المسبح الشعبي في الرملة البيضاء
رواد البحر يستبقون الموسم هذا العام وسط إقبال شديد..
وحلول رمضان في آب دفع أصحاب المسابح لاتخاذ خيارات بديلة..
حاول الناس أن يستبقوا موعدهم مع البحر هذا العام ولا سيما بعد أن شرعت العديد من المسابح أبوابها أمام روادها وذلك لتعويض ما يمكن تعويضه عن شهر آب الذي يصادف خلاله حلول شهر رمضان المبارك· وهكذا نرى محبي البحر يتهافتون للتمتع بأشعة الشمس بنسبة مضاعفة عن السنة المقبلة خصوصا وسط إقبال عدد كبير من المغتربين اللبنانيين الأمر الذي يدل على مدى إيمان اللبناني بعودة الإستقرار إلى هذا الوطن·
واللافت بأن مسابح عديدة أنشأت مؤخرا لتلبي احتياجات مختلف الفئات ولا سيما الفئة الأولى التي اختارت مسابح تتوافر فيها مواصفات خاصة كي تحصل على راحة معينة لا تجدها في مسابح أخرى بالرغم من أن أسعار الدخول لهذه المسابح تخطت المعقول، إلا أن المسألة رهن العرض والطلب <وكل إنسان عقله في رأسه وبيعرف خلاصه>·
لكن في الجهة المقابلة يبقى هناك الفئات الأخرى التي منها من يبحث عن المسبح العائلي ومنها من يبحث عن المسبح الشعبي ومنها من يبحث عن المسبح المخصص للنساء أي أن كل إنسان يبحث عما يناسبه تبعا لإمكانياته المادية وظروفه الإجتماعية ليلبي احتياجاته واحتياجات عائلته·
كيف هو الواقع على الأرض وما هي نسبة الإقبال هذه السنة وماذا يحضّر المسؤولون خلال شهر آب كتعويض لروادهم فيما يخص شهر رمضان المبارك؟ وبالتالي ماذا يقول رواد هذه المسابح؟
حركة ناشطة للمغتربين مدير أحد المسابح غسان بركات تحدث عن ازدياد الإقبال هذه السنة من قبل المغتربين، يقول: <هذه السنة تشهد حركة ناشطة للزبائن ولا سيما المغتربين منهم وبنسبة تفوق زبائن دول الخليج، طبعا هذا الأمر يسرنا كما يسرنا أيضا استقبال أهلنا وإخواننا العرب لكن ما أحببت أن ألفت إليه هو أن مسألة إقبال المغتربين تدل على اقتناع اللبنانيين بعودة الإستقرار لهذا البلد وبالتأكيد هذه المسألة تسرنا جدا فإن شاء الله يستمر الإقبال على هذه الوتيرة الأمر الذي يبشر بموسم سياحي بامتياز>·
مشكلة الصرف الصحي وعن الصعوبات التي يعاني منها المسؤولون عن المسابح في منطقة خلدة يقول بركات: <مع الأسف أن المنطقة الممتدّة من الأوزاعي مرورا بخلدة والناعمة والرميلة تعاني من تلوث البحر الناتج عن الصرف الصحي في المنطقة ولا سيما أن هذه المنطقة كانت تفتقد للصرف الصحي الذي أنجز منذ عامين فقط من خلال متابعة البلدية ووزارة الأشغال العامة إضافة إلى شركة خاصة تولت تنفيذ المشروع في المنطقة وقد نجح تماما لكن مع الأسف بعد أن تم العمل في هذه المحطة وأعطت ثمارها توقف عملها اليوم بسبب عدم شراء الدولة للمازوت، ففي حال وجود المازوت تعمل المحطة وفي حال انعدامه تملئ المحطة وتعود المياه للوراء لتنفذ من أقرب مصرف لها ألا وهو النهر الذي يربط منطقة خلدة على حدود المسبح لدينا مع طريق صيدا القديمة حيث هناك مجرى نهر قديم تفلت منه المجارير الأمر الذي يعكس لدينا رائحة المجارير التي لا دعوى لمسبحنا بها لا من قريب ولا من بعيد إلا أن هذه المسألة تؤثر على البحر لدينا مما يمنع الرواد من السباحة في البحر نتيجة وجود الدجاج والريش هذا عدا عن السفن التي تفرغ المازوت والزيوت في البحر على طول شاطىء خلدة>·
من المسؤول؟ وعن المسؤول عن حل هذه المسألة، يقول : <لقد عملنا على هذا الموضوع مع العديد من السياسيين ورؤساء البلديات كما أن الوزير باسل فليحان رحمه الله تابع بنفسه هذه المسألة، وقد رفعنا الصوت لمختلف الوزارات المعنية لكن حتى اللحظة ليس هناك من أية خطوة في هذا المجال علما أننا كمسبح نلتزم بكافة القوانين والشروط ونقوم بواجباتنا على أكمل وجه· هذا الواقع خطير وخطير جدا خصوصا وأننا بدأنا نشهد نتيجة لرمي الأوساخ والتلوث اختفاء الأسماك من المياه· حاليا أعمل على إرسال الكتاب مجددا إلى كل من وزارة الأشغال العامة والبيئة والصحة ربما ينقذون ما يمكن إنقاذه>·
يضيف: <كما سبق أن ذكرت نحن ندفع كامل متوجباتنا فليدفعوا بدورهم المتوجب عليهم وليقوموا بواجباتهم تجاه المواطن في هذا البلد>·
المطلوب رقابة مشددة وعن الدور المطلوب من وزارة السياحة، يقول: <عليها أن تقوم برقابة مشددة على مسألة رمي النفايات في البحر إضافة إلى ضرورة الرقابة المشددة على المجارير والإهتمام بمحطة التكرير التي أنجزت إلا أنها لا تعمل بسبب عدم شراء المازوت>·
أسعار الدخول وبالنسبة لأسعار الدخول، يقول بركات: <نحن منذ 12 عاما لم نغير أسعارنا وذلك شعورا منا مع العائلات الي ترتاد مسبحنا بالرغم من ان المسابح المجاورة رفعت أسعار الدخول لديها· ما يهمنا نوعية الناس وليس كميتها وأسعارنا أيام <الويك أند> لا تزيد عن الـ 10 دولار للشخص الكبير أما الولد دون عمر الـ12 سنة فهي 9 آلاف ليرة، أما أيام الأسبوع فهي 14 ألفا للكبير و8 آلاف للصغير· كما أننا أحيانا كثيرة عندما نجد عائلة محترمة وعدد أفرادها كبير نقوم بمزيد من التوصية مراعاة للوضع العائلي ولظروف الناس· أما بالنسبة لأسعار الشاليهات فهي تتراوح ما بين الألفي دولار والأربعة آلاف دولار وغالبيتها محجوزة باستمرار كما أن أصحابها هم أنفسهم في كل عام مما يضفي جوا من الألفة>·
إفطارات رمضانية بركات تحدث عن تدابير سيتخذها المسبح تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، يقول: <هذه السنة سنحاول إقامة إفطارات رمضانية ولا سيما لأصحاب الشاليهات مع برنامج فني وذلك لنعوّض لهم، والبرنامج سيكون عائلي· علينا أن نقوم بخطوات مماثلة خصوصا وأن رمضان في السنوات القادمة سيأتي في موسم الصيف أيضا>·
وعن التدابير المتخذة لتفادي وقوع أية حوادث ممكنة يقول بركات: <إن كافة المراقبين لدينا يتمتعون بشهادات معترف بها من قبل وزارة السياحة كما أنهم قاموا بدورة إسعافات أولية· وهنا يهمني أن أشير إلى أن أحد المنقذين لدينا واسمه محمد موسى استطاع تفادي وقوع حادثة خطيرة عندما تمكن من إعادة كتف أحد الزبائن إلى مكانه بمساعدة أحد الأشخاص دون أن نضطر لأخذه إلى المستشفى ومع ذلك أصرينا أن يذهب للمستشفى كي يجري صورة شعاعية للإطمئنان· الحمد لله الأوضاع تحت السيطرة وكل المستلزمات متوافرة>·
ختاما تمنى بركات على المغتربين أن يأتوا إلى لبنان ليس بهدف الدواعي الإنتخابية فقط بل بهدف العودة بشكل دائم لما في هذا البلد من جمال وعمل ،وبالتالي علينا نحن أن نعيد بناءه لا أن نسمح للأجنبي بذلك ،فلنبتعد عن المشاكل السياسية ولنعمّر لبنان يدا بيد>·
المصري < بدورها المسؤولة عن أحد المسابح منال المصري تحدثت عن الموسم هذا العام، تقول: <هذا الموسم افتتحناه في شهر أيار الفائت كي نعوض للناس عن شهر آب الذي سيصادف خلاله شهر رمضان المبارك، والحمد لله فإن الإقبال أفضل من أي موسم· فالشاليهات تم حجزها بالكامل منذ شهر شباط، وهناك أشخاص أتوا في شهر نيسان أيضا لاستئجار الشاليهات إلا أنهم لم يوفقوا بذلك فاستعاضوا عن ذلك باعتماد الإشتراك الموسمي>·
أسعارنا مقبولة وعن أسعار الدخول، تقول المصري: <كوننا نعتبر مسبحا عائليا كان لا بد من أن نراعي هذه المسألة، لذلك أستطيع أن أقول بأن أسعارنا مقبولة جدا مقارنة مع المسابح الأخرى كما أننا لم نعمد إلى زيادتها هذه السنة· وبالنسبة لأسعار المأكولات داخل المطعم فقد راعينا أيضا ظروف الناس ولا سيما العائلات>·
مراقبة باستمرار وبالنسبة للخطوات الوقائية التي يقوم بها المسبح تفاديا لوقوع أية حوادث، تقول: <نحن نقوم بصيانة دائمة في المسبح وقد وضعنا نوعا خاصا من البلاط الذي يمنع تزحلق الأطفال تفاديا لأية حوادث· كذلك لدينا عدد كبير من المنقذين كي تتم المراقبة باستمرار وبشكل جيد كي لا نسمح بحدوث أية حالة غرق خصوصا وأن أيام <الويك أند> تغص بالزبائن· أما وفي حال حدوث حادثة معينة فلدينا شركة تأمين تهتم بكل ما يلزم، لكن الحمد لله هذه الحوادث نادرا ما تحصل>·
سباحة ليلية وبالنسبة لشهر آب الذي يصادف خلاله حلول شهر رمضان المبارك، تقول: <سنسعى لإيجاد حلول ترضي زبائننا كأن نفسح مجال للسباحة الليلية كتعويض عن السباحة في النهار وسنقدم برنامجا ترفيهيا داخل المطعم أيضا ،كل ذلك بهدف توفير الراحة والتسلية لزبائننا الذين باتوا أهلا بالنسبة لنا>·
الإهتمام ضروري من قبل الأهل المنقذ تيسير حسن برخو تحدث عن تجربته في هذا المجال، يقول: <أعمل كمنقذ منذ سنوات عديدة والحمد لله حتى هذه الساعة لم يحدث معي أية حالات غرق أو حوادث تذكر· لكن ما نلحظه في المدة الأخيرة هو استلشاق عدد من الأهل تجاه أبنائهم فمثلا ترين الأولاد يركضون بعيدا عن نظر الأهل أو يسبحون دون أن يتنبهوا لهم ،صحيح أن عيوننا تراقب لحظة بلحظة لكن في أيام <الويك أند> كما تعلمين المسبح يكون ممتلئا بالناس وكل ما نطلبه أن يتنبه الأهل للأولاد منعا لحصول أية حوادث· عدا ذلك الأمور كلها تحت السيطرة ونحن دوما على جهوزية تامة كما ان غرفة الإسعافات الأولية الموجودة لدينا تمكننا من الإهتمام بأية حادثة في حال وقوعها لا سمح الله>·
دور وزارة السياحة؟! ولمعرفة الدور الذي تقوم به وزارة السياحة في كيفية مراقبة الأسعار وتوافر كافة المستلزمات المطلوبة داخل هذه المسابح لضبطها ومنع حصول أية حوادث أجرينا اتصالا بمكتب مدير عام وزارة السياحة ندى السردوك بغية تحديد موعد لإجراء مقابلة تتناول هذه المسائل وبعد اتصالات متكررة جاءنا الجواب بأن المدير العام السردوك اتخذت قرارا بعدم إجراء أية مقابلات في الوقت الحالي، والسؤال في هذه الحالة من يجيب على أسئلتنا لمعرفة ما تقوم به الوزارة من خطوات في هذا المجال؟! مسألة فيها نظر·
ماذا يقول رواد هذه المسابح ؟ أحمد قاطرجي أب لأربعة أولاد، يقول: <ما أن يبدأ موسم الصيف حتى أحمل الهم لأن قدوم الصيف معناه ارتياد المسابح أسبوعيا وهذه المسألة طبعا تكلفني جزءا كبيرا من الراتب بالرغم من أنني أرتاد المسابح العائلية وأبتعد عن تلك المسابح التي نبتت مؤخرا واسعار دخولها تتراوح ما بين الـ20 دولاراً والـ30 دولار والتي لغاية اللحظة لا أعلم سبب ارتفاع أسعارها فهل بحرها يختلف عن أي بحر آخر ؟!
كل الحق على الدولة فهي إن اهتمت ولو قليلا بشواطئنا لسمحت لنا بقضاء موسم صيفي بتكاليف أقل بكثير لكن أن تدعونا لارتياد شاطىء الرملة البيضاء فلتسمح لنا بالامتناع عن ذلك لأنه ليس مخولا لدخول العائلات وهو يستقطب كل من <هب ودب>، فالمسألة بحاجة لتنظيم>·
إشتراك موسمي رولا تيماني ترتاد المسبح باستمرار، تقول: <منذ صغري أعشق البحر لذلك ما أن يأتي موسم الصيف أسارع أنا والرفاق لاعتماد اشتراك موسمي في المسبح الذي اعتدنا أن نرتاده لأن الكلفة تكون أقل وبالتالي أستطيع الدخول يوميا لكن المشكلة يواجهها رب الأسرة الذي عليه أن يحسب حسابا لأسعار الدخول ولأسعار المأكولات داخل المطعم فالولد لا يعلم بأن السعر غالي كل ما يعنيه شراء ما يريده والتمتع بالبحر <فالله يعين رب العائلة>·
<للنساء فقط> ليلى عيتاني، تقول : <أنا أفضل ارتياد المسبح المخصص للنساء فقط لما أشعر فيه من حرية في التنقل، فليس هناك من عيون تراقب وبالتالي فأنا أستطيع أن أستلقي <وأتشمس> براحة تامة إضافة إلى أن أسعار هذه المسابح أفضل من غيرها>·
مسابح <للتعارف> جورج بيطار يفضل ارتياد المسابح التي أنشئت حديثا بالرغم من ارتفاع أسعار الدخول فيها (20 دولاراً)، يقول: <إن مستوى الناس الذي يرتاد هذه المسابح <غير شكل> ولا سيما الفتيات الأمر الذي يسمح لنا بإقامة علاقات التعارف وطبعا هذه المسالة لا تحصل في المسابح العائلية ،فلكل مسبح رواده وناسه>·
كل مسبح له ناسه باختصار وخلال جولة استطلاعية قمنا بها على عدد من المسابح، لحظنا بأن هذه المسابح تختلف بشكلها ومضمونها، وتبعا لهذه المسألة تحدد تعرفتها، وهكذا تبقى المسابح الشعبية مقصد الفقراء والعمال حيث تغيب تعرفة الدخول ويسمح بإدخال المأكولات والمشروبات للأولاد إلا أن هذه الشواطىء غالبا ما نجد فيها الفتيات او النساء لأنه ليس بإمكانهن ارتداد أثواب السباحة· أما من جهة اخرى فالمسألة تختلف تماما في تلك المسابح الفخمة حيث لكل مكان من المسبح تعرفته الخاصة والتي تتراوح ما بين الـ 35 ألفا والـ 45 ألفا كتذكرة دخول أما في حال أراد أحد الرواد مكانا خاصا أو ما يسمى بالخيمة أو الواحة فبامكانه أن يدفع مبلغ 300 ألف ليرة لليوم الواحد كي يحظى بأشعة الشمس وسط الهدوء والسكينة بعد أن يكون قد دفع سعر تذكرة الدخول؟! أما أسعار المأكولات في هذه المسابح فهي تختلف أيضا تبعا للأمكنة المخصصة لها فسعر <سندويش <اللبنة على سبيل المثال يبلغ الـ10 آلاف ليرة بينما في حال شرائه من نفس المسبح لكن في مكان آخر فهو يزيد عن ذلك· اما بالنسبة لقارورة المياه فهي تبلغ الـ 6 آلاف ليرة وهذه الأسعار ما هي سوى أمثلة، خصوصا وأن من يريد أن يتناول الغداء لشخص واحد فقط فإن الوجبة تبلغ قيمتها الـ300 ألف ليرة لبنانية وذلك كوجبة عادية أما في حال اختياره لوجبة دسمة <فحدث ولا حرج>·
طبعا هنا لا بد أن نشير إلى أن من يرتاد هذه المسابح برأيي عليه أن يتحمل كل ما يترتب عليها من أعباء مادية لأنه هو من اختار الدخول إليها وهو من يشجعها على الإستمرار في وقت نجد فيه العديد من المسابح التي تقدم بدورها الراحة والتسلية ولكن ضمن أسعار معقولة ومقبولة·
وختاما نتمنى للجميع ان يحظوا بموسم صيفي مليئ بالإستقرار والفرح مع أملنا بأن تهتم الدولة بقطاع المسابح وأن تؤمن العديد من المسابح الشعبية شرط أن تتوافر فيها المواصفات المطلوبة بامتياز كي تتمكن العائلة ككل من ارتيادها وسط رقابة مشددة لتفادي وقوع أية حوادث، لا أن تبقى حكرا على الرجال فقط كما هو الحال اليوم وبالتالي كي تتمكن مختلف الفئات من دخولها لا أن تكون مقصدا للفقراء فقط·
تعليقات: