وفد «التواصل» عند الشيخ ولي الدين

دروز الـ 48 جالوا على المرجعيات الروحية العليا «بعد طول انتظار»..

الدين والدنيا والاغتراب.. وتحفيز الاستثمار

... وفي ثاني أيام «المؤتمر الاغترابي الاول للموحدين الدروز» في لبنان «إنشَطَرَ» الحدث حدثين؛ اول، مثلته الجولة الاستثنائية لدروز الـ48 على «المدوّريّات» الدرزية «بعد طول انتظار»، وثان محوره استكمال اعمال المؤتمر الاغترابي الموصوف بـ«التاريخي» في بيت الدين «برعاية سياسية مزدوجة»... بعد أن كانت الجلسة الافتتاحية الأولى قد عقدت ليل أمس الأول، في مجمع «بيال» في بيروت.

صحيح ان «السياسة أكلت من اليوم الافتتاحي للمؤتمر وشربت» على حساب الشق الاقتصادي ـ الاجتماعي وإشكاليات الاحوال الشخصية والشؤون الدينية، وهو ما رأى فيه بعض المراقبين أمرا طبيعيا فيما أعرب البعض الآخر عن استغرابه، إلا ان تأكيد التنسيق والتنظيم الدرزي «غير المقيد بحدود» بقي هدف رئيس على جدول اعمال المؤتمرين في قصر المير أمين في بيت الدين.

ممثلو جمعيات درزية في الاغتراب، نافذون، ومهتمون بالشأن العام ناهزوا الـ400 شخص من 36 دولة التقوا «تحت عنوان إسلامي ـ عربي»، ومحور البحث يلخصه مُقرّر لجنة الاغتراب المهندس سامر ابو مجاهد، فيُثني بداية على «الرعاية المزدوجة والاستثنائية لهذا المؤتمر من النائب وليد جنبلاط والامير طلال ارسلان»، ويقول إن النقاشات تجري على حلقات دراسية تبحث مجمل الشجون الدرزية، واهمها الشأن الاقتصادي حيث يتجه المؤتمرون الى تحفيز المتمولين على الاستثمار في مشاريع اقتصادية ـ خدماتية تخدم الموحدين الدروز في لبنان، إضافة الى تقديم مساعدات تستهدف الفئات المعوزة، كما تطرق أبو مجاهد الى مسائل الاحوال الشخصية المطروحة ايضا على بساط البحث.

يتحفظ ابو مجاهد على الدخول في الشق السياسي للمؤتمر، لكنه يؤكد ان اليوم الثاني عرض في أولى جلستيه تنظيم العلاقة مع الاغتراب، كما تناول في الجلسة الثانية المسألة الاقتصادية الاجتماعية على ان تبحث اليوم (الاربعاء) في جلستين ايضا المسائل الدينية والاحوال الشخصية، قبل ان تظهر الى العلن المقررات النهائية غدا الخميس.

ويقول ابو مجاهد إن التوصيات الختامية ستأتي ضمن اربعة بنود؛ اولها، الشأن الديني، فالاحوال الشخصية، الشق الاقتصادي ـ الاجتماعي، واخيرا تنظيم العلاقة مع الاغتراب. وأضاف ان لجنة متابعة مكونة من رؤساء الجمعيات الاغترابية ستــكون من ضمن مهامها متابعة كل ما يصدر عن المؤتمر على أن تأخذ في الحسبان كذلك مسألة التحضير للمؤتمرات المقبلة «التي تقرر عقدها دوريا كل سنتين».

وهّاب: حالة تشرذم

المؤتمر الذي يصفه المؤتمرون في بيت الدين بـ«التاريخي والاول في لبنان منذ ايام الامارة المعنية»، يغيب عنه رئيس تيار التوحيد اللبــناني وئام وهاب. هو لم يحضر الجلســة الافتــتاح ولا ما تلاها، على الرغم من الدعوة الرسمــية الموجــهة اليه. ويبــرر عدم حضوره بقوله إن «الدروز بحاجة لجهود جدية على أكثر من صعيد لمساعدة المجتمع الدرزي».

هذا وتوقفت أمانة الاعلام في تيار «التوحيد» عند مؤتمر المغتربين «وبدل ان يكون تكريساً لمنطق الانفتاح الحاصل بين جميع الاطراف السياسية الدرزية، وتوافقها حول مجموعة من الثوابت والمرتكزات القومية لطائفة الموحدين الدروز، جاء يخلق حالة من الانقسام والتشرذم لم تقتصر على وحدة أبناء الجاليات الدرزية فحسب بل تعدّاها الى مستويات اخرى»، وفق ما جاء في بيان للتوحيد.

وتساءلت أمانة الاعلام في «التيار» عن استبعاد المرجعيات الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز عن مثل هذا المؤتمر، «وهل وصل وضع شيخي العقل نعيم حسن ونصر الدين الغريب الى الحد الذي يسمح للبعض بإقصائهما بهذه الطريقة عن المؤتمر (...)».

واذ أعلن «تيار التوحيد» موقفه الرافض لانعقاد «مؤتمر المغتربين الدروز»، أكد انه بصــدد تنظيم مؤتمر شامل في المســتقبل القريب يبحث في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للموحدين الدروز.

جولة على المرجعيات

وفيما المؤتمر منعقد في بيت الدين، كان وفد من دروز الـ 48 يجول على القيادات الروحية الدرزية العليا، وهم المعروفون بأصحاب «المدوّريات». البداية كانت في بعقلين حيث زار الوفد المرجح الروحي الدرزي الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين، قبل ان ينتقل الى الباروك لزيارة مزار المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي. بعدها توجه مشايخ الـ 48 الى عرمون واجتمعوا الى الشيخ ـ المرجع ابو سعيد امين ابو غنام حيث أقيمت على شرف الضيوف مأدبة غداء، ليتوجه الوفد بعدها الى معصريتي ومنها الى شارون للقاء المرجعية الروحية الشيخ أمين الصايغ.

الكلام في السياسة غاب غيابا شبه كلي، ليقتصر الحديث في محطات الجولة كافة على الكلام الديني واللياقات الاجتماعية.

خلدون زين الدين