جانب من الدمار الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي على بلدة الخيام
بدأ بالتعامل مع الإسرائيليين منذ العام 1977 وتم تطوير مهامه عبر غطاء تجارة المواشي لمراقبة مراكز المقاومة..
تنوعت تكليفات العميل الموقوف موسى علي موسى (مواليد العام 1959 - الخيام - قضاء مرجعيون) مع المخابرات الإسرائيلية عبر المهام الذي أُوكلت إليه، برصد منازل وسيارات المقاومين في بلدته الخيام - قضاء مرجعيون، للتوسع وتشمل عدداً من البلدات والقرى المحيطة، ورصد مواقع ومراكز المقاومة، وصولاً إلى رصد الطريق الدولي بين دمشق وبيروت عبر نقطة المصنع، حيث عمل على تزويد العدو بمعلومات ودس الدسائس بمساعدة قواته على الفوز، والقيام بأعمال عدوانية··
والمفارقة أن العميل موسى، اعترف بأنه كان على علاقة مع العدو الإسرائيلي منذ العام 1977، قبل أن تنقطع هذه العلاقة في العام 1992 بداعي السفر، وقبل أن يعود الى تجديد نشاطه <التعاملي> منذ العام 1998، حيث تطورت وتنوعت المهام التي أُوكلت إليه، إلى أن تمّ توقيفه من قبل <شعبة المعلومات> في قوى الأمن الداخلي التي داهمت منزله في الخيام بعد رصدٍ لاتصالاته الخليوية إثر الإشتباه بتعامله مع المخابرات الاسرائيلية··
وتبين أن ضباط <الموساد> الذي يختارون عملائهم بدقة، حددوا مهمة جديدة أُوكلت إلى العميل موسى، عبر تجارة المواشي، التي تتيح له حرية التحرك، علماً بأنه لم يدخل هذا الكار قبل ذلك··
وقد كان للمعلومات التي زود بها العميل موسى العدو دور هام، فاستفاد العدو من المعلومات التي وفرها لهم، خلال شن طائرات العدو الحربية غارات لها في عدوان تموز من العام 2006 على عدد كبير من منازل أبناء بلدته الخيام، مما أدى إلى تدمير المنازل التي زود العدو بمعلومات عنها، في وقت كان فيه المقاومون ينجحون بتكبيد العدو خسائر فادحة، وخصوصاً المجزرة بحق دبابات <الميركافا> الاسرائيلية في سهل الخيام، مما أوقف التقدم البري الإسرائيلي، وأفشل إحدى مخططاته خلال العدوان··
<اللـواء> تعرض في هذه الحلقة من الملف لسيرة العميل موسى، وبداية تعامله وتجنيده من قبل العدو الاسرائيلي، ثم انقطاعاته عن ذلك، قبل العودة للاتصال به وتشغيله إلى أن تمّ توقيفه، حيث يتبين أن بدايته مع التعامل كانت قبل 33 عاماً··
بدأ العميل موسى علي موسى (مواليد العام 1959 - الخيام - قضاء مرجعيون) بالتعامل مع المخابرات الاسرائيلية في العام 1977 عبر كبير عملاء بلدة الخيام آنذاك رياض العبد الله، الذي جمع نحو 20 شاباً من أبناء البلدة وقام بإدخالهم إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث خضعوا إلى دورة تدريبية على الأسلحة الخفيفة، تحت عنوان الجهوزية لمواجهة أهالي بلدة القليعة الحدودية المجاورة·
وبعد دخول قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى الجنوب استمر العميل موسى بمزاولة حياته بشكل طبيعي، مستفيداً من حماية رياض العبد الله له، إلى أن قرر الهجرة في العام 1992، وكانت وجهته رومانيا، حيث عمل بالتجارة هناك لمدة حوالى 5 سنوات، قبل أن يعود مجدداً إلى لبنان، ويتوجه الى بلدته الخيام التي كانت ضمن مناطق ما يسمى بالشريط الحدودي المحتل·
ونظراً إلى علاقته بالناشط في جهاز أمن ميليشيا العميل أنطوان لحد التابع للجهاز 504 في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية العميل أحمد العبد الله (المعروف بأحمد طنوس)، فقد أقنعه الأخير خلال العام 1998 بالعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية بشكل مباشر، على أن يؤمن له مقابل خدماته مبالغ مالية كبيرة، فوافق العميل موسى على ذلك، حيث قام العميل محمود العبد الله بنقله في سيارته إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعقد لقاء مع أحد الضباط الاسرائيليين ويدعى عامي، الذي طرح عدة أسئلة شخصية على موسى، قبل أن يتم اخضاعه إلى جهاز فحص الكذب، فسقط في امتحان الفحص، دون معرفة أسباب رسوبه·
ولكن على الرغم من ذلك لم يقطع الاسرائيليون صلتهم به، حيث تم في العام التالي ادخال العميل موسى مجدداً إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بواسطة العميل العبد الله، واُخضع مجدداً لفحصٍ على جهاز فحص الكذب، فحقق النجاح، الذي كان منطلقاً لعمله المباشر مع المخابرات الاسرائيلية·
وبداية غيث المكافأة التي تقاضاها العميل موسى، كانت نقده مبلغ 500 دولار أميركي من قبل العميل أحمد العبد الله، وذلك تشجيعاً واغراء له للتعامل مع العدو· وقد تم تكليفه في بداية عمله، القيام بإيصال مغلف أسمر اللون إلى أحد الأشخاص المقيمين في شارع الحمراء في بيروت·
وبعد عودته من الخيام بدأ العميل موسى بتنفيذ ما كُلف به من جمع معلومات لصالح المخابرات الاسرائيلية حول أماكن سكن المقاومين في بلدته الخيام والجوار مقابل تزويده بأموال على هذه المعلومات·
وكان خلال دخوله الى مستوطنة كريات شمونة، يتم انزاله في أحد فنادقها، فيستعرض مع ضباط <الموساد> ما قدّمه، ويطلع منهم على المخططات المنوي تنفيذها·
اتصال مباشر مع الإسرائيليين وقبل الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في 25 أيار من العام 2000 زوّده مشغيله الاسرائيليين بهاتف خليوي يعمل ضمن الشبكة الاسرائيلية، كما سُلم في العام 2002 شريحة هاتف اسرائيلية <أورانج>، قبل أن يتم تسليمه شريحة أخرى بعد عامين، فضلاً عن تواصله عبر هواتف بخطوط لبنانية مع العدو، حيث كان يقوم العميل موسى بالإتصال بمشغليه الإسرائيليين من منطقة محاذية للحدود اللبنانية - الفلسطينية، وتزويدهم بالمعلومات التي يقوم بجمعها، وخصوصاً أن مشغليه طلبوا منه التركيز في عمله على تحركات المقاومة في بلدة الخيام، والمنازل التي يمتلكونها أو يقومون باستئجارها، والسيارات التي يستخدمها المقاومون، مع تحديد نوعها ولونها ورقمها والمميزات والعلامات الفارقة بها·
وكان موعد الاتصال المحدد ما بين العميل موسى والاسرائيليين الساعة العاشرة من صباح كل يوم أربعاء، فيتمّ الاتصال على الرقم (046951001) لتلقي الأوامر، والقيام بتنفيذها، حيث كان ينجز تنفيذ هذه الأوامر بكل حذافيرها بدقة وأمانة، فقدّم للعدو لائحة بأسماء مفصلة عن مسؤولي المقاومة وأنواع سياراتهم والمهام الموكلة إلى كل منهم، فضلاً عن أماكن سكنهم·
وتضمنت اللائحة التفصيلية التي قدمها العميل موسى الى الإسرائيليين أسماء مسؤولي <حزب الله> المعروفين في منطقة الخيام، ومنهم: حسين العبد الله، نايف خريس وأحمد زريق، والسيارات التي يستخدمونها·
كما زوّد العدو بمعلومات عن المنازل التي يملكها أو يقوم باستئجارها عناصر من المقاومة مع تفاصيل دقيقة بمواصفاتها وعدد الأشخاص المتواجدين فيها، وتخص كل من: سامي بهيج عبد الله، أسعد عبد الله، محمد زريق، علي إبراهيم عبد الله، الشيخ عبد الله الحاج عباس، رياض القلوط، عباس السيد مهدي، خليل عبد الرسول عبد الله، كامل العبد الله، مهيب فرحات وأدهم عبد الله، فضلاً عن المكتب العلني التابع لـ <حزب الله> في الخيام·
وقد اعترف الموقوف العميل موسى بأنه زوّد العدو بمعلومات عن 35 منزلاً في بلدته الخيام فقط، كانت عرضة للتدمير الكامل خلال العدوان الاسرائيلي على البلدة في تموز من العام 2006، مما ألحق خسائر فادحة، هذا إضافة إلى تزويد العدو بمعلومات دقيقة عن تحركات قيادي المقاومة في بلدة الخيام·
ووصل به الأمر إلى أن زود الضابط الاسرائيلي - وبناء لطلبه، بمعلومات عن أماكن لقصفها في مسقط رأسه الخيام ففعل، وكان من نتيجة هذه المعلومات أن قصف الطيران الحربي الاسرائيلي منزل سامي بهيج عبد الله، ولكن تبين أنه لم يكن بداخله أحد، مما أدى إلى اقتصار الأضرار على الماديات·
وحاول العميل موسى إنكار أن تكون له أية صلة مع الاسرائيليين قبل العدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006، بالإيحاء أنه قطع صلته بهم قبل ذلك التاريخ، وأنهم قاموا بالاتصال به خلال الحرب طالبين منه تزويده بمعلومات ولكنه رفض ذلك·
ولكن المضبوطات التي تمت مصادرتها من منزله في الخيام، تؤكد أنه كان على تواصل مع العدو خلال عدوان تموز، حيث تمّ ضبط صور جوية للمنطقة التي يقيم فيها في الخيام، فضلاً عن العثور على أقراص (سي·دي) مدمجة لم يستطع العميل موسى تبرير أسباب وجودها في منزله، مع اصراره على عدم معرفته تشغيل جهاز الكومبيوتر·
استغلال تجارة المواشي كما كُلف لاحقاً برصد تمديدات شبكة الاتصالات السلكية التي أقامتها المقاومة في المنطقة، وتحديداً من منطقة الحمامص إلى منطقة المسلخ خارج الخيام، لجهة تحديد الأماكن التي تشهد حفريات، وإلى أين يتم وصلها، والمنازل التي يُمكن أن توصل إليها، فضلاً عن تحديد مواقع عسكرية للمقاومة، مستغلاً من المهنة الجديدة التي طلب منه مزاولتها، وهي تجارة المواشي·
كما كُلف العميل موسى القيام بمراقبة الحدود اللبنانية - السورية عند نقطة المصنع، ومراقبة حركة دخول شاحنات النقل الخارجي المتوجهة من دمشق باتجاه الجنوب، لاعتقاده أنها تحمل أسلحة مرسلة إلى المقاومة·
واستغل العميل موسى عمله بتجارة المواشي، بإجراء مسح لمراكز حزبية في بلدات: بلاط، دبين، كفرشوبا، حلتا، شبعا، الماري والمجيدية، وهي مراكز قريبة من الحدود اللبنانية - الفلسطينية·
وقد ساعده عمله بتجارة المواشي إلى عدم الشك به لفترة طويلة، إلى أن تمّ توقيفه من قبل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، حيث أُحيل على القضاء المختص، فاستجوبه قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا، الذي طلب له عقوبة الإعدام مع العميلين الفارين علي محمد سويد (المعروف باسم علي افطام) (مواليد 1967 الخيام) وأحمد حسين عبد الله (مواليد 1962 - الخيام) اللذين كانا محركين أمنيين في جهاز ميليشيا العميل انطوان لحد، قبل فرارهما الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد تحرير الجنوب في العام 2000، وتمكنا من تجنيد عدد كبير من المواطنين من ضعفاء النفوس لمصلحة المخابرات الاسرائيلية وبينهم العميل موسى·
وقد اسقط عن العميل موسى الملاحقة بجنحة دخول بلاد العدو بسبب مرور الزمن الثلاثي عليها·
ومقابل المعلومات التي كان يزوّد بها العدو الإسرائيلي، كان يرسل له العدو مبالغ مالية من خلال <البريد الميت>، الذي كان يتم تحديده عبر اتصال هاتفي من قبل ضباط اسرائيليين، يحددون له أماكن وجود هذا البريد، حيث كان العميل موسى يعمد الى المسارعة لتلقفه والفوز بالغنيمة المنتظرة، بعد العثور على <البريد الميت>·
وقد اعترف العميل موسى أنه انتشل <البريد الميت> 6 مرات، كان يتم خلالها وضع مبالغ مالية يرسلها له مشغليه الاسرائيليين، وكانت ثلاث مرات منها من منطقة المونتيفردي (المتن)، مرتين من منطقة الماري (حاصبيا) ومرة واحدة من راشيا الفخار·
وتوجه من بلدة الخيام إلى بلدة جورة البلوط سالكاً العديد من المسالك المتعددة، إلى أن استقر به الأمر في وادٍ يربط عدداً من البلدات في منطقة المتن، فتوقف أمام أربع شجرات صنوبر كبيرة، كان بالقرب منها صخرة دُق عليها مسمارٌ مع سهم أحمر، يشير إلى مكان وجود <البريد الميت>، حيث قام بحفر حفرة، وتمكن بعد جهد وكد وعناء من انتشال البريد، وحصل على <الكنز المدفون>، والذي كان عبارة عن مبلغ 3 آلاف دولار أميركي·
ثم طُلب منه في المرة الثانية إخراج <البريد الميت> من بلدة بيت شباب (منطقة المتن) أيضاً، حيث سلك أحد وديانها مستدلاً إلى المعلومات التي أرشده إليها الضابط الاسرائيلي، فوصل الى أمام شجرة كبيرة أمامها صخرة، رسم عليها سهم يشير إلى مكان وجود الكنز، فقام بنبش الحفرة، وانتشل الكنز الذي وجد بداخله مبلغ 3 آلاف دولار أميركي أيضاً·
وأقر العميل موسى أنه وصلته أموال من الاسرائيليين عبر شركة تحويل للأموال، ووفقاً لاعترافاته تسلّم بين عامي 1999 و2004 مبالغ مالية تصل إلى حوالى 30 ألف دولار أميركي·
تعليقات: