سأبقى أحبك يا خيامي ولن يؤثر أحد في حبي لكِ
منذ صغري وأنا أستمتع بالتنزه في سهلها ومرجها ونبعها.
نبع الدردارة الذي له ُفي ذاكرتنا ذكرياتٍ جميلةٍ لن أنساها، لن أنسى في طفولتي عندما كنا نقطف التين وأنزل فأضع يدي الواحدة بجانب الأخرى بحيث تشكل نصف دائرة وأملأها بالماء البارد من النبع وأشربها دون إن آخذ أي نَفَس قائلة لعن الله من ظلم الحسين عليه السلام وأماته عطشاناً ،كانت أحلى أيام.
في فصل الربيع، كنا نجتمع ونأكل التبولة عند الرقيقة أو الباردة وعندما إضطررنا لهجرها كان ذلك رغماً عنا ولم يكن خيارنا.
أحسسنا بالضياع وكأننا أضعنا هويتنا إلى أن إستقر بنا الحال في الضاحية، كانت بمثابة الملجأ الذي حفظ أهل الجنوب فقد عانينا كثيراً في البداية إلى أن سُويت أوضاعنا.
لم أعرف أن الضاحية ستترك في نفسي هذا الأثر فأصبح لي بلدتين، الأولى قضيتُ فيها طفولتي والثانية قضيت ُفيها شبابي وصباي وكونتُ فيها عائلتي التي ترعرت ْفيها وتعلمت ْفي مدارسها وجامعاتها حتى أصبحتْ لا تطيق فراقها، حتى بعد حرب تموز والدمار الذي حصل فيه، وكدنا لا نصدق ما حصل.
هنا سأشير إلى نقطة لمستها عند كثير من أصدقائي، هي أن الرغبة عندنا وعند أولادنا في زيارة الضيعة متفاوتة فهم لا يعنيهم الأمر كما يعنينا.
هم.. الضاحية بلدتهم الأولى والخيام الثانية!
لا ألومهم لهم طفولتهم ولي طفولتي.. لهم ذكرياتهم ولي ذكرياتي..
أنا إبنة الضيعة وهم أبناء المدينة فمن الطبيعي أن لا يهمهم الأمر ُكثيراً.
ولوّ،ولوّ: سأبقى أحبك يا خيامي كما كنت، وكما أشاء ولن يؤثر أحد في حبي إليكِ فأنتِ في دمي، في عروقي، وستبقي في قلبي إن زرتك أو لم أزركِ.
تعليقات: