مقهى حسين عبدالله
---------------------------------------
هُناكَ، قـُربَ مَقهاكَ الصغير
سَتستـَقبـِلـُني مُجدداً بابتسامه
وسَتـُعانقني يا أبا خليل
شاكراً وُصُولي بالسلامه
هناكَ، بـِحماسةٍ وعَجَبْ
سَتـَسْـتـَوقِفـُني بعد إلقاءِ السلام
وسَتـُكرِّرُ لي بـِنبرَةِ عَتبْ:
"إشتاقَ إليكَ سَهلُ الخيام!!"
هناكَ، ومع شروق ِ الشمسْ
سأرافقُ مَسِيْرَتـَكَ اليوميّه
مِنَ القريةِ بإتجاهِ المرجْ
ومِنَ القيدِ باتجاهِ الحريّه
هناكَ، وكالعادة مِن كـُلِّ يومْ
سَتـُرَحِّبُ بكَ كِيْـنـَتـُكَ العملاقـَه
مُوقظة ً عَصافيرها من النومْ
حانية ً لكَ رأسها بلياقة
وعلى أغصانها سَـتـُغـَرِّدُ الحَساسينْ
وتـُرَحِّبُ بـِقـُدُومِكَ بـِحَرارَه
وسَتـَتـَمايـَلُ أزهارُ الياسمينْ
قـُربَ بُحيرةِ الدرداره
هناكَ، حينَ يُداهمني المساءْ
وأستأذِنـُكَ بالعودةِ إلى بيروت
سَتـَسْـتـَحلـِفـُنـِي بـِرَبِّ السماء
أن أنتظركَ بُرهة ً حتى تعود
وتـََعُودُ مُلتـَقِطاً شمَّامَتـَيْنْ
وتـَضَعُهُما في مِقعَدي الخلفي
وتـَسْندُهُما بـِعَرنـُوسَينْ
وبـِصَحَّارَةِ تِيْن ٍ بَلـَدِيْ
وعِندما أهُمُّ لأنطلقَ بَعيداً
يَختفِيْ وجهُكَ ومَشهَدُ الخيامْ
فيَترُكـُنِي عَالـَمُ الأحلام ِ وحيداً
لأستيقظ َ فجأة ً مِنَ المنام
لأستيقِظ َ مِنْ عالـَم ِ الذكرياتْ
مِن عالم ٍ سَـيَّـرَتـْهُ الأسرار
لا مكانَ فيهِ للأمنياتْ
والسِـيادَة ُ فيهِ للأقدار
السيادة ُ فيهِ يا عمي حُسينْ
لخالق ٍ يَقـُودُنا بـِصَرامَه
حَاسِماً عَلينا المَوتَ كـَدَينْ
ومُحـَيِّداً بشأنِهِ كلّ إراده
غـَداً سَتـَمُرُّ عَلينا الأيامْ
وتـُحِلُّ مكانَ الحزن ِ الأملْ
وسَتـُجبـِرُنا أن نـَطويَ الأحلامْ
وأن نـَتـَصالحَ مَع مَسار ِ الزمنْ
غداً زُهُورُكَ التي اعتـَنيْتَ بها
وَعَامَلـْـتـَها بـِمحبّةٍ وبـِحَنانْ
سَتضربُ معكَ مَوعِداً لها
لِتـَتـَفـَتـَّحَ في مَيْدان ِ الخيامْ
أمّا أنا فسأواعِدُكَ في مقهاكْ
لأحفـُرَ إسمَكَ عِندَ جـزع ِ الكِينـَه
ولأستمعَ إلى تـَرَدُّدِ صَداكْ
يَتـَشابَكُ معَ ابتسامَتِكَ الحَمِيمَه
* تُنشر لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرحوم حسين خليل عبدالله..
وقد كتبها المحامي الأستاذ باسل عبدالله في 10/8/2009 أي بعد وفاة عمّه حسين، السنة الفائتة.
مقالة عماد محمد مالك عبدالله: "حسين خليل.. أحببناك وصادقناك فكنت خير صديق"
موضوع: "الشاعر حسن عبدالله.. هل هناك حياة للقصيدة بعد «الدردارة»؟"
سجل العازي بالمرحوم حسين خليل محمد عبدالله
المرحوم حسين خليل محمد عبدالله.. كنت خير الصديق
تعليقات: