الأستاذ أحمد حسان
أنا مواطن خيامي الهوى والإنتماء، وأفتخر بذلك دون محاباة أو مواربة.. وإنتمائي للخيام عفوي وليس لي منة أو جميل عليه، ففي ترابها دفن أعز الأهل والأصدقاء والمعارف، ومن مياهها إرتوى عطشنا وصلب عودنا، وفي مدارسها تلقينا الحروف الأولى، ومن عبق تاريخها حفظنا آخر العبر!
فشلت إسرائيل بجبروتها أن تنال من وجودنا وصمودنا فيها، وعجزت عن زحزحة إنتمائنا وارتباطنا بها، وقدمنا في سبيلها وسبيل الوطن الدماء والشهداء وصمدنا في وجه أعتى الحروب والقتل والدمار، وما تخلينا...
وماذا بعد؟
للأسف الشديد إن وجودنا الآن في الخيام مهدد،
وهو سينتهي حتماً مع أبنائنا وحكماً مع أحفادنا.
وهذا الوجود مهدد ليس بحكم الأعداء، بل هو مهدد بفعل الأهل والأصدقاء حيناً، وبفعل الجهل والطمع وسؤ الإدارة أحياناً كثيرة!
ما نراه اليوم ونسمعه ونلمسه هو خير دليل على ذلك، فمنذ فترة وجيزة نسمع عن الإجتماعات المتعددة التي تهتم بالإنتخابات البلدية والإختيارية، ونسمع عن حوارات ونقاشات وتحالفات وتوافقات وجوائز ترضية توزع على أحزاب وشخصيات، ونسمع عن تفاصيل منح الألقاب والمناصب التي توزع يميناً ويساراً، ونسمع عن التعفف والتذلل، ونسمع عن المطالبة بعدم مصادرة القرار والإحتكام للديمقراطية ومراعاة العائلات وتجاوز الخلافات، ونسمع الخطب الرنانة من على المنابر والصالونات، ونسمع...و نسمع كثيراً...
لكننا للأسف لم نسمع ولو لمرة واحدة ببرنامج عمل واحد لأحد المرشحين، فأين هي برامجكم وخططكم ومشاريعكم أيها المرشحون الكرام، وأين هي مطالب ومشاكل أبناء الخيام في أجنداتكم؟
ين هي مشاريعكم الجدية والعلمية لتنمية الخيام وإعادة الروح إلى أرضها وسهلها ومياهها وأحيائها ومدارسها وزراعتها وتجارتها وصناعتها؟
بل أين هي مشاريعكم لإعادة أبناء الخيام إلى أرضهم كخياميين، وليس كنزلاء مؤقتين في بيوتها...
أيها السادة الذين تتربعون على عرش القرار في الخيام، مرة باسم السعادة، ومرة باسم النيافة، ومرة باسم الزمالة، ومرات باسم الجاه والمقاومة والوجاهة، وأنتم كثر والحمدالله، لن تستطيعوا أن تصموا آذانكم عن صرختنا الموجعة...
وجودنا في الخيام مهدد!...
نحن نحفر الصخر بأظافرنا لكي نربي أطفالنا ونعلم أبنائنا ليبلغوا أعلى مراتب العلم ليرفعوا رأس الخيام عالياً، ولكننا نقف أمامهم بخجل عندما نعجز عن أن نؤمن لهم مأوى على أرض بلدتهم ومسقط رأس آبائهم وأجدادهم!
أيها المرشحون الكرام،
ماذا تخبئون لأجيال المستقبل في الخيام، هل ستفقأون عيوننا بمشروع إجتماعي وإقتصادي وسكني يتيح لشباب الخيام العودة إليها ولو ليومي السبت والأحد فقط؟
هل ستتيحون الفرصة لنا لإعادة أبنائنا إلى بلدتهم، أم ستتركون الفوضى واللامبالاة تنهش في لحمنا وأرضنا وتبعدنا عن أغلى ما ضحينا في سبيله؟
أيها المرشحون الكرام،
لكي نستطيع أن نبني كوخاً لأبنائنا أصبحنا نحتاج إلى عشرات آلاف الدولارات، فأي مستقبل تصنعون إذا كنتم عن حاجاتنا غافلون؟؟؟
ليس المهم ما هو عدد الأصوات الذي سيحصدها الرابح منكم أو سينالها الخاسر، وليس من المهم أن نطبق المعايير التي تطلبها سلطة ما يسمى بالديمقراطية، يل المهم أن نسأل أين هي الشورى في عقولكم وفي ممارساتكم وفي معتقداتكم؟
أين هو صوت الجماعة الذي يعلو ولا يعلى عليه؟...
عذراً أحبائي، وعذراً أبنائي،
فأنا عاجز عن أن أعيد لكم الخيام كما إستدنتها من أهلي وأجدادي،
عذراً أحبائي لأنني لن أشارك في إبعادكم عن أرضكم، وإلى أن يثبت لي العكس، وهذا ما أتمناه، عذراً لأني سأسقط ورقة سوداء!
أحمد محمد سعيد حسان
تعليقات: