من كانت منيته بأرضٍ . . . فليس يموت بسواها
هل هناك فرق بين القضاء والقدر؟
قيلَ مقادير كل شيءحتى تقوم الساعة، من مات بغير هذا فليس مني،
القضاء إذن شيء والقدر شيء آخر.
قد يموت الإنسان قبل أن يأتي قدره المحتوم فيُقالُ مات قضاءً لا قدراً.
قصتنا اليوم عن الراحل أميل البستاني.
لقد كان سياسياً كثير الحركة والعجلة، تراهُ ينهض صباحاً مستقلا طائرته من بلدٍ إلى بلد وعندما يعود، يعقد إجتماعات متتالية فلا يهدأ من مقابلة سفير إلى آخر، ثم إلى المجلس النيابي ، ومن ثم إلى المطار ثانية، وهكذا دواليك...
عاش حياتاً حافلة وبنى قصراً جميلاً جداًً في بلدته الدبية، وبنى كذلك قبراً مزخرفاً ورائعاً،
مثل جميع الأعمال التي صمّمها من الجسور والأبنية العمرانية، وعندما إنتهى من بناء القبر إحتفل وشرب الشمبانيا مع أصدقائه فقد كان هازئاً بالموت .
بعد عدة أيام على إحتفاله سقطت طائرته فوق البحر واختفى إلى الأبد.
وبقي قبره فارغاً.
العبرة من هذه القصة أن الراحل كان يعتقد أن الرجال تصنع أقدارها ،فهل ليخبرنا أحد أن موته كان قضاءا ًأو قدراً محتوماًً.
أما أنا فأرى أن القضاء والقدر يلتقيان في نقطة واحدة وهو الموت ،عندما تحين الساعة التي علمهِا عند رب العالمين . "يسألونك عن الساعة ،فقل علمها عند ربي" .
* مختارات من أدب سلام الراسي
تعليقات: