الخطيب في إحدى المباريات
هكذا سجّل مرسال غانم في شباك كرة السلة..
«كنت اعتقد أن الفساد موجود في السياسة في لبنان، لكنني اكتشفت أنه حاضر ايضاَ بدرجات متقدمة في الرياضة لأنني واجهت ما لم اواجهه من قبل اذ جاءني من يريد أن يشترط علي من أستضيف ومن استبعد لدرجة أنني «مجدت» السياسة»...
هكذا استهل الاعلامي مرسال غانم حلقته الاستثنائية في «كلام الناس» التي تناولت موضوعاً غير سياسي أو اجتماعي لأول مرة على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال».
هذه الحلقة التي كان عنوانها اسقاط الاتحاد اللبناني لكرة السلة وانعكاساته السلبية على استعدادات منتخب لبنان للمشاركة للمرة الثالثة توالياً في نهائيات كأس العالم المقررة في تركيا أواخر آب المقبل، ابتعدت عن اطار الصخب ويمكن القول إن اهدافها الوطنية نجحت على حساب اطارها الاعلامي المهني كحلقة برنامج حواري.
فالمرض المستشري في الرياضة اللبنانية ظهر قبل الحلقة وما واجهه مرسال غانم يواجهه معظم مقدمي ومعدي البرامج الرياضية، اذ هناك من يضع شروطاً مسبقة للظهور في حلقات الهدف الرئيسي منها هو الصالح العام. والنتيجة أننا نادراً ما نجد طرفي أي نزاع رياضي يتجرآن على المواجهة امام الرأي العام الذي يحق له وحده ان يحدد الخطأ من الصواب.
للأسف نظر البعض الى هذه الحلقة بحسابات انتخابية وابتعدوا بشكل مؤسف عن جوهر القضية، فجاء استبعاد طرفي النزاع على قاعدة «رب ضارة نافعة» ليخرج كلام الناس كأنه يقول بطريقة غير مباشرة إن الوقت غير مناسب اليوم لفتح المجال امام عرض العضلات، بل إن هناك قضية أكبر من الجميع وهي سمعة لبنان وانتهى الامر الى مناشدة رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذ الصورة الطيبة التي رسمها ابطال بالعرق والدم ويأتي اليوم من يريد تشويهها لحسابات شخصية.
وقد بدا غانم مطلعاً بأدق تفاصيل الملف واطلع الرأي العام على بعض الدوافع التي دفعت تسعة أعضاء الى التقدم باستقالاتهم من الاتحاد بهدف اسقاط رئيس الاتحاد بيار كاخيا الذي حلّ ضيفاً على الحلقة. واشار رئيس القسم الرياضي في جريدة «النهار» ناجي شربل الى أن اثنين من الأعضاء يطمحان للجلوس على كرسي الرئاسة، كما ان عضوا ثالثا يطمح لترؤس بعثة المنتخب في الرحلة الى المونديال السلوي فضلاً عن عضوين آخرين استقالا بطلب من رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي.
وكان هناك اجماع على ان توقيت الاستقالات لم يكن مناسباً وكان يمكن ارجاؤه الى ما بعد الحدث العالمي وهذا ما اعتبره رئيس القسم الرياضي في صحيفة «صدى البلد» ايلي نصار مجرد تفاصيل مقللاً من أهمية المشاركة في كأس العام، متسائلاً «لماذا نذهب الى تركيا ما دمنا لن نفوز؟». وقد رد عليه اللاعب روني فهد، ضيف الحلقة كما قائد منتخب لبنان فادي الخطيب قائلاً إنه «سبق لنا الفوز عام 2006 على فرنسا وفنزويلا وان حظوظنا مرتفعة ببلوغ الدور الثاني هذه المرة لأنه بمقدورنا الفوز على نيوزيلندا وكندا».
وعرضت الحلقة لتقارير مصورة عن ظاهرة تعاطي اللبنانيين مع مونديال القدم، ونبذة عن انجازات كرة القدم ومقابلة مع المعلق غياث ديبرا شرح فيها معايير الحصول على بطاقة الدعوة الى المونديال، الى الوقوف عند آراء نجمي المنتخب جان عبد النور وروي سماحة ورئيسي ناديي الرياضي وهوبس هشام جارودي وجاسم قانصوه حيث لفت الأخير الى أن «تركيب الاتحادات في لبنان يبنى على أسس غير رياضية ولا يلتفت الى البرامج والى فرق عمل متجانسة بل الى المحاصصة والمحسوبية والطائفية».
ومرة جديدة ظهرت أهمية رأي القاعدة الشعبية حيث استضاف «كلام الناس» مجموعة من جمهور كرة السلة من كافة الشرائح والمناطق تماماً كما اعتاد غانم أن يفعل مع التيارات والأحزاب السياسية، فتأكد مجدداً أن هذه القاعدة تتمتع بوعي يفوق بعض القيادات الرياضية فكان هؤلاء بحق نجوم الحلقة بامتياز.
تعليقات: