دراسة لمياه الشفة في لبنان

على الحاصباني
على الحاصباني


أظهرت دراسة لمياه الشفة في لبنان المعوقات التي تحول دون سلامته،

مياهنا الجوفية ملوثة ببكتيريا ومحطات المعالجة تعمل بقدرات ضعيفة..

يعتبر تصريف مياه المجاري في المياه السطحية والجوفية من دون معالجة واعادة استعمالها لري المزروعات او للشفة، من اهم المعوقات التي تحول دون جودة مياه الشفة في لبنان وسلامتها. ويظهر ذلك جلياً في التلوث البكتيري للمياه الجوفية وللانهر، خصوصاً اذا ما علمنا ان كمية المياه المبتذلة التي يصرفها لبنان الى السطحية تقدر بنحو 38096 متراً مكعباً.

هذه المقدمة تختصر معاناة مياه الشفة، والتي برزت علمياً في الدراسة التي صدرت اخيراً بعنوان "نوعية المياه في لبنان". اشرف على الدراسة الخبير في الصحة العامة نبيل قرنفل والخبيرة في شؤون المياه علية قصقص، وتم اختبار العينات ودرس خصائصها في مختبر الصحة البيئية في الجامعة الاميركية – بيروت.

انجزت الدراسة نتيجة الجهود التي بذلها رئيس اللجنة النيابية للمياه والكهرباء والطرق والاشغال النائب محمد قباني، وتم تمويلها بمنحة من مؤسسة "اميديست" من خلال برنامج الشفافية والمسائلة الذي تدعمه "الوكالة الاميركية للتنمية الدولية".

التركيز تمحور حول اجراء دراسة مسهبة ودقيقة لنوعية المياه التي تمت معالجتها في مصالح المياه واقتراح تشريعات وتوصيات في هذا الشأن، كذلك شملت مراجعة التشريعات المتعلقة بالمياه في لبنان ومقارنتها مع التشريعات في الدول المجاورة واقتراح توصيات عامة تتعلق بالمياه وجودتها.

قدرات ضعيفة

اشارت الدراسة الى وجود اكثر من 19 محطة لمعالجة المياه وتنقيتها في لبنان تعمل بقدرة ضعيفة جداً، ونحو 120 محطة للكلورة، 80 في المئة منها متوقفة عن العمل بسبب قلة الموارد البشرية المتخصصة والقادرة تقنياً على تشغيل هذه المحطات، اضافة الى خفض المخصصات المالية لشراء الآليات والمواد الكيميائية"، مشيرة الى "ان ميزان المياه في لبنان ينبئ بحصول نقص في المياه في العقدين المقبلين، لذلك فإنه من المهم اعداد خطة ادارة محددة وسياسات مائية".

دمج مصالح المياه

وعالجت الدراسات المنهجية التي اعتمدت في اخذ العينات من مصالح المياه وتحليل المؤشرات الفيزيائية والكيميائية والبكتيريا، وجرى مقارنة نتائج التحليل مع المعايير الوطنية اضافة الى المعايير العالمية المعتمدة في كل من وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الاميركية لحماية البيئة.

واشارت الى انه منذ عام 2000، اعيد تنظيم قطاع المياه وفقاً للقانون 221 والمعجل بالقانونين 241 و337، وجرى في موجب هذه القوانين دمج مصالح المياه التي كانت موجودة في لبنان وعددها 21 في اربع مؤسسات عامة هي: مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، مؤسسة مياه لبنان الشمالي، مؤسسة مياه البقاع، ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي، علماً ان المصالح القديمة لا تزال تمارس مهماتها كون هذه المؤسسات الاربع لم تبدأ عملها على نحو كامل بعد.

البقاع

ابرز المشكلات التي تواجه وضع المياه في البقاع لخصتها الدراسة بالآتي: نقص الموارد البشرية الكفية، سياسة حفر الآبار العشوائية، الفشل في استغلال المياه السطحية كمصدر اساسي للمياه فتصب في البحر، تلوث مصادر المياه خصوصاً في الصيف، عدم حماية الينابيع من تلوث المطاعم والمقاهي المحيطة بها، وصول نوعية غير جيدة من المياه الى المنازل احياناً، قدم شبكة التوزيع التي تعود الى عام 1950، غياب شبكات الصرف الصحي مما يؤدي الى تصريف المياه في الحفر المفقودة القعر التي تلوث الآبار والينابيع والانهر الى الاستعمال الجائر للمبيدات والاسمدة الزراعية. اما جمع العينات فتم من شمسطار واليمونة وزحلة وشمسين ولوسي، واظهرت العينات التي اخذت من اليمونة وزحلة وشمسين تلوثها بالمياه المبتذلة.

بيروت وجبل لبنان

تزوّد مدينة بيروت بالمياه من آبار الدامور والناعمة ومن محطة المعالجة في ضبية التي تصلها المياه من نبع جعيتا، وتزوّد مدينة بيروت بالمياه على نحو رئيسي من محطة معالجة المياه في ضبيه.

وبيّنت نتائج عينات المياه التي اخذت من مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان الآتي: العينات التي جمعت من غرفين والريان والديشونية بعبدا ظهر فيها تلوث بالمياه المبتذلة، مما يتطلب معالجتها وتعقيمها بالكلور قبل ضخها الى المنازل. كذلك يعاني نبع شننعير من التلوث الخفيف جراء استعمال الاسمدة الزراعية وهو يحتاج الى مراقبة مستمرة، علماً ان هذا النوع من التلوث يصيب ايضاً مصادر الديشونية وغرفين وأفقا على نحو اكبر، اضافة الى مصادر الريان والرميلة وعاليه.

الشمال

المصدر الرئيسي لمؤسسة مياه لبنان الشمالي هو نبع هاب في قضاء الكورة وتبلغ قدرته نحو 40 الف متر مكعب يومياً، اما المصدر الثاني للمياه فهو نبع المياه العذبة في البحر – نبع ابو حلقة.

تقع محطات المعالجة في طرابلس شكا البترون والعبدة. وتكمن ابرز الصعوبات التي تواجه مصالح الشمال في نقص كميات المياه التي تصل الى المنازل وعدم تعقيم كل كميات المستخرجة، اضافة الى ان التحاليل المتوافرة في مختبر مصلحة مياه طرابلس محدودة ويتم ارسالها الى بيروت.

وبيّنت التحاليل البكتيريا لعينات مياه مؤسسة لبنان الشمالي، ان مياه نبع القاضي القبيات وعيون السمك تعاني تلوثاً بالمياه المبتذلة، اما مياه طرابلس فتعاني ارتفاع نسبة الكوليفورم التي تحتاج الى متابعة ومراقبة، اما مياه كوسبا وحلبا فظهر انها خالية من التلوث البكتيري.

الجنوب

تأسس المختبر في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي في صيدا منذ 6 اعوام وتعمل مصلحة مياه صيدا على جمع المياه الخام من الآبار والينابيع ومعالجتها وتجميعها في خزان تبلغ سعته 5 آلاف متر مكعب، لتوزعها لاحقاً على الوحدات السكنية. تتم معالجة نحو 40 الف متر مكعب من المياه يومياً، ويصل عدد المشتركين في الشبكة الى نحو 20 الفاً فيما يبلغ عدد سكان صيدا 60 الف شخص.

وتكمن ابرز المشكلات التي يعانيها قطاع المياه في الجنوب في تلوث المياه العذبة بمياه الصرف الصحي، والحفر العشوائي غير المراقب للآبار الارتوازية واستخدام الاسمدة الزراعية بكثرة.

اما العينات فجمعت من نبع الطاسة وصيدا وصور وجزين ووادي جيلو وآبار فخر الدين وتفاحتا والطيبة والحاصباني، واظهرت العينة التي جمعت من الطيبة تلوثها بمياه الصرف الصحي، اضافة الى وجود تلوث خفيف نسبياً في عينات نبع الطاسة وصور وجزين والحاصباني.

تعليقات: