مدير الأخبار في «المنار» علي الحاج يوسف والمحامي سامي توما
في دورته الخامسة عشرة، ناقش منتدى «اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائيّة العربيّة» موضوع «البث الفضائي العربي ومخاطر التدخل الأجنبي». لكنّ الكلمات انحصرت في الإطار التنظيري، واستعراض الدراسات والتحليلات
ليس مصادفةً أن يأتي انعقاد المنتدى الإعلامي لـ«اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائيّة العربيّة» في عامه الخامس عشر، بعد أيام قليلة من الاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحريّة». المنتدى الذي عقدته قناة «المنار» أمس بالتعاون والتنسيق مع «اتحاد إذاعات الدول العربيّة» في فندق «السفير» (الروشة ـــــ بيروت)، برعاية وزير الإعلام اللبناني طارق متري، حمل عنوان «البث الفضائي العربي ومخاطر التدخل الأجنبي». وأدار النقاش في مختلف الجلسات عضو «المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع» غالب قنديل.
وكشف المشاركون في المنتدى أنّ عدد الفضائيّات العربيّة، يزيد اليوم على 700 محطة، وإدارة «اتحاد إذاعات الدول العربيّة»، تبذل جهوداً لتقديم خدمات إضافية تتيحها للمحطات المنضوية تحت لوائها. وعلّق الإعلامي والكاتب السعودي هاني نقشبندي بأنّ الخيارات الفضائية في أوروبا محدودة، لأنّ المواطن الأوروبي ليس لديه عطش إلى الحريّة، سائلاً «أين يجد المشاهد العربي وقتاً لمتابعة كلّ هذا الكمّ من الفضائيات العربية؟». وبعيداً عن انتقاد التدخل الأجنبي في كل وسيلة إعلامية تعارض السياسة الأميركية، انحصرت الكلمات في الإطار التنظيري واستعراض الدراسات والتحليلات، بدل الغوص في نقد ذاتي يكون مجدياً أكثر، وخصوصاً أن كل الحاضرين أجمعوا على أنّ الولايات المتحدة هي الداعم الأول لإسرائيل. لذا، كان من الأفضل ربما التطرّق إلى تفاصيل أكثر حيوية على غرار كلمة هاني نقشبندي، الذي قسّم وسائل الإعلام العربيّة إلى ثلاث فئات هي جادّة ودينية وترفيهية، وأجرى نقداً مرناً أحدث جدالاً، ما جعل الحضور والصحافة يناقشونه في وجهة نظره.
هكذا بدا الكل متّفقاً على أنْ «لا إعلام بلا حريّة»، وأن «الصدقيّة المهنيّة هي رأسمال الإعلام الناجح». وانطلقت فعاليات المنتدى مع كلمة المدير العام لقناة «المنار» عبد الله قصير (رئيس اللجنة) الذي تناول الضغوط والتحدّيات الدائمة التي تواجهها «المنار». وشدّد على أن «قمع الإعلام المقاوم، لا يستهدف «المنار» وقناة «الأقصى» فقط، بل أي وسيلة إعلاميّة تخالف السياسات الأميركية». وأعلن أن الضرورة باتت ملحّة لاتخاذ موقف حاسم من جانب المرجعّيات الحكوميّة، لأنّ «الإجهاز على الإعلام العربي قادم». من هنا، أكّد قصير ضرورة إصدار قوانين تحمي الإعلام العربي، «لا تشريعات تُقصيه». مشيراً إلى أنّ هذا الإعلام أثبت أنه قادر على خلق منافسة مع الإعلام الغربي، «وإن كانت غير متكافئة حتى الآن».
وذكّر المدير العام لـ«اتحاد إذاعات الدول العربيّة» صلاح الدين معاوي بأنّ عنوان المنتدى سبق أن ناقشه مجلس وزراء الإعلام العرب في كانون الثاني (يناير) الماضي، في متابعته لمشروع «قرار مجلس النواب الأميركي بتصنيف مشغّلي الأقمار الصناعيّة كمنظمات إرهابيّة في حال التعاقد مع القنوات المصنفة إرهابيّة».
من جهته، فنّد الوزير طارق متري كلمته إلى نقاط عدة، معتبراً أنّ «المناسبة تتخطّى الموضوع نفسه إلى التفكير في الحريات»، معرباً عن القلق والاعتراض على كل ما يقيّد حرية الإعلام، وخصوصاً ما يسوقه القرار الأميركي في حق مشغّلي الأقمار الصناعيّة.
ومع انتهاء كلمات الافتتاح، بدأت الجلسات. هنا تحدّث أستاذ الإعلام في «الجامعة الأميركية في بيروت» نبيل دجاني عن تاريخ انطلاقة البث الفضائي العربي. ولفت إلى توزيع الفضائيات بين موسيقية ومنوّعات (23.4%)، قنوات إخبارية (7%)، ومحطات دينية (8%) «وأصحابها مرتبطون بالأنظمة، وهدفهم إرضاؤها بالدرجة الأولى». أمّا هاني نقشبندي، فشنّ هجوماً على الفضائيات
أكّد عبد الله قصير ضرورة إصدار قوانين تحمي الإعلام العربي
الدينية «المحبطة، التي تردع التغيير ولا تحرّض عليه، وتسهم في تغريب المواطن عن مجتمعه». واستغرب عدم أخذ القنوات الدينية على محمل الجد، وخصوصاً أنها تتكاثر كالفطر، ويصحّ تسميتها «الجريمة، لأنها تخاطبنا كما لو كنا كفّار قريش... أكثر من ستين محطة دينية وشيوخها يفتون في كل شيء، ويفقهون في كل شيء، ولديهم فتاوى دينية كارثية، وهذا يسهم في خلق جيل إمّا أصولي متطرف، أو جيل يفتقد الأمل في الغد». كما تضمّنت الجلسة الأولى كلمة للرئيس التنفيذي لشركة «نورسات» عمر شوتر.
أما الجلسة الثانية، فتوقفت عند خلفية التدخلات الأجنبية في البث الفضائي العربي وأثرها في حرية التعبير وسبل التعامل معها رسمياً، وعلى مستوى المجتمع المدني ودور التشريعات الوطنية في الحد من التدخلات الأجنبية في البثّ الفضائي العربي. أمّا كلمة مدير العلاقات العامة في «المنار» إبراهيم فرحات، فألقاها بدلاً منه مدير الأخبار علي الحاج يوسف. وكان الختام مع كلمة رئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ، ممثَّلاً بالصحافي فؤاد دعبول.
الشباب والإعلام
التحذير من الإعلام الأجنبي وتأثيره في الشباب العربي، لم يقتصر على جلسات الأمس، بل كان عنواناً أساسياً في جلسة «برنامج المائدة المستديرة حول القنوات الفضائية ومشاغل الشباب وتطلّعاته»، التي عُقدت مساء الخميس وأدارها المدير العام لتلفزيون «الجديد» ديمتري خضر (الصورة)، وتضمنت ثلاثة محاور عن الشباب في الشبكات البرامجيّة، وتفاعل الشباب العربي مع البرامج ثم حماية الشباب من الإعلام الأجنبي، وشارك فيها رئيس مجلس إدارة «أو تي في» روي الهاشم، وإعلاميّون من الأردن وتونس وسوريا. وقبل انطلاق فعاليات منتدى الإعلام أمس، عقدت اللجنة العليا اجتماعاً، أعيد فيه انتخاب عبد الله قصير رئيساً لها، وعبد الله الزلب (نائباً أول) وعمر شوتر (نائباً ثانياً).
تعليقات: