الى داخل بلاد العدو. كل ذلك مقابل مبالغ مالية كانا يحصلان عليها إما بواسطة البريد الميت، وإما أثناء وجودهما في بلاد العدو، واستمر هذا النمط من التعامل من قبلهما الى أن تم رصد تحركاتهما من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية التي أخضعت طريق العملاء للمراقبة وتسيير الدوريات عليها وخاصة بعد حرب تموز 2006 الى أن تم افتضاح أمرهما ووقوعهما في قبضة العدالة وبمداهمة منزل كل منهما ثم ضبط بعض الهواتف الخلوية المستعملة من قبلهما في اتصالاتهما مع ضباط الموساد الإسرائيلي وعلاقة مفاتيح بداخلها جيب سري يحتوي على شريحة هاتف مكتوب عليها SIM وذاكرة الكترونية USB وخط هاتف إسرائيلي اضافة الى رخصة سوق لبنانية مزورة باسم ادهم عفار الجفيلي تحمل الرسم الشمسي لعوض ومبلغ ثلاثة آلاف دولار وهو من أصل المبلغ الذي قبضه روبير كفوري من الإسرائيليين والذي كان لا يزال يحتفط به في غرفة نومه فوق الباب المؤدي الى الحديقة في صندوق المنيوم داخل كيس نايلون اسود كما تم مصادرة سيارة كل منهما التي كانت تستعمل من قبلهما في تنفيذ المهمات التي كلفا بها من قبل المخابرات الإسرائيلية.
ويشير القرار الى ان أحد المسؤولين الأمنيين في جيش لحد ريمون أبو ضاهر من بلدة القليعة والفار حالياً الى داخل بلاد العدو والملاحق لدى القضاء العسكري بتهمة التعامل عرض على كفوري العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية وتجنيد أحد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة للعمل لصالحهم فوافق على العرض حيث دخل بلاد العدو وقابل ضباطاً إسرائيليين طلبوا منه تجنيد أحد الفلسطينيين فأبلغهم انه على علاقة صداقة ومعرفة بمحمد عوض من التابعية الفلسطينية الذي يكن عداء شديد للمنظمات الفلسطينية بسبب مقتل شقيقه وقد تعرف عليه خلال عملهما سوية في قيادة الجرافات فكلفه الضابط "آفي" عندها بتجنيد عوض للعمل لصالحهم، وفي حال موافقته الاستحصال منه على ورقة بخط يده، يبدي فيها موافقته على التعامل معهم وعلى صورة شمسية له.
وعرض كفوري على عوض فكرة العمل لصالح الموساد الإسرائيلي عبر تزويده ببعض التقارير الأمنية عن التنظيمات الفلسطينية داخل مخيم عين الحلوة وخارجه، مقابل مبالغ مالية، فوافق.
بدء التعامل
ومنذ ذلك التاريخ أي أوائل العام 1990 بدأ عوض بتعامله الجدي والفعلي مع المخابرات الإسرائيلية حيث راح يزودها بتقارير خطة يخطها بيده وتتضمن معلومات عن أماكن تواجد المراكز الخاصة بالمنظمات الفلسطينية داخل مخيم عين الحلوة وفي محيطه وعدد العناصر التي تتواجد فيها وكمية ونوع الاسلحة المجهزة بها، وكان يسلمها الى روبير كفوري فيسلمها بدوره الى ضباط من المخابرات الإسرائيلية داخل بلاد العدو ويجلب منهم مقابل ذلك مبالغ مالية تقدر بين المايتين والثلاثماية دولار عن كل تقرير.
وقد استمر هذا النوع من التعامل حتى أوائل العام 1992 حيث انتقل روبير كفوري الى داخل بلاد العدو والتقى بالضابط الإسرائيلي "أيوب" الذي حل مكان الضابط "آفي" فطلب منه اصطحاب محمد عوض الى داخل فلسطين المحتلة وزوده لهذه الغاية باخراج قيد لبناني مزور يحمل رسمه الشمسي وهذا ما حصل فعلاً.
وانتقل عوض الى بلاد العدو ومكث فيها اربعة ايام التقى خلالها بضباط من الموساد الإسرائيلي منهم "يعقوب" و"عمر" الذي تولى عملية الترجمة وكان بحوزتهما خريطة عائدة لمخيم عين الحلوة حيث راح عوض يحدد لهم بواسطتها بعض المواقع والمراكز الفلسطينية والمنظمات العائدة لها وبعض منازل المسؤولين فيها داخل المخيم المذكور وفي محيطه، وبنهاية اللقاء طلب منه ضباط الموساد جمع معلومات عن كتائب شهداء الأقصى، وتحركات المسؤول في منظمة فتح منير المقدح ونقدوه ثمانماية دولار أميركي.
وبقي كفوري وعوض على هذه الحال الى أن طلب منهما الموساد مقابلة الثاني فدخل مجدداً بلاد العدو وعرض عليه ضباط إسرائيليين صوراً لبعض المسؤولين في المنظمات الفلسطينية وهم منير المقدح وخالد الشايب ومحمد علي فزودهم بالمعلومات المطلوبة عن أماكن تحركاتهم داخل المخيم ومكان إقامتهم كما تم استيضاحه عن الأسلحة المجهزة بها تلك التنظيمات بعدها أخضع للفحص على آلة الكذب لمرات ثلاث وطرحوا عليه أسئلة عدة فاتهم بعدم الصدق معهم، وإخفاء المعلومات منهم، وتزويدهم بإجابات كاذبة.
وبناء لتعليمات الضابط الإسرائيلي "موريس" أقدم كفوري على أخذ إخراج القيد اللبناني المزوّر من عوض وعمد الى إتلافه وقطع علاقته به ومُنع من التواصل معه.
كما اتهم كفوري من قبل ضباط الموساد الإسرائيلي الذين كان يتواصل معهم بإفشاء أمر تعامله معهم، وعمدوا الى قطع الاتصال به، إلا أنه وقرابة أواخر العام 1992 حضر الى منزله في مرجعيون الياس كرم أحد المسؤولين الأمنيين في ميليشيا لحد والمعروف بتعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية وطلب منه معاودة التواصل والاتصال بمحمد عوض بناء لرغبة ضباط في الموساد الإسرائيلي وعرض عليه فكرة انضمامه الى تنظيم حزب الله والعمل من داخله لصالحهم. وعرض كفوري هذا الأمر على عوض الذي اعلمه باستحالة ذلك فأخبر كفوري الإسرائيليين بذلك فانقطعت العلاقة عندها بين كفوري وعوض من جهة وبين الإسرائيليين من جهة ثانية.
ومع بداية حرب تموز /2006/ اتصل الياس كرم من داخل بلاد العدو بروبير كفوري طالباً منه تحديد أماكن مصدر إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة الى داخل بلاد العدو إضافة الى تحديد مواقع منازل المسؤولين في حزب الله في منطقة مرجعيون وجوارها وطيلة هذه الحرب دأبا على التواصل فيما بينهما وزوّد كفوري الذي كان لا يزال يقيم في بلدة مرجعيون الياس كرم بمواقع منصات الصواريخ قرب مرجعيون وفي راشيا الفخار وفي بلدة دير ميماس قرب النهر وقام بتحديد منازل المسؤولين والعناصر من حزب الله في بلدتي دبين مقابل خزان المياه ومرجعيون وقد استغل هذه المعلومات العدو الإسرائيلي وعمد الى قصف تلك المواقع والمنازل وتدميرها.
وبعد انتهاء حرب تموز /2006/ بنحو الثلاثة أشهر عاود الياس كرم الاتصال مجدداً بروبير كفوري فأبلغه بأن الضابط الإسرائيلي "حسن" سيتصل به مجدداً، وهذا ما حصل فعلاً واستعرض الضابط معه عمله السابق لصالحهم وكلفه معاودة الاتصال بمحمد عوض وإقناعه بإعادة تفعيل تعامله السابق معهم.
وبعد أن نقل كفوري الى الإسرائيليين امتعاض عوض منهم وإبلاغهم الأخير بأنهم سيعوّضون عليه بمساعدات مالية، عاد عوض ليسير مجدداً على طريق العمالة.
وعلى أثر ذلك، طلب الضابط الإسرائيلي "حسن" من روبير كفوري الانتقال الى منطقة الشمال وتحديداً بعد نفق شكا على أن يسلك الطريق صعوداً نحو بلدة حددين حيث استخرج من الأرض صندوقاً "مطموراً" بداخله مبلغ ستة آلاف دولار.
وعاود الضابط الإسرائيلي الى الاتصال مجدداً بكفوري وكلفه بتحديد مواقع وحواجز الجيش اللبناني المنتشرة على طول الخط الساحلي بين مدينة صيدا وبلدة الناقورة والقرى المجاورة لها وإفادتي عنها هاتفياً على أن يعتمد في مطالبته التسميات الآتية: صيدا أي الصيدلية، وصور أي الدوار، والحمرا أي بيت حنا، والناقورة أي نمر، وعلما الشعب أي بيت المعلم، وآخر محلة علما أي المدرسة وقربها كسارة أي المقلع وإلى الأمام منها مفرق طرق أي دكان وذلك بغاية تسهيل انتقال العملاء على هذه الطريق الى الشريط الحدودي ومنه الى داخل بلاد العدو. وفي اليوم التالي قام روبير كفوري باستكشاف الطريق المذكورة وتزويد الضابط الإسرائيلي "حسن" بمعلومات عن حواجز الجيش اللبناني وتحديد مواقعها وفقاً للتعليمات المذكورة.
التدريب والتنفيذ
وخلال أوائل شهر نيسان من العام /2007/ قام كفوري بنقل عوض بعد أن زوّده برخصة السوق اللبنانية المزوّرة لتسهيل مروره على الحواجز العائدة للأجهزة الأمنية اللبنانية وعبر الطريق التي استطلعها سابقاً الى قرب الشريط الحدودي حيث توجد منطقة حرجية ومن هناك أجرى اتصالاً هاتفياً بالضابط الإسرائيلي "حسن" وحدد له موقعهما فحضر بعدها شخصان قام أحدهما بمناداة المدعى عليه محمد عوض بلقبه "دكتور" واصطحباه عبر الأودية الى داخل الأراضي المحتلة في فلسطين على مقربة من الشريط الحدودي حيث كانت تنتظرهم ثلاث سيارات عسكرية وتم نقل عوض بواسطتها الى مركز الضابط الإسرائيلي "حسن" وفي اليوم التالي اجتمع به ثلاثة أشخاص من الموساد الإسرائيلي أحدهم ملقب بـ"أبو الشوق" وبحوزتهم خارطة حديثة لشوارع ومداخل مخيم عين الحلوة وتم استيضاحه بواسطتها عن المساجد وبعض المنازل والساحات داخل المخيم وعن حواجز الجيش اللبناني ونقاط التفتيش والطرقات والساحات على مدخل هذا المخيم وخلال فترة إقامته داخل بلاد العدو خضع لفحص على آلة كشف الكذب من قبل خبير إسرائيلي، نجح فيه بعد أن وجهت إلية أسئلة عدة متكررة، وزوّد ببعض النصائح، خصوصاً عند استخدامه الجهاز الخلوي المزوّد به من قبلهم عبر الاتصال المسبق بواسطته بأحد الشركات أو الإعلانات لإبعاد الشبهات عنه، كما تم تدريبه على كيفية استخدام حافظة ذاكرة USB على جهاز الكومبيوتر والتي تحتوي على خارطة لمخيم عين الحلوة مرمّزة بالأرقام للمعالم والأماكن داخل المخيم المذكور بمساعدته على تحديد مراكز التنظيمات الأصولية ومنازل مسؤوليها كما جرى استيضاحه عن حركة فتح وتنظيم القاعدة وعرض عليه صور لأبو محجن وشقيقه أبو طارق وشحادة جوهر وشخص من آل السعدي والشيخ عقل بعدها طلب منه متابعة مراقبة تحركات التنظيمات الأصولية في مخيم عين الحلوة واستلم من الضابط الإسرائيلي "حسن" حقيبة يد جلدية لون أسود تحمل تحت الإبط والتي تحتوي على مخبأ سري بداخله مبلغ سبعة آلاف دولار أميركي له وجهاز خلوي مع شريحة وإجازة السوق اللبنانية المزوّرة، بالإضافة الى مبلغ مماثل لكفوري ووقع على جدول باستلام هذه المبالغ وغادر بلاد العدو برفقة دورية من جيش العدو الإسرائيلي الى الحدود مع لبنان حيث كان بانتظار المدعى عليه روبير كفوري الذي استلمه ونقله بسيارة الفولفو الى مدينة صيدا بعد أن استلم منه المبلغ المرسل إليه من قبل الاستخبارات الإسرائيلية.
وانتقل عوض الى الأراضي المحتلة مجدداً بطلب من الضابط "حسن" الذي ابلغه انه سيعرض عليه صوراً لمواد كيماوية تستخدم للمزروعات والذي سبق لقريبه المدعو نعيم عباس المعروف بأبو اسماعيل احد مسؤولي تنظيم القاعدة داخل مخيم عين الحلوة، ان كلفه باحضار هذه المواد لاستخدامها في عملية تصنيع العبوات الناسفة، وكان عوض قد سبق له وافاد الضابط الاسرائيلي "حسن" عن ذلك، فعرض عليه اربع صور لمواد كيماوية فنفى ان تكون شبيهة بالمواد التي طلبها من المدعو نعيم عباس، عندها عرض عليه مادة جديدة ناعمة بيضاء اللون تشبه السكر فأكد عوض بأنها مطابقة للمادة التي طلبها منه عباس من حيث الشكل، ازاء ذلك عرضوا عليه عملية اغتيال هذا الأخير وراحوا يقنعونه بأنه يشكل خطراً على ابناء المخيم بزرع للعبوات الناسفة بداخله وتفجيرها ومن الممكن ان يصاب بها أحد اقربائه، كما وعده الضابط الاسرائيلي حسن بمكافأة مالية كبيرة في حال نجاح المهمة، فوافق محمد عوض على عرضهم هذا وراح يتداول معهم بطريقة اغتياله حيث طرح أحد الاسرائيليين زرع عبوة ناسفة في سيارته فأبلغه عوض بأن نعيم عباس لا يملك اية سيارة، عندها احضر الضابط حسن خارطة للمخيم الكترونية مرمزة بالأرقام، رقم الاتفاق على زرع العبوة الناسفة بين المدافن ومكب النفايات بالقرب من منزل عباس؟
وفي اليوم التالي تم تسليمه ظرفاً يحتوي على مبلغ ثلاثة الاف دولار اميركي وظرفاً آخر مقفلاً طلب منه تسليمه لكفوري.
الصندوق ـ العبوة
وبعد تدريب عوض على كيفية تفجير صندوق صغير تم تسليمه اياه داخل اسرائيل حيث راح عوض يقترب ويتودد من نعيم عباس وخلال شهر نيسان من العام/2008/ وبناء لتوجيهات الضابط "حسن" وضع عوض الصندوق الخشبي في الصندوق الخلفي لسيارته وتوجه به الى مخيم عين الحلوة بعد التواصل والتنسيق الهاتفي على الرقم الدولي مع الضابط "حسن" الذي طلب منه اشعال سيجارة بعد وصوله الى مستديرة الحسين كونه يشاهده فنفذ ذلك وبعد تخطيه لحاجز الجيش اللبناني على مدخل المخيم عاد وفتح جهاز الخلوي الذي كان قد اقفله وتواصل معه بواسطته وبوصوله الى مكب النفايات اوقف السيارة وقام بتجهيز العبوة كما تم تدريسه عليها وأكمل بعدها طريقه باتجاه مسجد حطين ودخله لاداء صلاة العصر حيث التقيى فيه نعيم عباس وأبلغه ان الغرض بحوزته وأنه سيسلمه اليه على مقربة من منزله بعد مفرق منزل المدعو بلال اصلان ليكون بعيداً عن نظر مراقبة الكاميرا، بعدها توجه بالسيارة الى المكان المتفق عليه لايقافها فيه وخلال ذلك تكلم مع الضابط "حسن" عبر الرقم الدولي الذي كرر عليه التعليمات التي زود بها وذلك بفتح باب السيارة ثلاث مرات اشعارا باستلام الصندوق من قبل نعيم عباس الذي وصل الى المكان فطلب من عوض من داخل سيارته التقدم منه لاستلام الصندوق غير ان عباس طلب منه التقدم نحوه واعطاءه الفرص وفي هذه الأثناء وصل احد مرافقي نعيم فطلب عندها الضابط الاسرائيلي "حسن" من عوض الذي كان يسمعه عبر مكبر الصوت للهاتف الخلوي بمغادرة المكان بسرعة ففعل ذلك وبعد ابتعاده عن المكان طلب اليه وضع العبوة في صندوق السيارة مجدداً بعدما كان وضعها بقربه ليتسلمها لنعيم عباس ومن هناك غادر الى منزله.
وبعد حوالي الاسبوع وبناء لتعليمات الضابط حسن حضر روبير كفوري الى منزل محمد عوض واستلم منه الصندوق الخشبي الذي نقله بسيارته الى منزله وعمد على نشره لقطنين دون ان يحس القسم الأسفل منه وعمل على صب الباطون فوق كل قسم ورميه في مستوعب للنفايات.
وقد استمر التواصل بعد ذلك بين الضابط الاسرائيلي حسن روبير كفوري ومحمد عوض متقطعاً وكان آخر هو حد للتواصل هاتفياً بتاريخ 27/4/2009 حيث القي القبض عليهما.
وكان عوض قد استلم قبل نحو سنة كرة حديدية برونزية اللون تشبه الكرة الصغيرة من الضابط الاسرائيلي حسن ووضعها بناء لطلبه قرب محل حسن محمود اسماعيل، كما قال بناء لطلبه كذلك بالتوصي الى مستديرة العربي في صيدا ونقل من هناك علبة صغيرة بحجم علبة الأحذية بوزن نصف كلغ تقريباً ووضعها بالقرب من موقف سيارات الأجر بحاذاة السيارة الثالثة وغادر المكان بسرعة بناء لتعليمات الضابط المذكور. مما قام وبناء لطلب هذا الأخير وبالتنسيق معه هاتفياً بنقل علبة مربعة مقفلة من مكان على الطريق العام في صيدا الى زاروب السعدي ووضعها بالقرب من كيس للنفايات اسود اللون وغادر المحل. بناء لطلب الضابط الاسرائيلي "حسن: انتقل لمراقبة الزاروب المؤدي الى منزل المسؤول في حركة فتح المدعو منير المقدح لمعرفة ما اذا كان مزوداً بالكاميرات، فأبلغه بعد قيامه بذلك ان الطريق آمنة، وبعد مغادرته المكان سمع دوي انفجار حصل في مسجد النور الذي يتردد اليه منير المقدح.
تعليقات: