العرقوب :
كلما حشرت الانتخابات البلدية والاختيارية قادة هذا الاستحقاق في العرقوب، توجهوا الى ما يسمى في هذه المنطقة بـ«تقسيم الربعة التركي»، فهو المخرج الذي يمكن ان يكون الوحيد للتلطي او التملص من تعهد ما، او الهروب الى الوراء، عبر عرف تقليدي متبع منذ الحقبة العثمانية، والذي لجأ اليه الأتراك طيلة حكمهم لهذه البلاد، من اجل تسهيل اعمال الجباية، وزرع التفرقة والفتن بين العائلات المحكومة بالعصبية المحلية.
هذا الواقع الموروث يسيطر وبنسبة مرتفعة في العرقوب، مما يجعل العائلية وروابط الدم تتحكم وبقوة بهذا الاستحقاق، لتبدو اقوى واشد من كل العقائد الحزبية ومبادئها.
الربعة حالة تقسيمية فرضها الحكم العثماني في قرى العرقوب، بهدف جمع سكان كل قرية في اربعة تجمعات عائلية كبيرة، ليناط بكل تجمع وبشكل دوري عملية استغلال مشاعات اميرية واسعة من الأراضي في الزراعة، على ان تدفع ضريبة سنوية عن الإنتاج للدولة العثمانية، عبر شاويش معين في كل ربعة من الحاكم العثماني، كما واريد من هذه التجمعات اي الأرباع الوقوف في وجه بعضها، مما ينمي حالة الصراعات فيما بينها.
اطلقت على الأرباع في شبعا التسميات التالية: هاشم - برغش - زليخة - عساف، وفي الهبارية كانت العبادلة – الزهاوثة – المساعدة - العطاوطة، وفي هذه البلدة رغب المواطن انور نور الدين زيادة ربع خامس، فكان ان اقام تجمعا باسم ربع المحبة الجامع، وذلك كرد على ارباع التفرقة التركية.
الواضح على ارض الواقع في العرقوب، ان الغلبة ستكون حتما للعائلات، فالأحزاب رضخت أو على طريق الرضوخ لتجمع الأرباع، فمحاولات التوافق التي دخلت على خطها مرجعيات كبيرة في المنطقة الجنوبية وصولا إلى العاصمة بيروت، أفشلتها الخلافات الضيقة المحلية، فبقيت هذه القرى أسيرة التناحر والصراعات العائلية التي حالت دون التوصل إلى مخارج مقبولة، تبعد عنها شبح المعارك الانتخابية القاسية والتي سيكون بعضها بين أفراد العائلة أو البيت الواحد.
في شبعا، كبرى بلدات العرقوب، الحراك الانتخابي وصل إلى حدود الغليان، والمعركة بين مختلف الأطراف العائلية والحزبية واقعة وبقوة، وبات من الصعب التوصل الى توافق يكون القاسم المشترك بين العائلات والجهات الحزبية، ولذلك تتجه شبعا الى ثلاث لوائح، الأولى، برئاسة الرئيس الحالي عمر الزهيري، الثانية، برئاسة محمد صعب، ولائحة ثالثة مدعومة من هيئة ابناء العرقوب لم تتبلور بعد ، كذلك هناك دور اساسي لتيار «المستقبل» الذي يحاول بالتعاون مع جهات مقربة، إيجاد قاسم مشترك في شبعا وفي قرى العرقوب، من اجل التوصل الى بلديات وفاقية، حيث طرح في شبعا مثلا اسم النائب السابق منيف الخطيب ليترأس مجلسا بالتزكية، لكن هذا التوجه يلاقي حتى الآن معارضة بعض الأطراف، كذلك فهناك دور هام لـ«الجماعة الإسلامية» وللحركة السلفية وللأحزاب «الشيوعي» و«القومي» و«البعث» و«الاشتراكي»، في حين يقف النائب قاسم هاشم على مسافة واحدة من الجميع.
في بلدة الهبارية، فشلت كل المحاولات الوفاقية، وكان آخرها اجتماع موسع في بيروت دعيت اليه مختلف الجهات، بحيث طغت تقسيمات الأرباع على كل الطروحات، فتوجه الجميع الى المعركة عبر لائحة برئاسة سعيد زاهر مدعومة من تجمع العائلات ولائحة اخرى برئاسة وجيه ابو همين، وتشير الأرقام الناخبة هنا الى ان «الجماعة» بإمكانها التأثير، كذلك هيئة ابناء العرقوب، في حين يبدو «المستقبل» منقسما عائليا.
في كفرشوبا، الوضع ضبابي حيث هناك مساع حثيثة من بعض الجهات لدى الرئيس الحالي عزت القادري لتجديد ترشحه فيما تعارض جهات اخرى التجديد وتسعى لتشكيل لائحة قوية.
في كفرحمام، حاول «الشيوعي» مع بعض الجهات التوصل الى لائحة وفاقية، لكن هذه الجهود اطاحت بها العائلات، ليتجه الوضع الى تنافس بين لائحتين مكتملتين.
وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي رباح شحرور ان الحزب الشيوعي بعد فشل التوافق في كفرحمام فاننا في سياق تعاون من اجل المشاركة في مجلس بلدي له حضوره من اجل رفع الحرمان عن البلدة.
تعليقات: