جنون المونديال


يُصاب الناس أحيانا ًبمرض الجنون من جراء صدمة كبيرة لا يقوى عقلهم على احتمالها وتحملها ، ومعظم الحالات تكون صدمة ًعاطفية أو بسب فقدان عزيز فيفقدوا السيطرة على أنفسهم وعلى تصرفاتهم ويكون غالباً جنوناً مرحليا ًويستلزم علاجه سنواتٍ ، إلا أنه لا يتخلص كلياً من التداعيات فيصبح عنده نقطة ضعف ٍتجاه الأحداث والصدمات المقبلة.

لكن ما سأتحدث عنه هو جنون آخر تُصابُ بهِ البشر وقد أُصيب به معظم اللبنانيين.إنه جنون المونديال، كنتُ بصحبةِ عائلتي نقوم بنزهة صغيرة على شاطىء عين المريسة ،عندما انتهت المباراة بين البرازيل وساحل العاج ،عندها إجتاحت موجة الجنون البشر، فجأة ،عشرات السيارات يمرّون ويجلس راكبوها على فتحة سقف السيارة ويصرخون بأعلى أصواتهم برازيل ،برازيل ،برازيل ،مع صوت زمامير يصم الآذان ، ولم يقف المشهد عند هذا الحد ،فقد وقفت عشرات الدرّاجا ت النارية في منتصف الطريق ونزل راكبوها وهم يهتفون ويحتفلون ودام هذا المشهد حوالي الساعة على مدى جولات متقطعة تُقطع الطريق ويتم الإحتفال .في غمرة هذا الإحتفال حلمت بإحتفال مماثل لعودة الكهرباء بشكلٍ دائم فهذا مطلب جميع اللبنانيين سواء .

تعليقات: