مصلحة الأمير لا مصلحة الباذنجان

الأمير بشير الشهابي
الأمير بشير الشهابي


يحكى أن الأمير بشير الشهابي، كان لديه طباخ ماهر، ذكي وخفيف الظل إسمه سرور.

كان الأمير يحب نكهة حديث سرور كما كان يتلذّذ بطعم مآكله.

في أحد الأيام قدم له وجبة ًمن الباذنجان..

فاستدعاه الأمير، وقال له:

- ما ألذ ّطعم هذا الباذنجان!.

فقال له: سيّدي، الباذنجان من أشهى المآكل..

إن أكلته متبلا بقي طعمه على لسانك طول النهار،

وإن اكلته مقلياً أكلت أصابعك معه.

وإن أكلته محشياً كان شيخ المحاشي.

وإن أكلته مكبوساً فهو أشهى الكبيس.

فانفتحت شهية الأمير وبالغ في التهام الباذنجان حتى أصابه انتفاخ...

بعد قليل استدعى الأمير طبّاخه وقال له:

ما هذا الباذنجان المنحوس فقد تسبب لي بانتفاخ في بطني.

فقال سرور: سيّدي..

الباذنجانطعام رديء!

فإن اكلته مقليا،سبب لك تضخماً في المصران

وإن أكلته محشيا ًسبب لك أحلاما ًمزعجة

وإن أكلته مكبوساً سبب لك الغثيان

وإن أكلته متبلا سبب لك إنتفاخاًفي البطن

فصاح به الأمير وقال له:

ويحك قبل قليل كان الباذنجان ألذ ّوأفضل المآكل والآن تذمُه وتجعل فيه كل العلل؟!.

فأجابه سرور:

-العفو أنا خادم سعادتكم وليس خادم الباذنجان..

فأُعجب به الأمير ووافق هذا الجواب مزاجه!

العبرة أنه في أيامنا تجد أكثرية الناس يتبعون مبدأ المصلحة الخاصة وليس العامة، وتراهم بين ليلة وضحاها ينقلبون في مبادئهم وأرائهم تبعاً لمصالحهم الخاصة.

وبالعامية يقال أنهم مع الواقف أو الأقوى.

* مختارات من أدب سلام الراسي

تعليقات: