الجرافة الإسرائيلية تعمل بحراسة جنود العدو (تصوير: حسين حديفة)
الجيش اللبناني وجّه إنذاراً وإتصالات لـ <اليونيفل> سحبتها
العباسية - الناقورة:
ساد صباح أمس حال من التوتر الشديد وتخلله إستنفار متبادل بين الجيش اللبناني من جهة وجيش الإحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية عند الخط التقني الفاصل بين الأراضي اللبنانية المحررة والأراضي المحتلة عند الطرف الشرقي لقرية العباسية المحررة إستدعى تدخلاً من قبل قوات <اليونيفل> ومراقبي الأمم المتحدة للضغط على الإسرائيليين بالتراجع إلى خلف الخط التقني بعد توجيه إنذار شديد اللهجة من قبل الجيش اللبناني بإطلاق النار على جيش العدو الإسرائيلي في حال لم يستجب لذلك·
وفي التفاصيل أنه عند الساعة من صباح أمس تقدمت قوة إسرائيلية قوامها حوالى 50 عسكرياً من معسكريها في بلدة الغجر المحتلة وفي تلة الطهرة الجزء المحتل من قرية العباسية مدعومة بـ 7 سيارات جيب عسكرية مصفحة تواكبها جرافة تقدمت حتى السياج الشائك عند الخط الغربي لمزارع شبعا المحتلة وحتى بلدة الغجر السورية المحتلة وإنتشر الجنود الصهاينة بمحاذاة السياج الشائك عند الطرف الشرقي من قرية العباسية المحررة قبل أن يعمل عدد من هؤلاء الجنود على فتح بوابة جديدة عند هذا السياج لتعبر الجرافة الإسرائيلية التي بدأت بحفر وتمهيد مساحة لا تقل عن 250 متراً مربعاً بمحاذاة هذا السياج داخل الأراضي اللبنانية المحررة·
وعلى أثر ذلك وصلت تعزيزات من الجيش اللبناني إلى المنطقة وضرب طوقاً أمنياً محكماً حول المنطقة كما وصلت قوة أخرى من قوات <اليونيفل> وفريق من مراقبي الهدنة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية لمراقبة ما يجري·
وعلى الفور طلب أحد ضباط الجيش اللبناني من الرائد <آيك بيكي> الغاني الجنسية ومسؤول فريق مراقبي الهدنة إجراء الإتصالات اللازمة مع قيادة جيش العدو الإسرائيلي والطلب إليه وقف العمل والإنسحاب فوراً إلى خلف السياج التقني وإلا سيضطر الجيش اللبناني وفي حال لم يستجب الجنود الصهاينة الذين عبروا السياج التقني إلى داخل الأراضي المحررة إلى إطلاق النار عليهم فوراً·
وقد أسفرت الإتصالات التي قامت بها قوات <اليونيفل> مع قيادتها المركزية في الناقورة والإتصالات التي قام بها أيضاً مراقبي الهدنة إلى إجبار الإسرائيليين إلى التراجع إلى خلف السياج التقني ومن ثم مغادرة المنطقة بعد أن كان أكثر من 20 جندياً إسرائيلياً قد عملوا على إحاطة المساحة المجروفة بطوق من الأسلاك الشائكة مما يحمل على الإعتقاد بأنهم ينوون إقامة نقطة مراقبة تشرف على المناطق المحرة في تلك المحلة·
وسجل خلال ذلك دوريات مكثفة للجيش اللبناني وقوات <اليونيفل> في محيط العباسية وعلى طول الطريق العسكري الذي يربطها بالوزاني كما أقام الجيش نقاط مراقبة في محور المجيدية بسطرة لمراقبة التحركات الإسرائيلية في الجهة المقابلة·
<اليونيفل>:
إلى ذلك أعلن الناطق الرسمي بإسم <اليونيفل> نيراج سينغ أن <اليونيفل> لاحظت حوالى الساعة السابعة و20 دقيقة من صباح أمس قيام الجيش الإسرائيلي ببعض الأعمال على الشريط التقني الإسرائيلي جنوب شرق العباسية في القطاع الشرقي في منطقة عمليات <اليونيفل>·
وأشار سينغ إلى أن المكان حيث كان يعمل الجنود الإسرائيلون يقع جنوب خط الإنسحاب ما يعرف بالخط الأزرق، نافياً عبور الجيش الإسرائيلي طوال فترة الأعمال لخط الإنسحاب·
وأضاف: كان القائد العام <لليونيفل> اللواء ألبرتو أسرتا كويباس على إتصال مع الأطراف لضمان إحترام قرار مجلس الأمن رقم 1701 وخط الإنسحاب، حيث أرسلت <اليونيفل> والجيش اللبناني دوريا إلى المنطقة وبقيت في الموقع لمراقبة الوضع ومراقبة خط الإنسحاب·
وختم سينغ: في حوالى التاسعة والنصف من صباح أمس إنسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة·
إلى ذلك إستنكر نواب منطقة مرجعيون الخروقات الإسرائيلية حيث أدان المساعد السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل الخروقات الإسرائيلية المتمادية للحدود اللبنانية وللخط التقني < وندين العدو الإسرائيلي لإقدامه على تسييج جزء من الأرض، وهذه الإنتهاكات تشكل تحدياً للسيادة اللبنانية وخرقاً للقرار 1701 ولعمل قوات الطوارىء الدولية>، ودعا خليل الى الضغط لردع إسرائيل وتحميلها مسؤولية التوتر وتصعيده في المنطقة·
من ناحيته قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن < ما نلاحظه هو وجود سياسة إسرائيلية متعمدة في ممارسة الإستفزازات المتنقلة من منطقة الى أخرى بمحاذاة الحدود تضاف الى الخروقات المتمادية على أكثر من صعيد، إذ بعد خرق الوزاني قام الاسرائيليون بتجاوز السياج الإلكتروني في محيط العباسية حيث عمدوا الى تغيير معالم الأرض المحاذية وزرعوا سياجاً قبل أن يغادروا، مما شكل خرقاً وتجاوزاً وفعلاً عدائياً، اضاف فياض، إن القوات الدولية مطالبة بشكل حاسم وفوري بالعمل لإعادة الأرض المعتدى عليها الى الحال السابقة قبل الخرق الإسرائيلي وإزالة أي تغيير أو أثر، كما انها مطالبة بأن تلتزم بدورها بفاعلية أكبر في التصدي للخروقات الإسرائيلية الفاضحة للقرار 1701 والحؤول دون التمادي في ممارسات الخرق والإستفزاز والتعدي المتلاحق، محذرين من خطورة المراهنة الإسرائيلية إستغلال ضبط النفس التي يلتزمها لبنان>·
من جهته النائب قاسم هاشم قال: <إن ما يقوم به العدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية من كفرشوبا الى الوزاني واليوم الى ارض العباسية، بات يشكل إعتداءاً على لبنان وإنتهاكاً لسيادته الوطنية، وخرقاً للقرار 1701 أمام أعين المجتمع الدولي الممثل بالقوات الدولية التي كان من واجبها منع الإعتداء على أرض العباسية وإيقاف هذه الخروقات السافرة بحق لبنان>·
الترياقي:
ومن مكتب <اللواء> في صيدا أن أمين عام <تيار الفجر> عبد الله الترياقي أدان الخرق الاسرائيلي في منطقة العباسية، واعتبره خطيراً بمدلولاته وسابقة تحتاج إلى وقفة جادة من الحكومة اللبنانية، وحيا الجيش اللبناني والمقاومة مما أحبط المحاولة الاسرائيلية لقضم مزيد من الأراضي اللبنانية تحت سمع وبصر العالم وقراراته الدولية·
من حسين حديفة وجمال خليل
تعليقات: