عقدت محكمة الجنايات في بيروت جلسة أول من أمس، لاستكمال محاكمة الأسير السابق في السجون الإسرائيلية الموقوف علي برّو، بتهمة خرق قانون مقاطعة إسرائيل وتهريب مخدّرات إليها. لم يحضر الشهود فأُجّلت الجلسة إلى 16 من شهر حزيران بسبب تعذّر إبلاغهم.
تأجّلت الجلسة للمرافعة لفترة تقارب شهرين، لكنّ حُكم محكمة الجنايات المنتظر صدوره ليس الوحيد بحق برّو، فقد سبق أن أصدرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن نزار خليل (الصورة)، حُكماً قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة لمدة سنتين بحق ثلاثة أشخاص كان برّو أحدهم، فضلاً عن تغريم كلّ منهم مبلغ مليونين ونصف مليون ليرة. أمّا التُّهم التي حوكم على أساسها، فكانت الاتجار بالمخدرات قبل 16/3/1998 وبعده، وإجراء اتصال بالعدو ومخالفة قانون مقاطعة إسرائيل، إلّا أن محكمة التمييز قبلت إعادة النظر فيها.
قضية الموقوف علي برو، السجين في رومية منذ نحو عشرة أشهر، ليست كمثيلاتها من القضايا الجنائية، فبحسب شقيقه الأكبر، كايد برو، للقضية أبعاد أمنية لم تُعلن بعد. يسرد كايد لـ«الأخبار» تفاصيل العمل الذي قام به شقيقه، لافتاً إلى اختراق أمني كبير حقّقه على الحدود اللبنانية ـــــ الفلسطينية في صفوف الضبّاط الإسرائيليين. ويرى برّو أن السبب الرئيسي «لزجّ شقيقه عام 1997 في السجون الإسرائيلية طوال سبع سنوات كان، بالدرجة الأولى، «انتقاماً منّا لأن والدنا رفض التعاون معهم فقتلوه بالسمّ في سجونهم»، فضلاً عن تخوّفهم من الاختراقات التي حقّقها علي، فلفّقوا له التّهم لمحاكمته وإبعاده. وإذ يرى كايد أن لشقيقه الأصغر الفضل في تحرير الأسرى عام 2004، فهو يلفت إلى أن المكافأة كانت معاقبته مرّتين. فلعلي، وفق شقيقه، دور كبير في عملية استدراج الكولونيل الإسرائيلي ألحنان تننباوم والتمهيد لاختطافه. ويستنكر كايد أن يمثل شقيقه في قفص المحكمة مع «القتلة واللصوص والعملاء»، فيما «مكانه مع المقاومين الشرفاء». ويرى كايد أن شقيقه «راح ضحية تسويات عُقدت على أعلى المستويات».
وجهة النظر التي ينقلها الشقيق الأكبر للموقوف، والتي ترى أنّ الموقوف علي برّو كان أسيراً في إسرائيل بسبب «عمل بطولي» قام به، تعارضها وجهة نظر أخرى تتبنّاها مصادر متابعة لمسألة الأسرى اللبنانيين في إسرائيل، فتشير إلى أنّ علي كان معتقلاً جنائيا في إسرائيل بتهمة تهريب مخدرات، ولا يجوز أن نُطلق عليه تسمية الأسير المحرّر. لكنّ شقيق الموقوف يرد بدوره على هذه المسألة، فيرى أنهم يتبنون موقف إسرائيل الذي جرّم شقيقه، ويتساءل عن السبب الذي منع الدولة اللبنانية من توقيف علي في المطار عندما استقبلته بالتهليل مع الأسرى المحرّرين، لافتاً إلى أن شقيقه بقي طليقاً نحو خمسة أعوام قبل أن يجري توقيفه على أحد حواجز مكتب مكافحة المخدرات بسبب تهريبه إيّاها إلى إسرائيل قبل عام 1998.
تعليقات: