نصائح عملية مفيدة لاختيار المستحضر الواقي من الشمس

الاستخدام المتكرر للمستحضر الواقي من الشمس يزيد من فرص الحماية
الاستخدام المتكرر للمستحضر الواقي من الشمس يزيد من فرص الحماية


عندما ندهن أجسامنا بالمستحضرات الواقية من الشمس (sunscreen, sunblock)، نعتقد بأننا أمّنا الحماية اللازمة والكاملة التي تقينا من الحروق والتجاعيد وسرطان الجلد. لكن بعض الأبحاث التي أجريت مؤخراً أتت نتائجها لتقول بأن المستهلكين لا يحظون إلا بأقل من نصف الحماية المدوّنة على الملصق، لأنهم لا يستخدمون المستحضرات بشكل كافٍ. كذلك طرحت هذه النتائج نقاط استفهام عديدة حول جودة المستحضرات بحدّ ذاتها. وقد نشرت مجلة نيوزويك الأميركية في عددها الأخير تقريراً مفصلاً عن هذا النوع من المستحضرات التي تعرّضت إلى ضربة قاسية، نهاية الشهر الماضي، عندما أظهرت دراسة أن 84 في المئة من أصل أكثر من 700 منها لم توفّر الحماية الكافية عند استخدامها.

وكان «فريق العمل البيئي»، وهو منظمة أهلية أميركية قد أجرى الدراسة واستعرض أكثر من 400 مقال عن مكونات المستحضرات الواقية من الشمس. ووجدت الدراسة أن الكثير من المستحضرات الأكثر شعبيّة لا تصمد في وجه الشمس كما أنها لا تصدّ نسبة كبيرة من الأشعة ما فوق البنفسجيّة (UV) الضارة.

وفي عدد تمّوز من مجلة «تقارير المستهلك»، تمّت إثارة المشكلة نفسها: ليست جميع مستحضرات الوقاية من الشمس متشابهة. وقد وجد الباحثون أن المستحضرات التي تحمل «عامل الحماية من الشمس» (SPF) نفسها تتدرّج من «ممتاز» إلى «ضعيف» في ما خصّ القدرة على حجب الأشعة ما فوق البنفسجية (UV).

وفي حين يعتمد الكثيرون فقط على عامل SPF لدى اختيارهم المستحضر، تجدر الإشارة إلى أن هذه التصنيفات تبيّن أن الرقم لا يخبر سوى نصف الحقيقة. فعامل SPF يقيس إمكانية المستحضر على حجب الأشعة فوق البنفسجية من النوع B، لكنه لا يخبر شيئاً في ما يتعلّق بالأشعة من النوع A وهي أشعة تشكّل ضرراً يأتي على شكل تجاعيد في البشرة وصولاً إلى ما هو أخطر أي سرطان الجلد. وعلى عكس الأشعة «ب» التي تؤدّي إلى حروق من الشمس، لا تترك الأشعة «أ» أية علامة فورية.

«ليست لدينا وسيلة واضحة لمعرفة ما إذا كنا محميّين من الأشعة «أ»، تقول جاين هوليهان، نائبة رئيس فريق العمل البيئي «للنيوزويك». «فالجلد يبدو في حال جيّدة من دون حروق، ومع ذلك تكون قد حصلت على جرعة كبيرة من الأشعة ما فوق البنفسجية».

وإدارة الأغذية والدواء الأميركية (FDA) المعنية بإعطاء التراخيص ووضع قوانين ترعى كيفية تحديد مستوى الحماية من الأشعة «أ» لم تفعل ذلك. وكانت الإدارة قد بدأت بوضع مبادئ توجيهية في العام 1978 لكنها توقفت منذ العام ,1999 عندما تمّ الاتفاق على الصياغة النهائية للشروط المرعية حالياً. ومع ذلك يبدو أنها اليوم تعيد النظر في هذه الشروط إذ أعلنت الشهر الماضي أن قانوناً خاصاً بشروط الحماية من أشعة «أ» هو «في مرحلته النهائية» ويرجّح أن يعلن عنه في نهاية الصيف الحالي. وإلى حين دخول تلك المبادئ التوجيهية حيّز التنفيذ، تتمسّك إدارة الأغذية والدواء بتأكيداتها السابقة التي تقول بأن «مستحضرات الوقاية من الشمس آمنة وفعالة عندما يتمّ استخدامها كما هو موصى به».

من جهتهم، لا يتوقّع المختصون بأمراض الجلد الكثير. «حالياً، ليست هناك من أساليب فعالة وجديّة لقياس قوة الحماية من الأشعة «أ» في المستحضرات الواقية من الشمس»، يقول هينسين تساو، الأستاذ المساعد في علم الأمراض الجلدية في جامعة هارفارد. وعندما بدأ مصنّعو هذه المستحضرات يستخدمون علامات مثل «تغطية شاملة» للإشارة إلى حماية مقبولة لأشعة UVB و UVA، لم يكن هناك ما يشرح استخدام هذا المصطلح ولا حتى مستوى الحماية التي يشير إليها. ويقول دارل ريغيل، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة نيويورك، أن «أي شخص يمكن أن يضع عبارة «تغطية شاملة» على قارورة، وذلك ليست طريقة سهلة حتى يفهم المستهلك توصيفها».

من جهة أخرى، فإن التعرّض المفرط لأشعة UVB وUVA له عواقب وخيمة لا سيما فيما خصّ الإصابة بالـ«ميلانوما» (melanoma) وهو شكل من أشكال سرطان الجلد الذي غالباً ما يأتي نتيجة التعرّض المتكرّر للأشعة ما فوق البنفسجية. ويعلّق ريغيل على ذلك بالقول إن «لدينا كل الأسباب التي تدفعنا إلى استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس، لكن الملصقات التفصيلية تجعل من الصعب القيام بذلك على الشكل الصحيح». ويقول إن البحث عن بعض الخصائص غير الموجودة على الملصق تساعد على أن يكون اختيار المستحضر أكثر سهولة وذكاءً. ويعرض لبعض النصائح المفيدة لفهم المستحضر الواقي من الشمس ومعرفته، كمثل:

عامل SPF: على الرغم من أن عامل SPF لا يفسّر شيئاً في ما خصّ المستحضرات الواقية من الشمس، إلا أنه من الضروري أن يبقى عاملاً مهماً في اختيار المستحضر. ويرى ريغيل ضرورة ألا يأتي أقلّ من 30 كحدّ أدنى. في حين يشدّد «فريق العمل البيئي» على ضرورة أن يكون المستحضر «مقاوماً للمياه» (Waterproof) بشكل فعّال.

قراءة المكوّنات: خلافاً لعامل SPF، ليس هناك من رقم سريع وسهل يحدّد قوّة مستحضر ما في حجب الأشعة «أ». وتبقى الطريقة المثلى لمعرفة ما إذا كان الشخص يتلقى الحماية المناسبة، من خلال الإطلاع على المكونات. ويوضح ريغيل أن هناك مكوّنين يشكلان خير دليل على أن المستحضر آمن لجهة الحماية من أشعة UVA وهما:

Aveobenzone أو Parsol .1789

الثبات: وفي حين أن المكوّنات الحاجبة للأشعة فوق البنفسجية مهمّة، إلا أنها تساهم في «عدم صمود» المستحضر طويلاً في وجه الشمس. من هنا تأتي أهميّة عنصر ثالث وهو المكونات التي تثبّت المستحضر الواقي من الشمس. ويميل ريغيل لأي مستحضر يحتوي على مادة Mexoryl.

استخدام باكر ومتكرّر: يقول مارتن آي واينستوك، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة براون، إن «بعض الناس لا يفكرون بالمستحضرات الواقية من الشمس إلا بعد أن يشعروا بالحر».. وهذا يعني أنهم تأخروا. يضيف «فهم يكونون قد تعرّضوا لجرعة كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية قبل ذلك». ويوصي بوضع المستحضر الواقي من الشمس نصف ساعة قبل الخروج من المنزل مع الحرص على تكرار العمليّة كل بضع ساعات. ويسأل واينستوك «لماذا تريد أن تحوّل لون بشرتك إلى البرونزيّة؟ فتغيّر لون البشرة هو دائماً مؤشر للتعرض المبالغ به للأشعة ما فوق البنفسجية. إن أسلم وأفضل لون هو الذي ولدنا به».

لا تهمل النصائح: مهما كان ترتيب المستحضر الواقي من الشمس، يقول هوليهان محذراً إنه «ليس هناك من مستحضر أو مكوّن كامل، كذلك ليست هناك من معرفة كاملة حول ما إذا كانت هذه المستحضرات قادرة على تأمين الحماية الكاملة من سرطان الجلد. ومن المهم ليس فقط استخدام المستحضرات الواقية من الشمس إنما أيضاً إتّباع نصائح السلامة التي تتكرّر». وهي تتلخّص بما يأتي: التأكد من تغطية جميع المناطق في جسمك، عدم التعرّض للشمس في أوقات الذروة والأهم أن يبقى الجلد مغطى بالقبعات والملابس الخفيفة. إلى ذلك وبالإضافة إلى استخدام المستحضرات كما يجب، ينبغي التخفيف من حدّة القلق والاستمتاع بيوم على الشاطئ.

تعليقات: