لست عاتباً على القلم إن اختار الصمت لغةً .. وارتعاش الرهبة بوحا.. وانحنى حزناً عليك !..
يا نبض محمد (ص) .. يا عطر فاطمة (ع).. ويا ابتهال علي (ع) ..
سيد الكلام : حريٌّ بنا أن نلبس السواد ونعلن الحداد , كيف لا؟! وشمسنا قد كسفت.. وابتسامات صباحاتنا أخفاها الذبول !.. وعصافير الشرفات ما غنّت كعادتها .. ومناجل الحصادين لم تقوَ على قطاف الخير في أعراس المواسم .
عزيزٌ عليَّ أن أقف في وداع بدرك الذي ما اعتاد الأفول .. وأراني أستعيد كلماتك التي غُرست كنخيل علويٍ في ذاكرتي .. وأثمرت وعياً وفهماً وحياة ..
سيدي .. أيُّ المراكب توصلنا إلى مرافئ اللقيا قبل خطوات الرحيل .. وكيف نبحر في مساحات قلبك وأنت شراع أمانينا وسهيل الحب في سرانا الطويل ؟!..
أبا الأيتام : من ليتامانا الذين ألفوا تحنان كفيك؟ من للبراعم التي تفتّحت بسقيا حنانك ؟ من للجفون التي أطبقت على دفء حبك حلماً بالغد الواعد ؟ من لمريديك الذين تفيأوا ظل عقلك ونهلوا من معينٍ رافلٍ بالعطاء ..
إيهٍ لقلبك الذي وسع الكون حبا .. إيهٍ لروحك الكبيرة.. التي ما عرفت للعتاب سبيلا . وأنت القائل: "علينا أن نحب جميع الناس", "وإني لا أحمل في قلبي إلا الحب", لقد وسع حبك الذين رشقوك بسهام جهلهم وحقدهم وتخلفهم وانطوائهم .. وسع حبك كلَّ الناس الذين رأيتهم اليوم وقد جاءوا يبادلونك الحبَّ بالحب ويبكونك دموع الصدق وزفرات أنينهم: إلى أين يا أبانا ؟!..
أيها المعلم : يا من علمتنا احترام العقل وتقديسه ونبذ الجهل والخرافة , و بنيت فينا العقل النقدي , يا من عرّفتنا ثقافة تقبّل الأخر والإعتراف به .. وهديتنا إلى الحقيقة التي هي إبنة الحوار ..
يا مرجع الإسلام التنويري المنفتح على الشباب, المتطلّع إلى المستقبل , المتجسّد حركةً وفعلاً ومؤسسات ..
سيبقى فكرك منارة هديٍ تأخذ بأيدينا إلى واضح الطريق .. ونبراس وعيٍ نستعينه في دياجي الدروب !..
(تحية إلى الراحل الكبير العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله قدس سره الشريف )
الشيخ محمد قانصو
كاتب وباحث لبناني
Ch.m.kanso@hotmail.com
تعليقات: