دعوات الى توافق من أجل التنمية في العرقوب

رغم تحديد وزير الداخلية والبلديات الوزير زياد بارود يوم الثالث والعشرين من الشهر المقبل موعداً للإنتخابات البلدية في محافظة النبطية، إلا أن الترقب والإنتظار يبقى سيد الموقف في قرى وبلدات العرقوب، التي يصل عددها الى سبع، مع الأخذ في الاعتبار المداولات والمشاورات البينية التي بدأت تظهر الى العلن حول الوجهة العامة للترشيحات والتحالفات والتي من المتوقع أن يغلب عليها الطابع العائلي بخلفيته الحزبية، خاصة وأن منطقة العرقوب، ذات الطابع السني إضافة الى قريتين درزيتين وأخرى مسيحية، أكثر ما يمثلها حزبياً هو تيار "المستقبل" يليه "الجماعة الإسلامية"، "الشيوعي"، "القومي" و"البعثي" و"التقدمي" وغيرهم.

ولكن تبقى قوة المعركة الإنتخابية في بلدات شبعا وكفرشوبا والهبارية، حيث من المتوقع أن تكون الحصة الأكبر في النتائج البلدية لصالح مؤيدي تيار "المستقبل"لما بات يشكله من تأثير شعبي وسياسي، مع طموح لدى عامة الناس بإعادة تجديد الحياة في المجالس البلدية لمصلحة الإنماء في تلك البلدات التي عانت وما زالت تعاني الإهمال المزمن، ناهيك عن الإحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وما يشكله من تهديد يومي لقرى وبلدات العرقوب عامة.

وتركز القوى والفعاليات السياسية والإجتماعية والثقافية في المنطقة على أن يكون هذا الإستحقاق ديموقراطياً مبنياً على التوافق لما فيه مصلحة القرى والبلدات وأهلها، وأن يتمثل في مجالسها البلدية الأكفأ والأجدر ومن لديه القدرة والخبرة للعمل في الشأن العام، خاصة وأن هذه المنطقة فيها من القدرات والخبرات ما يساهم في تعويضها ما فاتها طوال السنوات الماضية، إن لجهة إستكمال ملف التعويضات عما اصابها جراء الإعتداءات الإسرائيلية أو لجهة تطوير بناها التحتية والخدمات الإنمائية فيها.

والجدير ذكره أن تشكل إتحاد بلديات العرقوب منذ عامين تقريباً برئاسة عمر الزهيري رئيس بلدية شبعا وبقيت خارجه بلدية كفرشوبا، مثل خطوة مهمة على مستوى تكاتف بلدات العرقوب لجهة مطالبها الإنمائية، ما اعتبر نقلة نوعية على المستوى البلدي الإنمائي والبناء عليه في الإنتخابات البلدية المرتقبة لجهة التوافق والبحث عن التوافقيين والكفوئين بمعزل عن خلفياتهم وإنتماءاتهم السياسية أو العائلية حتى.

ودعا مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي "المرشحين والطامحين للدخول الى المجالس البلدية الى التعالي فوق أية معركة إنتخابية، وأن تكون الأمور هادئة بعيداً عن الحساسيات والمشاحنات التي قد تؤدي الى الفرقة بين أبناء المنطقة، معتبراً أن ظروف هذه المنطقة لا تسمح بهكذا معارك إنتخابية في ظل التهديدات المستمرة من العدو الصهيوني، كما دعا الجميع الى التوافق على مجالس بلدية لإنماء المنطقة والإنتماء الى الوطن".

من جهته رأى النائب قاسم هاشم ان الإنتخابات النيابية حتمية وواقعة متمنياً " أن تكون إنتخابات هادفة للوصول الى مجالس بلدية إنمائية خاصة في منطقة العرقوب، وأن لا نقحم هذه الإنتخابات في البازار السياسي نظراً لخصوصية وحساسية المنطقة التي ما زالت الأجزاء الواسعة من أرضها محتلة من قبل العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فالمصلحة تقتضي تضافر جهود كل القوى والفعاليات لإنتاج مجالس بلدية جامعة زاخرة بالكفاءات والخبرة والجدارة وفق أفضل الممكن، وندعو دائماً الى ضرورة الإنحياز الى مجالس بلدية توافقية ما أمكن".

أما النائب السابق منيف الخطيب فقد أمل أن تطال عدوى التوافق في لبنان منطقتي حاصبيا والعرقوب، لافتاً الى أن الدور الأكبر في الإنتخابات البلدية سيكون للعائلات، ورغم إنتشار الأحزاب في المنطقة إلا أنه لن يكون لها الثقل الذي تمثله العائلات، معتبراً ان المنطقة عاشت الكثير من الحرمان والتهديدات الإسرائيلية المتكررة وهي بحاجة للكثير من الإنماء والتنمية.

وقال مسؤول قطاع الشباب في تيار "المستقبل" دائرة حاصبيا والعرقوب بلال وهبي: "نحن أبناء مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كنا وما زلنا ندعو الى التوافق والوفاق ونأمل وصول الأشخاص الأكفأ والأجدر الذين يعملون للمصلحة العامة في المنطقة"، أضاف: "نحن في تيار المستقبل ناخبون ولسنا مرشحين ونترك الخيار لأبناء المنطقة وعائلاتها كي تختار ممثليها الحقيقيين الذين يعبرون عن رأيها مع الأخذ في الإعتبار الحاجات الإنمائية والتنموية في هذه المنطقة التي عانت وما زالت جراء الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والحرمان المزمن".

ويبقى السؤال، هل يأتي حساب الحقل على حساب البيدر؟ هذا ما سترسم معالمه الأيام المقبلة.

تعليقات: