يبدو ان التوافقات والتفاهمات التي حصلت بين الكثير من الفرقاء والأحزاب السياسية في لبنان عامة ومنطقتي حاصبيا ومرجعيون خاصة، أرخت بظلالها على الناخبين وحوّلت إهتمامهم نحو مونديال جنوب أفريقيا الذي ستجري فيه منافسات رياضية حقيقية بين منتخبات الدول المشاركة ويكون الفوز بكأس العالم من نصيب المنتخب الأفضل وليس المتّفق او المتفاهم عليه.

وفي ظل هذا التقاطع الزمني بين تلك الإنتخابات والمونديال، بدأ المواطنون إستعداداتهم وتحضيراتهم برفع، ليس صور مرشحيهم للإنتخابات البلدية والإختيارية وبرامجهم الإنتخابية، إنما أعلام الدول المشاركة في المونديال وصور لاعبي كرة القدم المفضلين لديهم، على أسطح وشرفات المنازل والسيارات، وعلى قمصانهم أيضاً. كل ذلك على نفقتهم الخاصة وليس بتمويل من أحد.

وكما يبدو عليه الحال، فإن الإنتخابات في واد والمواطنين في واد آخر، وخير دليل على ذلك المواطنون الذين يتابعون الإنتخابات البلدية والإختيارية بغير حماسة ويرددون "الأمور باتت معروفة مسبقاً، ومن سيأتي سيأتي، حسب الهوى السياسي والنفوذ العائلي في كل بلدة أو قرية. لكن المونديال والمنافسة بين المنتخبات المشاركة، ستجري بكل حماسة وجديّة اللاعبين هي التي ستفرض نفسها على غالبية الناس، وليس فقط من هم فوق سن الـ21، ومن حقهم تأييد هذا الفريق أو ذاك وتشجيعه وتفضيله على المنتخبات الأخرى، وأيضاً إنتقاد المنتخب في حال أخطأ.