رونيت ضاهر، مراسلة النهار في المنطقة

---------------------------------------------

مرجعيون:

المكان: قاعدة ميغيل دي ثرفانتس مقر الكتيبة الاسبانية في ابل السقي. التوقيت: العاشرة قبل الظهر. يستعد طاقم احدى مروحيتي "Agusta-Bell 212" الاسبانيتين للقيام بجولة فوق القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية، برفقة اعلاميين اسبان منتدبين من وزارة الدفاع الاسبانية، لمعاينة منطقة عمل كتيبة بلادهم، وكان لـ"النهار" نصيب من الجولة.

قبيل انطلاق الرحلة، لا بد من بعض الاجراءات الضرورية والروتينية مثل توقيع المستندات الخاصة بـ"اليونيفيل"، فترحيب من الكابتن كارلوس مولاغيرو وافراد طاقمه الثلاثة، وشرح لتفاصيل الرحلة ومدتها.

يتأكد مولاغيرو من جهوز الطائرة وفريق عمله الذي يتثبت من شروط السلامة للاعلاميين والمصورين، لان الباب لن يُغلق لتمكينهم من التقاط صور.

اعتاد فريق المروحية القيام بطلعات يومية فوق منطقة جنوب الليطاني وصولاً الى الخط الازرق عبر "دوريات جوية"، لمساندة الدوريات البرية التي تقوم بها عناصر الكتيبة الاسبانية بالتعاون مع عناصر الكتائب الاخرى المنتشرة في القطاع الشرقي، اي الهندية والاندونيسية والنيبالية والماليزية، ليشكلوا بمجملهم اكثر من اربعة آلاف عنصر دولي في قضاءي مرجعيون وحاصبيا (القطاع الشرقي).

يعطي الكابتن اشارة الانطلاق، وتقلع المروحية بشكل عمودي محلّقة فوق مقر الكتيبة للحظات، فيبدو التصميم الهندسي "الابيض" المنسّق للقاعدة العسكرية التي تقع عقارياً في ابل السقي وتطلّ على مرجعيون ومحيطها. ومن ابل السقي الى شبعا والقرى المحيطة، حيث تبدو الطبيعة الجبلية الجافة والقاسية للمنطقة، والتي تختلف كلما اتجهنا شرقاً نحو قرى جبل عامل مروراً بمحيط الغجر والوزاني حيث يكسو الاخضرار المنطقة... ومن كفركلا، مروراً بعديسة وحولا وميس الجبل وبنت جبيل حيث يبدو الاكتظاظ السكاني والانفلاش العمراني لاغياً للحدود الجغرافية الطبيعية المتداخلة، الى سهل مرجعيون بألوانه المتعددة الزاهية، ثم توقف في الجو قبالة موقع الانفجار الذي اودى بحياة ستة من عناصر الكتيبة الاسبانية عام 2007. وبعد ذلك طلعة فوق جديدة مرجعيون التي لها جمالها الخاص بقرميد منازلها الاحمر المتداخل مع خضرة اشجارها الزاهية.