وقع خلاف منذ أيام عدة في محلة الأوزاعي. طُعن فيه محمد عسّاف بالسكاكين فنُقل إلى المستشفى للعلاج. فكّر أفراد عائلته بالرد لكن غضبهم هدأ كجمر تحت الرماد، لكن الأمر تطوّر مساء أول من أمس فسقط قتيل وأربعة جرحى من آل عساف بالرصاص
يعود تاريخ الخلاف إلى نحو ثلاثة أسابيع خلت. فقد بدأ الخلاف إثر قيام شاب من آل السبلاني بنزع علم لأحد المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم في أحد أحياء منطقة الأوزاعي. نزعه الشاب فاعتدى عليه شبّان عديدون من آل عسّاف بالضرب. يقول أحد أفراد عائلة عسّاف: «ضُرِب الشاب كفّين وتُرِك في حال سبيله»، ويُكمل الشاب، «ظننا أن الموضوع قد انتهى بعدما تقدم المعتدون باعتذار إلى عائلته». ظن عائلة عسّاف لم يكن في محلّه، فالحقيقة أن مفاعيل الخلاف لم تكن قد انتهت في حينه. رغم مرور الأسابيع الثلاثة عاد الخلاف ليتجدد منذ أيام عدة، فأثناء مرور محمد عسّاف من أمام مقهى إنترنت في حي «السبلاني» على درّاجته النارية. خرج شبّان من آل السبلاني واعترضوا طريقه، أوقفوه وسألوه عن اسمه ثم اعتدوا عليه بالضرب قبل أن يطعنه أحدهم طعنات عدة. هرب الشبان المعتدون فيما عاد محمد إلى الحي ليُنقل بعدها إلى مستشفى الرسول الأعظم لتلقي العلاج. «كان الوضع يغلي» في أوساط عائلة عسّاف وبدأ الحديث عن ضرورة الثأر لهذا الاعتداء لرد اعتبار العائلة.
ليل أول من أمس، كان التداول في كيفية الردّ لا يزال يجري وسط عدد من الشبان اليافعين في العائلة. فحضر أحد الأولاد ليخبر أن المعتدين على محمد موجودون على المفرق المؤدي إلى حي آل السبلاني. سارع الشبان الغاضبون إلى المكان المحدد، حاملين العصي والجنازير لكنهم لم يجدوا أحداً. وفي هذا السياق، يذكر أحد المشاركين في الإشكال لـ«الأخبار»: «لم نُرد العودة دون الاقتصاص من الفاعلين، الدم كان يغلي فدخلنا إلى حي آل السبلاني». دخل الشبّان الذين يحملون العصي والجنازير إلى داخل الحي، فاعترض طريقهم ثلاثة رجال، حاولوا تهدئة الشبّان الغاضبين، لكن عند هذا الحد تُساق روايتان متناقضتان إلى حدّ ما، فالرواية الأولى تذكر أن أحد شبّان آل عسّاف كان مسلّحاً فبادر إلى إطلاق النار مما دفع ببعض شبّان آل السبلاني إلى الرد على مطلق النار، فسقط قتيل وعدد من الجرحى. أما الرواية الثانية، فينقلها شقيق أحد المصابين في إطلاق النار، فيقول: «نجح الرجال الثلاثة بتهدئة الشبّان الغاضبين الذين أداروا ظهورهم وهمّوا بالعودة». يكمل شقيق المصاب: «أطلق آل السبلاني النار على شبابنا من الخلف لذلك جاءت جميع الإصابات في الظهر»، ويشير إلى أن المسلّحين بدأوا بإطلاق النار عشوائياً فأُصيبت فتاتان من آل عسّاف خرجتا إلى الشرفة لتريا ماذا يجري، ويلفت إلى أن عدد المصابين الذين سقطوا في إطلاق النار يبلغ ثمانية. وفي هذا الإطار، يذكر شاهد عيان لـ«الأخبار» أن إطلاق النار بقي مستمراً رغم وجود عناصر من الجيش اللبناني الذين لم يستطيعوا شيئاً. ويلفت إلى أنه رغم أن المشاركين في الخلاف وإطلاق النار معروفون بالأسماء، إلا أن القوى الأمنية لم توقف أحداً. لكنّ مسؤولاً أمنياً رفيعاً ذكر لـ«الأخبار» أن القوى الأمنية أجرت تحقيقات سريعة مع أفراد العائلتين
القوى الأمنية لم توقف أحدا لكنها أجرت تحقيقات سريعة
بعدما طوّقت مكان الحادث. وأكّد المسؤول المذكور أن الخلاف يرجع إلى ما قبل يومين، عندما طعن شاب من آل السبلاني محمد عسّاف. والمسؤول تحدّث عن اتّفاق يقوم بموجبه الشاب المشتبه فيه بالطعن، بتسليم نفسه إلى فصيلة الأوزاعي، لكنه لفت إلى أن الأوضاع تطوّرت أثناء تنفيذ الأخير الاتفاق مساء أول من أمس.
سقط قتيل وأربعة جرحى بل أكثر من ذلك. فقد تحدّثت الزميلة «الديار»، نقلاً عن مصادر أمنية، أن رصاصة طائشة نتيجة الاشتباك المسلّح في الأوزاعي أصابت الغرفة الأمامية للقيادة في طائرة بحرينية أدت إلى هبوطها اضطرارياً. ولفتت المصادر إلى أن إصابة الطائرة كانت في الزجاج الأمامي لقمرة القيادة.
لكن إدارة الطيران المدني أكدت أن هذا الخبر عار من الصحة، ولفتت إلى أن قائد طائرة «طيران الخليج» كان قد طلب من برج المراقبة في مطار بيروت عند الساعة 9,12 مساءً الهبوط الاضطراري في المطار وهو كان على علو 39 ألف قدم، نتيجة تعرّض زجاج قمرة القيادة الايمن لكسر ناتج عن عطل فني في زجاج الطائرة، وبالتالي انخفاض الاوكسجين داخل الطائرة، وعلى الفور اتخذت كل الإجراءات والتدابير اللازمة فهبطت الطائرة بسلام وأمان عند الساعة 9,34 مساءً على المدرج الغربي في المطار.
منطقة أزمات
تبدو منطقة الأوزاعي كأنها منطقة أزمات. إذ لا يكاد يمر أسبوع دون أن تسمع فيه عن وقوع اعتداء في هذا الحي أو اشتباك مسلّح في ذاك أو جريمة هنا أو جريمة هناك. وفي هذا الإطار، يشار إلى أن منطقة الأوزاعي شهدت في الأسابيع الأخيرة عدداً من الحوادث الأمنية، فقد أوقف أحد المواطنين نتيجة الاشتباه فيه بقتل زوجته، الأمر الذي تطوّر إلى هجوم مجموعة أشخاص من عائلة الزوجة المقتولة، على منازل تعود لعائلة الزوج وأقاربه ومحاولة طردهم من المنطقة. كذلك يشار إلى أن منطقة الأوزاعي تضم منازل خمسة مطلوبين من آل شمص للاشتباه بهم في جريمة قتل الزيادين، والذين لا يزالون متوارين عن الأنظار.
من جهة ثانية، لفتت التقارير الأمنية الصادرة أخيراً، إلى أن الإشكال وقع أول من أمس قرب فصيلة الأوزاعي، وذلك بعد تجدد «خلافات عائلية سابقة»، واللافت أن التقارير لم تورد هوية مطلقي النار، بل جاء فيها أن مجهولين أطلقوا عيارات نارية عدة.
تعليقات: