يروى أن رجلاً أقعده المرض وأصبح يشكل عبئاًعلى عائلته..
فهو لم يكن يستطيع الجلوس لوحده، إذ سرعان ما يبدأ بالتذمّر والصراخ..
إنه يريدهم إلى جانبه دائماً!
عندها إستأجروا له أحد الأشخاص، ممن يحبون الكلام كي يقصّ عليه بعض القصص والنوادر مقابل دينار يومياً، وبذلك يتخلصون من تذمره!
وهكذا كان إلى أن وافته المنية.
بعدها بفترة مرض رجل آخر من البلدة بالزهايمير، وقد أقعده المرض، وأتلف ذاكرته فأصبح يكرّر الأسئلة ويحدث القصة عشرات المرات..
ولما أتعبهم هذا الوضع فطنت الزوجة إلى ذاك الرجل وقالت له: نطلب منك فقط الإصغاء إلى زوجي مقابل دينار يومياً.
فوافق هذا الأخير وجلس بجانب الرجل وصار يستمع إليه وهو يقول:
وين صرنا؟..
وبيرجع مرجوعنا..
وفتناك بالكلام ..وإلى ما هنالك.
ولم تكد تمر بضع ساعات حتى ضاق ذرعاً بذلك ونادى زوجة الرجل وقال لها بالعامية:
- مين سعّرلِك السكوت والكلام متل بعض إستلمي جوزك وأنا رزقي على الله.
ودرج المثل "ان الكلام من فضة والسكوت من ذهب".
* مختارات من أدب سلام الراسي
تعليقات: