السرايا الشهابية في حاصبيا: الطابق العلوي للقلعة المصمم وفق الطراز الإسلامي (كامل جابر)
حاصبيا -
على الرغم من الفترة الزمنية القصيرة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستبدأ الجولة الأولى منها بحسب ما حددها وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في الثاني من أيار المقبل في منطقة جبل لبنان فإن التحضيرات والاستعدادات المطلوبة لهذا الاستحقاق في منطقة حاصبيا ما زالت خجولة في ظل غياب شبه تام لأجواء المنافسة المفترضة بين الأطراف والقوى السياسية الفاعلة في هذه المنطقة·
في منطقة حاصبيا هناك 19 بلدة وقرية تتحضّر لانتخاب 15 مجلساً بلدياً و35 مجلساً اختيارياً، ويبلغ عدد الناخبين في قضاء حاصبيا بحسب لوائح الشطب في الانتخابات النيابية الأخيرة حوالى 124883 ناخباً وناخبة موزعين على الشكل التالي: ناخبون سنّة 16966 اقترع منهم حوالى 4600 صوتاً، ناخبون دروز 8785 صوتاً اقترع منهم 4421 صوتاً، مسيحيون 17050 صوتاً اقترع منهم 3300 صوتاً، وهناك أيضاً 13096 صوتاً من طوائف أخرى انتخب منهم 3300 صوتاً·
إن غياب أجواء المعركة الانتخابية عن الساحة الحاصبانية وخاصة الساحة الدرزية حتى الساعة قد يكون سببه التوافق الذي دعا إليه كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان اللذين أوعزا الى محازبيهما وأنصارهما ضرورة العمل بكل جدية في البلدات والقرى الدرزية والتعاون والتنسيق أيضاً مع القوى والتيارات السياسية الأخرى في باقي بلدات وقرى ذات الطابع السنّي أو المسيحي من أجل التوافق لإنتاج مجالس بلدية واختيارية يكون همّها الأول والأخير العمل الجدي من أجل إنماء قراها وبلداتها بعيداً عن التشنجات والمناكفات السياسية والحزبية الضيقة خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة، وفي حال تعذر التوافق لسبب ما في بعض القرى والبلدات فيجب الذهاب الى انتخابات ديمقراطية ضمن التنافس الأخوي المشروع بدلاً من الانقسامات الحزبية الفئوية والعائلية الضيقة·
أجواء التوافق السائدة حتى الساعة في منطقة حاصبيا من قبل أكبر فريقين سياسيين يتنافسان تقليدياً منذ زمن بعيد على الانتخابات البلدية والاختيارية باركها وأكد عليها أمين عام كتلة التنمية والتحرير نائب حاصبيا أنور الخليل الذي له حضوره وثقله على الساحة الحاصبانية خاصة والجنوبية بشكل عام وهو يحظى بثقة واحترام كبيرين من قبل الجميع·
ويرى النائب الخليل أن الحوار القائم مع كافة القوى السياسية في منطقة حاصبيا يسير باتجاه التأكيد على مبدأين أساسيين: أولاً: ضرورة أن تشكل الانتخابات البلدية مناسبة تلتقي حولها القوى السياسية والأهلية في أجواء من الانفتاح والوفاق حتى يأخذ هذا الاستحقاق بعده التنموي·
ثانياً: أن يستند هذا الاستحقاق الى وفاق نتمكن من خلاله تقديم أفضل الكفاءات القادرة على تزخيم العمل البلدي للتعويض عن التقصير الرسمي تجاه المواطنين خاصة في هذه المنطقة·
وهذا ما يؤكده أيضاً الحزب السوري القومي الاجتماعي في المنطقة ويرى مصدر مسؤول فيه أن العمل البلدي يجب أن يبقى في إطاره الانمائي والخدماتي بالدرجة الأولى وأن تكون الانتخابات المرتقبة على قدر المسؤولية وترضي طموح وآمال الناس وأن تأتي بالشخص المناسب للمكان المناسب·
أما في الساحة السنّية حيث يمثل تيار المستقبل الفريق الأقوى على الأرض في كافة بلدات وقرى العرقوب فالوضع لا يختلف عما هو عليه في الساحة الحاصبانية، ويرى مصدر مسؤول في التيار أنه من المبكر الحديث عن لوائح وعن أسماء مرشحين كي لا نحرق المراحل فإن التيار قادر على حسم المعركة الانتخابية في حال فشل التوافق الذي نتوق إليه من أجل تجنيب هذه المنطقة خضات انتخابية نحن بغنى عنها·
وكشف المصدر نفسه أن هناك توجهاً للتحالف مع التيار السلفي ومع الجماعة الاسلامية في حال حصلت انتخابات في هذه المنطقة·
ومهما يكن من أمر فإن السؤال الذي يطرح نفسه الى أي مدى ستتمكن القوى والتيارات السياسية من تحقيق الوفاق الانتخابي الذي ننشده في هذه المنطقة التي تطغى فيها العصبية العائلية والعشائرية على ما عداها من عصبيات حزبية وسياسية الى حد أنه في كثير من الأحيان تبقى كلمة الفصل لها وحدها؟
تعليقات: