نبع الداردارة او بمعنى اصح نبع القاذورات
منذ أيام كنت في الخيام لفترة قصيرة وأخذت مما شاهدته بعض الإنطباعات!
وسبحان الله العلى العظيم.. أحياناً كثيرة تدور نفس الفكرة في اعماق الكثير من البشر، فما دار في خلج السيد الفاضل على عبد الحسن مهدى وعبر عنه في مقالته عن نبع الداردارة كان منذ ايام يدور في ذهنى حول كتابته للموقع.. عله وعلا يأتي بنتيجة حول نبع الداردارة او بمعنى اصح نبع القاذورات!
فانا لم اسمع ولم يقال لي إنما رأيت بأم عينى ما كتب عنه السيد الفاضل على عبدالحسن مهدى وبالحرف الواحد واكثر مما قيل فقد كنت هناك ولمدة أحدين متتالين ورأيت بأم عينى وشعرت بالاشمئزاز والقرف والتخلف والرجعية وانتابني شعور أنه بعمرنا وبحياتنا لن يكون عندنا حضارة ورقى واتيكيت ورقي في المعاملة.
فنحن نحن..
وعاداتنا لن تتغير..
وهمجيتنا لن نتخلى عنها ونتحضر!
فما اريد الحديث عنه هو نقطتان فقط:
1- عندما تم تشييد وبناء نبع الداردارة وتم تشجيره وتنقيته بهذا المنظر الجميل ، لماذا لم يتم استغلاله او استثماره من قبل شركة او فرد او أناس معينيين سوء من اهالى البلدة او المغتربين ليكون شبيها بشلال مجدل عنجر او احدى ينابيع المياه الجبلية؟
أليس لدينا القدرة على ذلك؟
لماذا لم يتم استغلاله على هيئة منتزه يحتوى على طاولات وكراسى ودكاكين ومطاعم ولو على مستوى بسيط وصغير؟
عندها يجد مرتادوه حاجتهم من المشتريات والنواقص وما يعجزون او لا يحبون اصطحابه معهم ويكون عبئا عليهم ان ياخذوا طاولاتهم وكراسيهم واكلهم وشربهم وجميع مستلزماتهم وهذا يسبب نغصة لديهم.
انا تساءلت وتساءلت ولكن لم اجد جوابا على ذلك ، لماذا لم يتم تنظيف الطرقات المحيطة به هناك من اشجار واشواك وفسح الطريق اكثر لمرتاديه؟
لماذا لم يتم توسعة الرصيف اكثر ليسنح لهم الفرصة بالجلوس والراحة واخذ حريتهم بهذا الهواء الجميل والعليل ؟
الخيام ليست صغيرة وعدد سكانها يفوق ضيعات كثير بالجنوب مقارنه مع غيرها..
لماذا لم تعطون الفرصة لتسنحوا للبعض باستغلال المكان وجعله منتزها جميلا راقيا يقام فيه المناسبات والافراح كما كان قديما من سنوات ؟
إنه المتنفس الوحيد لاهالى الخيام ولدينا الامكانيات والمادة والقدرة والعمال ، فماذا ينقصنا ليكون عندنا بالبلدة او حواليها عدة منتزهات ومطاعم ومقاهى لجميع مناسباتنا حتى لا نسمح لاحد بمغادرتها والهروب منها الى بيروت والجبل والاغتراب؟
فما تحويه بلدتنا من امكانيات قد لا تحويه افخم واجمل واكبر المناطق في الجبل ولبنان فهذا هو نبع الداردارة الذى وعيت علي والدى يتحدث ويحكى ويتحاكي عن امجادة وقيمته، فهو رمز تراثنا وعراقتنا ويربطنا بابائنا واجدادنا وتاريخنا .
النقطة الثانية والتى اردت التحدث عنها فقد كفّى ووفّى بالتعبير عنها الكاتب على مهدى فهو عبّر ما اود التعبير عنه ورايته بام عينى من عبوات البيبسى والاوراق واكياس النايلون بالنبع والعظام والفحم والخبز والكلينكس والقاذورات ، فمهما تقدمت بنا السنوات والايام واغتربنا وتفرقنا ونزلنا وطلعنا وتحضرنا، فنحن نحن والتخلف يحيط بالبعض وليس الجميع والنشأة تغلب على الانسان!
علّنا مرة واحدة نتعلم من الغرب، ولنذهب لشوارعهم ومناطقهم،
فلنذهب لمناطق الطوائف والمذاهب الأخرى بالمتن والجبل ولنرى النظافة والايتكيت والذوق في التعامل والرقى والتهذيب!
كفانا ضحكاً على انفسنا ..
وكفانا تعاملاً بهمجية وعدم مسؤولية ولا مبالاة واهمال!
للاسف نغييب عن الخيام سنين وسنين وبنرجع بنلاقيها مثل ما هيّ، لأن بعض القليات المتخلفة ما تزال موجودة، لكننا ما بنقدر نستغنى عن بلدتنا.
اسفة على ذلك لكن لا بد من تسليط الضوء عبر هكذا كتابات علّها تاتي بنتيجة!
خديجة غريب - الكويت
مقالة علي عبد الحسن مهدي "نبع الدردارة والأيادي العبثية"
تعليقات: