عدوان تمّوز 2006: ذكريات وعبر

امرأة تركض للاحتماء من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية خلال حرب تموز (عن جريدة الأخبار)
امرأة تركض للاحتماء من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية خلال حرب تموز (عن جريدة الأخبار)


تصفحت دفتري ولم أجد أي مقطوعة عن تموز 2006 فاستغربتُ كثيراً علماً بأني، والله وحده يعلم، مدى تأثري بهذه الحرب.

كنتُ أنزل يومياً وأمشي بين الدمار دون أن أصدّق ما يحصل.

أنا من الناس الذين يعتادون ويحبون معرفة الحقيقة عن كثب..

الحقيقة :أن في الضاحية فوضى وضجيج ومخالفات ومشاكل كثيرة مثل الكهرباء والدراجات النارية التي تنبت في كل مكان حول سيارتك وأنت تقودها في كل شوارع الضاحية... وبالرغم من ذلك أحبها وأتمنى أن تُحل مشاكلها.

إني أتفهم أنها تضم أكبر عدد من أبناء الجنوب والبقاع، وبسبب الإعتداءات المتكررة على الجنوب، هُجر أهله فحضنتهم الضاحية!

وبعدها سافر عدد منهم إلى بلدان الله الواسعة وجمعوا الأموال فاشتروا أراض أو شقق واستقروا فيها.

أنا عشت في البلدة ثمانية عشر عامًا قبل التهجير أما ما عشته في الضاحية أكثر بكثير..

كنت ُأمشي بعد حرب تموز، أمشي وأحاول إسترجاع الذكريات.. هنا كان بيت فلان وهنا كان بيت فلانة وإلى ما هنالك عشرات البيوت التي أعرف أصحابها، من أصدقاء وأهل وأقارب.

أنا أعرف كم هذه الحقيقة مرة ، فيها أقصى المرارة والألم، فهنا كانت الحرب حقبة رهيبة تستحق القول قبل تموز وبعد تموز .

إن تموز قلب الموازين في المنطقة إذ أوجد مصطلحات ٍجديدة.. نصر استراتيجي، نصر إلهي قلب كل المعادلات، حطم الأسطورة ، معجزة ،إسطورة ،أسلحة فوسفورية ، قنابل عنقودية ،أقوال جديدة ،النصر آت ٍآتٍ آت ، كما وعدتكم بالنصر سابقاً أعدكم بالنصر مجدداً، إلى ما بعد..ما بعد حيفا...، رسالة الشهداء ، ثقافة المقاومة وثقافة الموت ... كلّها مصطلحات قديمة ،جديدة الإستعمال.

المهم في كل هذا انّ بلدنا بقيت حرة وغير محتلة، وأن المقاومة بقيت شامخة بمجاهديها وسلاحها ورأس هرمها سيّدها المجاهد المقاوم الذي حمل حملاً ثقيلاً تعجز الجبال عن حمله وكان أهلاً لهذا الحمل والمسؤولية والوعد.

ان أردت الكتابة عن هذه الحرب ومآسيها أملأ كتباً ولكنني سأكتفي بالقول وأوافق السيد في قوله بأنها ستعود أجمل مما كانت، وعادت، والمقاومة أقوى بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة ونأمل النصر والكتب التاريخية تقول إسرائيل إلى زوال، قد يكون الصبح قريب، ربما بعد سنوات، نحن بالإنتظار!..

تعليقات: