صورة قديمة لأحد أسواق المنطقة
أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية في حاصبيا
يتخوفون من استمرار الركود المتواصل منذ استهداف الإسبانية
حاصبيا: شكلت عملية التفجير الإجرامية التي استهدفت الاسبوع الماضي دورية تابعة للكتيبة الاسبانية العاملة في إطار قوات اليونيفل المعززة على طريق عام الخيام - تل النحاس وتسبب بمصرع 6 جنود وجرح آخرين صدمة قوية في نفوس ابناء منطقتي حاصبيا والعرقوب الذين ظنوا أن زمن الحروب والتفجيرات قد ولى الى غير رجعة وتمكنوا خلال فترة زمنية قصيرة من انتشار قوات اليونيفل في مناطقهم من التآلف والتآخي معها وإقامة افضل وأحسن العلاقات المبنية على الإحترام المتبادل حيث وجدوا فيها مبعثاً للأمان والطمآنينة على مستقبلهم وكذلك مصدراً مهماً وأساسياً في تنشيط وتطوير الحركة الاقتصادية التي استجدت في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة ومعاناة مزمنة من القهر والحرمان نتيجة الاحتلال الإسرائيلي البغيض وما خلفه من تداعيات· وما يتخوف منه أصحاب المحال والمؤسسات التجارية والصناعية والسياحية وكذلك الباعة المتجولون في سوق حاصبيا مركز القضاء كما في البلدات والقرى المجاورة أن يستمر هذا التراجع الكبير الذي طرأ على الحركة الاقتصادية منذ اليوم الاول لعملية التفجير نتيجة الغياب شبه التام لضباط وجنود القبعات الزرق الذين كانوا لضباط لشهور خلت يضخون الحياة في محلاتهم ومؤسساتهم ولا سيما المطاعم والمقاهي منها· ويأمل صاحب احد المنتزهات في حوض الحاصباني أن لا تتكرر مثل هذه العمليات نظراً لما لها من ارتدادات سلبية امنية كانت أم اقتصادية ومن شأنها أن تدخل المنطقة مجدداً في المجهول وهذا لا يستفيد منه إلا أعداء لبنان· وأضاف قبل حصول العملية "الجريمة" كنا نعوّل على موسم واعد هذا الصيف بدايته كانت مشجعة جداً بسبب الإقبال الكثيف لقوات حفظ السلام المنتشرة في هذه المنطقة لقد تعودنا عليهم وأقمنا معهم أفضل العلاقات اما اليوم فالوضع مختلف تماماً عن الايام السابقة ونأمل أن لا يطول هذا الوضع ولا سيما أننا ما زلنا نعاني من الآثار السلبية التي خلفتها حرب تموز الصيف الماضي وقضت على موسمنا بشكل كامل· صاحب أحد المطاعم في سوق الخان عند مدخل العرقوب وصف الوضع بالمأساوي وقال: إننا بدأنا نشعر بتراجع الحركة الاقتصادية منذ عملية اطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة قبل شهر تقريباً ثم تلتها الاسبوع الماضي عملية التفجير في سهل الخيام فكان وقعها علينا كالصاعقة وجنود اليونيفل الذي كان يغص المطعم بهم ليلاً ونهاراً غيبتهم عنه الظروف الامنية المستجدة والتدابير الاحترازية التي فرضتها عليهم قيادتهم في أعقاب التفجير وتتدخل زوجته صبحية لتكشف عن حجم الخسائر التي بدأت تصيب المؤسسات السياحية في المنطقة وتقول إن ما يزيد على الـ 100 عسكري من اليونيفل كانوا يقصدون المطعم يومياً لتناول الطعام اللبناني الذي أحبوه كثيراً وكنا نضطر الى العمل ليلاً ونهاراً لتلبية ما يشتهون· أما اليوم فالجمود سيد الموقف ونحن بانتظار الايام المقبلة علها تزيل هذه الغيمة السوداء التي حجبت عنا بشكل مفاجئ بارقة أمل انتظرناها طويلاً· من جهته، أبو ربيع بائع متجول بين المواقع والمعسكرات الدولية المنتشرة في العرقوب لم يخف تشاؤمه من ما تخبؤه المرحلة المقبلة من مفاجآت وربط ما حصل في الجنوب مؤخراً بما يجري في الشمال ويعتبره مخططاً بات واضح المعالم والوجوه يهدف ضرب أمن واستقرار لبنان برمته· ويتحسر ابو ربيع على الايام الذهبية التي كانت الحركة في عزها حيث كان يقضي يومه متنقلاً بين موقع وآخر من مواقع اليونيفل المختلفة الجنسيات اسبانية، هندية، بولندية، ماليزية وغيرها من جنسيات لبيع جنودها كل ما يحتاجونه من لوازم وهدايا يصطحبونها معهم الى بلادهم اثناء إجازاتهم· ويضيف: أما اليوم فالمشهد تبدل وانقلب رأساً على عقب، خاصة وأن قيادة اليونيفل في المنطقة منعت أي كان من الاقتراب من مواقعها او التوقف على الطرقات المؤدية اليها ونحن لا نلومهم بعد الذي جرى ونأمل أن تتبدل الظروف والمعطيات في المرحلة المقبلة لتعود الحياة الى مجاريها الطبيعية ويكفينا في هذه المنطقة ما عانيناه من حروب ومآسي لعقود طويلة من الزمن· هذا الشعور بالإحباط والقلق يشاطره فيه سمير ك· الذي يعمل في مقر قيادة الكتيبة الاسبانية في سهل بلاط منذ 8 أشهر، ويصف الوضع بالقاتم بعد أن بدأت نظرة اليونيفل تتغير الى حد ما تجاه العاملين لديها حيث عمدت الى اتخاذ تدابير امنية مشددة تجاه العمال والمستخدمين لديها ويخضع الجميع لتفتيش دقيق صباح كل يوم قبل السماح لهم بدخول الموقع ولفت سمير الى انه هناك أكثر من 100 عامل وموظف يعملون في المعسكر وبرواتب تتراوح ما بين الـ 500 دولار اميركي والـ 750 دولاراً فماذا سيكون مصير هؤلاء ومصير عائلاتهم إذا ما وجدت قيادة اليونيفل ضرورة في الاستغناء عن خدماتهم من ضمن التدابير الامنية التي بدأت تطبيقها لكنه يستدرك ليقول انني استبعد مثل هذه الخطوة، ولا سيما أن العلاقة المتينة التي نشأت بيننا وبين اليونيفل هي أقوى من أن يزعزعها عمل إرهابي لا ناقة لنا فيه ولا جمل·
تعليقات: