25 أيار عيد المقاومة والتحرير
عشر سنوات مر~ت على انسحاب العدو مندحرا عن ارضنا.
عشر سنوات مرّت على انتهاء شيئ اسود اسمه الاحتلال، وبالتفصيل اسمه حاجز كفرتبنيت، او اسمه معتقل الخيام!
لم ينته الحاجز بالمفاوضات ولم يقفل المعتقل بالامنيات والتوسل والرجاء، بل انه الفعل المقاوم ،النضالي، البطولي، الذي خاضه خيرة شبابنا، مدعومين بغضب محموم من الاهالي ضد الاحتلال واعوانه، الفعل المقاوم الذي انجز في الخامس والعشرين من ايار عام 2000 تحريرا لغالبية جنوبنا ولبلدتنا الخيام!
منذ بداية احتلاله لبلدتنا ، والخيام تقاتل الاحتلال بما ملكت من ابطال ومجاهدين، وبما امتلكت من عشق اهلها للحرية ورفضهم للخنوع والاستسلام.
لقد تحملت الخيام الكثير والكثير بدءا من ارتكاب اعتى مجزرة فيها باعدام عجائزها الخمسين ..
من ثم ابادتها الكاملة شجرا وحجرا ، واذ عادت الى الحياة بفعل قوتها واصرارها على الحياة وعلى الانتصار، عاد التنكيل بها ومحاولة الاذلال من اقتياد مجموعات من ابنائها الى سجن الخيام ، ومن الترهيب اليومي والتهديد المتواصل لكل من فيها، ووجوب انصياعهم لطلبات العدو، اضف الى ذلك نسف البيوت والابتزاز المادي، والقتل العلني والطرد والتهديد بالاعتقال الخ .
لكنها الابية ، كانت السباقة برفض الاحتلال ، و السباقة للمقاومة ، ولم تنهزم الخيام او تستكن ، وقدمت مجموعة من خيرة ابنائها فداء للوطن ، اربعة من شبابها في جيش لبنان العربي سقطوا فداءا لها ، طبيبها الاول شكرالله كرم تم اغتياله،استاذها المقدام علي سويد الذي هب لنجدة مصابين في الخيام.. و كثيرون من ابنائها البررة سقطوا بين بيوتها، او في الطريق اليها ضحية لقصف العدو الصهيوني المجرم ، اسماءهم كثيرة تمتد على مساحة كل الخيام ، و شباب اختار درب النضال فارتدى غضبه وسلاحه ومشى : قاسم باشا ووفيق عقيل وغسان حسان ويوسف ضاوي واحمد فاعور ومحمد هزيمة ورضا خريس وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة على استعادة اسمائهم، ابطال الخيام الحقيقيون الذين انخرطوا في المقاومة الوطنية والمقاومة الاسلامية.
انه التاريخ الخيامي المشرق . تهدمت الخيام فاعدنا بناءها ، وتهدمت ثانية ، وثالثة، ولم تستكن ، وعادت الاجمل ، انه الدم الذي يقول للربيع انتشر فينتشر ، ويقول للشمس عودي فتعود ، ويقول للبيدر كن فيكون ، انه دمكم قد ازهر يا شهداءنا الابرار ، فكان عرس التحرير ، انه صبركم ، وتحملكم ، وثباتكم ، يا اهلنا قد اتى ثماره ، وها الخيام حرة ، عربية، ابية ، ندخلها كما كل الجنوب ، امنين ، ونخرج امنين ،
عزت رشيدي
تعليقات: