قتلوا غالب عكر ليقتلوا أمل كل الطامحين الحالمين الكادحين الفرحين بانتمائهم وبعروبتهم
كان الشهيد "غالب عكر" رفيق طفولتي وزميلي على مقاعد الدراسة حيث جمعتنا المدرسة الرسميّة في صفّ واحد وطاولة واحدة.
كان طموحنا (وغالب واحد منّا) بعلوّ جبل الشيخ الذي يستقبل الشمس كلّ صبيحة لتضيء قممه وثلوجه وعيوننا الشامخة حيث يرقد هذا الثلج وذاك الضياء.
كنّا نتبارى بشراء وجمع الدوريّات المصوّرة كطرزان وسوبرمان والوطواط وطبّوش وبونانزا و..و..و.. الكثير منها التي كانت تحملنا إلى تلك العوالم والأمكنة التي تقع وراء البحار والمحيطات التي كان تطلّ عليها قمم جبل الشيخ.
كان غالب الأكثر تراكماً بيننا، يجمع ويكدّس تلك القصص المصوّرة، فكنّا نحسده على ذلك. لكنّ غالب، المناضل الطموح المحبّ للحياة والعلم والخيال وآكشن الشباب والقصص، وقع ضحيّة لعبة الكبار وغدرهم وشراستهم وقصصهم النتنة، فقصفوا زهرة تفتّحه على الحياة والعلم والنضال الاجتماعي ليقتلوا كلّ أمل لهؤلاء الطامحين الحالمين الكادحين الفرحين بانتمائهم وبعروبتهم.
لم يكن غالب الوحيد في ذلك، بل لحقه مظلومون آخرون: "غسان حسّان" و"سلمان أبو عبّاس" اللذان لا يقلان شأناً وروعة وقيمة عن غالب المغدور وأبي غالب اللذين، بقتلهما، يُمكن تأريخ أوّل مجزرة إنسانيّة بحقّ أهالي الخيام بداية الحرب الأهليّة القذرة.
بالرّغم من استشهاده، يبقى غالبٌ غالباً للقتلة، مُشعّة ذكراه طالما أنّ الشمس تشرق كلّ يوم من وراء جبل الشيخ، لتنير عيوننا وعيون من عرفوا غالب وسليمان وغسان وكلّ الشهداء المظلومين في مجازر هذا الوطن.
تحيّة للشهيد غالب عكر في ذكراه ولأبي غالب، وتحيّة لغسان ولسلمان وللمقاعد التي جمعتنا صغاراً وبقيت في ذاكرتنا كباراً...
د. يوسف غزاوي
مقالة "أبو غالب حسين عكر: خيامي أصيل.. تفانى في خدمة عائلته حتى الشهادة"
مقالة أحمد الباشا "غالب عكر.. ذكراك ينبوع يروي ووردة حمراء على صدر الخيام"
مقالة حسين عبدالله "غالب عكر ولحظة الوداع الاخيرة"
تعليقات: