الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
السيد حسن نصرالله: هناك مشروع كبير يستهدف لبنان والمقاومة من خلال المحكمة الدولية
حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم الخميس من انه تم ادخال لبنان في مرحلة حساسة جداً من باب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرار الظني الذي سيصدر عنها، مشيراً الى ان هناك مشروعاً كبيراً يستهدف المقاومة، لبنان والمنطقة بعد فشل كل الخيارات السابقة وكل التجارب السابقة. واعتبر ان المشروع الجديد يستهدف المقاومة بالذات والمباشر هذه المرة وليس من خلال استهداف حلفائها في لبنان او سندها في سوريا بل مجدداً عبر المحكمة الدولية ومن خلال استغلال قضية محقة وعادلة وعاطفية يجمع عليها اللبنانيون وهي قضية استشهاد واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد ان استنفذت كل اغراض المرحلة السابقة.
واذا اشار السيد نصرالله في مؤتمره الصحافي الذي عقده في "مجمع شاهد التربوي" في الضاحية الجنوبية لبيروت وظهر فيه عبر شاشة كبيرة الى انه في السابق تأجلت مواعيد اصدار القرار الظني لاسباب سياسية لكنه اشار الى ان كل المعطيات تشير الى ان هناك جدية فوق العادة لاصدار هذا القرار بالنظر لما يعد لفلسطين ولبنان وكل المحيط . واكد سماحته ان البعض يعتبر ان التوقيت مناسب ويبدو أن هناك في الخارج والداخل من لا يجد مصلحة في استمرار حالة الاستقرار التي نشأت بعد تشكيل حكومة الوحدة ولا مصلحة في انفتاح اللبنانيين ويعتبر ان اعطاء المزيد من الوقت للمقاومة التي يشتد عودها وتقوى وتستفيد من عنصر الزمان. وشدد على انه وبناء على ذلك فان المطلوب اخذ لبنان والمقاومة للمكان الذي يخدم المشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة، مؤكداً ان الكل يعلم ان المقاومة تشكل اهم عقبة امام اي مشروع تسوية يفرض شروطاً اميركية اسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين ويجب ازالة هذه العقبة.
واوضح السيد نصر الله ان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ابلغه ان القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري سيتهم عناصر في حزب الله.
وقال السيد نصر الله "ابلغني الحريري ان قراراً ظنياً سيصدر وسيتهم افراداً في حزب الله غير منضبطين". واضاف ان الحريري وعده قبل زيارته لواشنطن في ايار/مايو الماضي بانه "اذا حصل اي شيء فساظهر في الاعلام واقول ان الحزب لا علاقة له وان اناساً غير منضبطين عملوا على ذلك".
وتابع الامين العام لحزب الله ان "كل المعطيات لدى حزب الله تشير الى ان القرار الظني كتب قبل التحقيق مع عناصرنا، وتحديداً في العام 2008، وتأجل اصداره ربما لاسباب سياسية".
واكد الامين العام لحزب الله ان كل هؤلاء الذين اعترضوا على كلامه الاسبوع الماضي هم يعلمون ويريدون ان يأتي القرار الظني وبالتالي فان الماكينة الدولية التي كانت جاهزة عشية اغتيال رفيق الحريري هي اليوم جاهزة عشية صدور القرار الظني.
ودعا السيد نصرالله القيادات السياسية في 14 آذار لمراجعة حقيقية ونقد ذاتي صريح مع انفسهم ومع اللبنانيين جميعاً وليس فقط جمهورهم لان نتيجة الخيارات والسياسات التي اتخذوها خلال الاتهام السياسي لسوريا كانت على كل لبنان والمنطقة.
كما ودعاهم لمراجعة كل ما قالوه وفعلوه وبأن عليهم مصارحة جمهورهم بهذه الاخطاء التي ارتكبوها متمنياً ان يكون لدينا خاتمة لهذه المرحلة وللدخول في مرحلة جديدة عنوانها علاقات ممتازة ومميزة وعظيمة بين لبنان وسوريا وللبدء بمرحلة جديدة عنوانها التعاون والاخوة والتنسيق والصداقة ووحدة المصير والانتهاء من مرحلة العدو من ورائكم والبحر من امامهم التي اطلقها بعض الفلاسفة العظام.
وختم سماحته بالتوجه بالنداء الى القيادات السياسية الى انه اذا لم تقم بمراجعة ولم تصحح اخطاءها فانها بعقليتها وادائها وسلوكها اخذت لبنان 4 سنوات ونصف الى اصعب مرحلة في تاريخه وكنا كل يوم على حافة حرب اهلية. وتوجه بالسؤال الكبير: "هؤلاء وكجزء من مشروع كبير في المنطقة يريدون اخذ لبنان الى اوضاع مشابهة وربما ما هو أسوأ؟".
وشدد في نهاية كلامه على طمأنة الجميع ان حزب الله ليس خائفاً من شيء على الاطلاق ابداً. وقال:"من يتآمر على المقاومة ومن يتآمر على لبنان والذي فشلت كل مشاريعه هو الذي يجب أن يكون خائفاً وقلقاً لان مشاريعه ستفشل وتخسر وتهزم من جديد. نحن أبداً ليس خائفين وقلقين فنحن أهل حق نعرف المسؤوليات التي نحملها والأرض التي نقف عليها ونقول للبعض ممن لم يحسبوا ابدا بطريقة صحيحة أن يحسبوا هذه المرة صح ولا يخطئوا".
وهنا نص المؤتمر الصحافي كاملاً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
الليلة اخترت الساعة الثامنة والنصف, وأحد الأصدقاء قال لي من الذي يعقد مؤتمراً صحافياً الساعة الثامنة والنصف فقلت له إنني طامع بالصحافيين والناس, من حق الناس أن يسمعوني جيداً وأن لا يعتمدوا فقط على الاقتباسات التي تقوم بها وسائل الإعلام, وهذا أمر طبيعي أن تقوم وسائل الإعلام بأخذ بعض الجمل وبعض المواقف وتعبر عنها إما بأمانة أو بدون أمانة (حسب يعني).
لكن طمعي أن يستمع الجميع، وأن أتيح فرصة لأن يستمع الجميع نظراً لأهمية الوضع الذي نحن فيه, كما اعتدتم واعتاد اللبنانيون أنني أتحدث عن الأمور بصراحة ووضوح خصوصاً في المراحل المعقدة, من هنا سنبدأ من دون مقدمات.
أعتقد انه يجب علينا جميعاً أن ندرك ونعرف من الآن أن لبنان تم إدخاله (ومن أدخله بعد قليل سنتكلم عنه) في مرحلة حساسة جداً, ونحن أمام مرحلة حساسة ومعقدة ودقيقة, لكن يدخل لبنان إلى هذه المرحلة الحساسة والمعقّدة والدقيقة، هذه المرة ليس من باب أحداث داخلية ولا من باب حرب إسرائيلية, إنما من جديد من باب المحكمة الدولية وما يقال عن قرار ظني جديد سيصدر قريباً. البعض استغرب على مدى الأسبوع الماضي بعد خطابي الاول الذي تكلمت فيه عن موضوع الاتصالات (أنه لماذا حزب الله يتكلم؟ ماذا هناك؟ خيراً إن شاء الله؟ ما القصة؟). البعض استغرب, الشباب متفاجئون في البلد, ليس لديهم علم بشيء أبداً وتفاجئوا, هناك آخرون ذهبوا إلى حد النقاش في حقنا في أن ندافع عن أنفسنا, وإذا خرجنا نقول إن هناك مؤامرة وهناك توجه، هناك شيء خطر يستهدف المقاومة ويستهدف البلد ونريد البدء نشرح ولم نبدأ بالشرح, (في ذلك اليوم أنا لم أتحدث سوى بموضوع الاتصالات، نحن لا حق لنا، لأنه إذا دافعتم عن أنفسكم هناك من يتوتر، هناك من ينزعج خاطره لذلك ليس لديكم الحق), هناك من ناقشنا بحقنا, وهناك من ذهب أبعد من ذلك.
هناك بدعة فلسفية قضائية لا نظير لها في تاريخ البشرية (وانتم تعرفون انه تاريخيا من يتهم يدافع عن نفسه, من يشار إليه بالبنان يدافع عن نفسه, يشرح ويبيّن ويوضح), هناك فلاسفة جدد في لبنان خرجوا يقولون إنه عندما يخرج أحد ليدفع عن نفسه ذلك يعني أنه يقرّ بالجريمة وهو متورط وإذا كان غير متورط لماذا يتكلم ولماذا يدافع عن نفسه, طبعاً هذا الشيء من الإبداعات اللبنانية الاستثنائية.
دعونا نتكلم الليلة، ونبدأ من الليلة ولن أتكلم عن المواضيع كافة لأن الوقت لا يتسع كما أن هناك شيئاً سنتكلم عنها لاحقا, لكن الذي سنتكلم عنه في الحقيقة مؤلف من قسمين, قسم سأتكلم عنه الليلة وقسم سأتكلم عنه في مؤتمر صحافي آخر لأنني لا أريد أن أحجز الناس لمدة تتجاوز ساعتين أو ثلاث ساعات وهم يستمعون لي، كما أن القسم الثاني يريد القليل من التنضيج والأكثر من المعطيات والتشاور. كي نتحدث عن هذه الأمور كما هي وبصراحة.
نعم، كل المعطيات التي هي عند حزب الله تقول إنه تم ـ وقبل التحقيق، حتى قبل التحقيق مع بعض شباب الحزب في شهر نيسان, وكتب منذ العام 2008, "وإنشاء الله في القسم الثاني كي نشوقكم للقسم الثاني" ـ كتابة قرار ظني، لكن تم تأجيله لأسباب سياسية. وهذا القرار مكتوب وموجود وكل المشاورات التي أجراها السيد بلمار في واشنطن ونيويورك مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ـ وهذا تم الحديث عنه في الإعلام ومع المسؤولين الفرنسيين وفي أماكن أخرى ـ كلها لها علاقة بالتوقيت السياسي, في الظرف، وليس لها أي علاقة بالمضمون، لأن المضمون كتب منذ وقت طويل.
حسناً، إن الذين وجهوا الأسئلة لنا: ما الذي لديكم وإذا ما كنتم تعلمون شيئاً لا نعلمه؟ كلا، أنتم الذين أخبرتمونا.
قبل سفره إلى واشنطن قام دولة الرئيس سعد الحريري بزيارتي مشكوراً على هذه الزيارة, وإنما أنقل ما أنقل الآن من موقع تقييمي بأن الرجل كانا حريصاً وكان يتكلم من موقع الحرص والاستعداد للتعاون من أجل حماية البلد, فقال لي يا سيد في شهر كذا أو شهر كذا (والآن أنا أريد أن أقلل المضمون ما أمكن), سيصدر قرار ظني يتهم أفراداً من حزب الله وهؤلاء جماعة ليسوا منضبطين وليس هناك أي علاقة للحزب, وأنا قد وعدتكم سابقاً أنه إذا جرى هكذا شيء أنا أخرج إلى الإعلام وأقول أن الحزب ليس له أي علاقة وهؤلاء الناس ليس لهم أي علاقة، لكن هناك أناس غير منضبطين, وهم الذين قاموا بهذا الموضوع, و(تحدث عن) البلد وحساسية البلد والوضع في البلد ولكي نتعاون. وطبعا لقد تم النقاش بهذا الموضوع, وأكتفي بهذا المقدار من مضمون الجلسة، لأن هذا المقدار كان يجب أن اذكره لأقول إنهم مبلغون به, رئيس الوزراء مبلّغ به وتكلم معنا بالأمر من موقع الحرص والاستعداد للتعاون, لكن غير ما قاله لنا رئيس الوزراء, ففي البلد يوجد مسؤولون أمنيون وانتم تعرفونهم ولا أريد أن أكثر من ذكر الأسماء هذه الليلة, وكذلك مسؤولون سياسيون وسفراء, كتاب, صحف، ومجالس, الجميع يتكلم بهذا الموضوع ومنهم من يقول إنه في أيلول والآخر يقول في تشرين الأول، والبعض يقول في شهر تشرين الثاني, يمكن أن يتفاوتوا في تحديد الزمان لكنهم مجمعون على المضمون, أي أن هذا مضمون القرار الظني, ونحن ذهب شبابنا إلى التحقيق كشهود وسيأتي وقت لأقول ماذا حصل معهم في التحقيق, والمفترض انه لا زال هناك لوائح أخرى (من الشباب) سوف يتم التحقيق معهم بعد عيد الفطر لأنه يوجد الآن عطلة صيفية عند لجنة التحقيق الدولية, لماذا يعذبون أنفسهم؟ طالما أن القرار الظني مكتوب فلماذا تأخذون الناس إلى التحقيق؟
لا يبسطنّ أحد الأمور أو يظهر انه لا علم له, فالأمور ذاهبة إلى هذا الاتجاه، إلى أن توّج هذه المعطيات تصريح رئيس أركان جيش العدو اشكنازي, وبدأ يٌُكتب في لبنان وواشنطن وعواصم أخرى سيناريوهات الوضع اللبناني ما بعد صدور القرار الظني. أي أن العالم يتعاطى على انه يوجد قرار ظني سيصدر وهذا الأمر قد تم الانتهاء منه, الآن تعالوا لنناقش ما بعد صدور القرار الظني، ما الذي سيحصل؟ إلى أين ستذهب الأمور؟ ما الذي يجب فعله؟
كل الذين اعترضوا على كلامي في الأسبوع الماضي يعلمون علم اليقين بالموضوع وهم يريدون أن يبقى حزب الله ساكتا, لا يتكلم, لا يشرح ولا يوضح حتى تأتي لحظة صدور القرار الظني ,وحتى لو صدر القرار الظني ليقول إن أفراداً من حزب الله (ارتكبوا الجريمة) وهذا نرفضه قطعا ويقينا، ولكن كل الإعلام سيقول إن حزب الله متهم ومدان، ونحن نرفض حتى اتهام أفراد من الحزب، وأعتقد أن الماكينة الإعلامية والسياسية المحلية والدولية التي كانت جاهزة عشية استشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي عملت ما عملت بعد 14 شباط هي الآن جاهزة عشية صدور القرار الظني، لذلك نحن ـ وبوضوح شديد ـ نعتبر انه وبعد كل ما جرى في المرحلة الماضية، هناك مشروع كبير يستهدف المقاومة ولبنان والمنطقة، بعد فشل كل الخيارات والتجارب السابقة، الآن هناك مشروع جديد يستهدف المقاومة مباشرة وليس من خلال استهداف حلفائها في لبنان أو سندها في سوريا وإنما يستهدفها مباشرة ومن خلال المحكمة ومجدداً من خلال استغلال قضية محقّة وعادلة وعاطفية ويجمع عليها اللبنانيون هي قضية استشهاد واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد استنفاذ كل أغراض المرحلة السابقة, المحكمة استخدمت لاستهداف سوريا وهذا الموضوع قد انتهى, استخدمت لاستهداف حلفاء سوريا بلبنان وهو ما استنفد أيضاً, واليوم المطلوب استهداف المقاومة. حتى أكون دقيقا أنا لا أجزم أن قرارا ظنيا سيصدر في أيلول أو تشرين أول أو تشرين ثاني أو كانون الأول، في السابق حُددت مواعيد بشكل جازم وقاطع وقد أُجّلت لأسباب سياسية وقد تثبت المواعيد المطروحة لأسباب سياسية وقد تؤجل لأسباب سياسية لكن كل المعطيات الموجودة لدينا تدل على أن هناك جدية فوق العادة الآن لإصدار هذا القرار ضمن الظروف الحالية للبنان والمنطقة بالنظر لما يتم إعداده للمنطقة في فلسطين وفي لبنان وفي كل المحيط الذي نوجد فيه، يمكن انه هناك البعض يعتبر أن التوقيت الآن بات مناسبا ويبدو أن هناك في الخارج والداخل اللبناني أيضا من لا يجد مصلحة في استمرار حالة الاستقرار التي نشأت في لبنان بشكل واضح بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ولا مصلحة في انفتاح اللبنانيين على بعضهم البعض ولا مصلحة في أجواء التعاون السائد الآن في البلد ويعتبر أن إعطاء المزيد من الوقت للمقاومة التي يشتد عودها وتقوى وتستفيد من عنصر الزمان لم يعد هناك مصلحة في اعطائها المزيد من الوقت والمطلوب أخذ لبنان والمقاومة إلى المكان الذي يخدم المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، والكل يعرف في لبنان وفي فلسطين والمنطقة ان المقاومة في لبنان بالتحديد تشكل أهم عقبة كؤود أمام أي مشروع تسوية يفرض شروطا أميركية وإسرائيلية على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين ويجب إزالة هذه العقبة.
في هذه المرحلة الحساسة الكل يطالب ويقول إنه كان يجب ان نتحمل المسؤولية ونتصرف بمسؤولية وبحكمة وبدقة تحمي البلد والمقاومة ولا نحقق الأهداف الإسرائيلية من خلال هذا الذي يُعد, عظيم نحن موافقون وهذا أمر جيد جداً، وبناء عليه فإن أول شرط لنتعاون ونتصرف بمسؤولية أن نستمع لبعضنا جيدا، ولا يعتمد أحد على قصاصات ورق يقدمها مستشارون أو ملخّصون , بل في هذه المرحلة يجب ان نسمع بعضنا جيداً وكل كلمة لها معنى وكل جملة لها معنى وكل لفتة لها معنى, ولا يمكن أن يقال كل شيء بأي وقت.
أنا اخترت هذه الليلة لكي أتكلم بدقة ومسؤولية, عندما اُبلغنا أن القرار الظني سيصدر في الأشهر القليلة المقبلة وما تجمع عليه كل المعطيات والمعلومات أن هناك نتيجتين: الأولى التي نحن سعداء فيها جدا وهي نتيجة ممتازة (تلاحظون أنني دائما أحب أن أرى الشيء الجميل أيضاً) أن القرار الظني لن يتهم أحداً من الأخوة السوريين أو أحداً من الضباط الأربعة ولن يتهم أحداً من حلفاء سوريا في لبنان وهذه نتيجة جيدة، وهذا شق، وهو الشق الذي أريد أن أقول إنه إذا أردتم أن نتعاون تعالوا لنرتب عليه مجموعة مسؤوليات، قيامنا بهذه المسؤوليات يعني أننا جديّون وحريصون على التعاطي مع الشق الثاني أيضاً.
الشق الثاني أو النتيجة الثانية التي تقول إن الاتهام سيتجه إلى أفراد من حزب الله يُقال الآن إنهم عناصر غير منضبطين, وبعدها يصدر قرار أول وثانٍ وثالث، طبعا نحن لا نوافق على اتهام نصف فرد من حزب الله، فلا يفهمنّ احد أنني عندما أقول ثلاثة هذا يعني أن هناك فيما بعد خمسة وعشرة وخمسين ومائة, نحن نعرف جيداً النفق الذي يريدون أن يأخذونا جميعاً إليه.
والشق الثاني شق سيء فيما يعد من قرار ظني ونحن سنتكلم عنه في الأيام المقبلة كلاماً واضحاً ومتيناً ومستنداً ومستدلاً, موقفنا من المحكمة ورؤيتنا للمحكمة، توصيفنا لها وتقييمنا للتحقيق.
نحن في شهر نيسان عندما ذهب الشباب إلى التحقيق اجتمع وفد من عندنا مع مسؤول لجنة التحقيق الذي كان يباشر التحقيق واستمع إلى مجموعة أسئلة وملاحظات من قبل إخواننا وحتى هذه اللحظة لم يتم الإجابة على سؤال واحد , لأنهم أصلا غير جديين لا في الأسئلة ولا في التحقيق ولا في المتابعة لهذا الموضوع, وهذا كله متروك للشق الثاني.
اليوم سنتكلم في الشق الأول لأنه يمكن أن يتم التأسيس عليه, وعلى ضوء ما سأقوله اليوم سوف يتوضح معنا إذا كان هناك مرحلة ستختم وتبدأ مرحلة جديدة أم لا.
الشق الأول الذي تحدثنا عنه: الحمد لله أنه لا أحد من الإخوة السوريين ولا من الضباط ولا من الرؤساء في لبنان ولا من النواب والوزراء في لبنان، خصوصا من حكومة الرئيس عمر كرامي، وزير الداخلية وزير الدفاع، وزير الإعلام وأي وزير آخر (متهمون).
إن هؤلاء أصبحوا خارج الاتهام. هذا جيّد لأن هذه كانت رؤيتنا من اليوم الأول، ونحن منذ اليوم الأول قلنا لكم "يا جماعة طاولو بالكم". وأدخل مباشرة إلى المطالب.
وكمطلب أول أدعو القيادات السياسية في الرابع عشر من آذار لمراجعة حقيقية ولنقد ذاتي صريح مع أنفسهم ومع اللبنانيين جميعاً وليس فقط مع جمهورهم، لأن نتائج الخيارات والسياسات التي اتخذتها هذه القيادات كان انعكاسها على كل لبنان والمنطقة. فليقوموا بمراجعة هذا اول طلب.
والوحيد الذي كان لديه شجاعة وجرأة أن يقوم بمراجعة حقيقية وعلنية، ويقوم بنقد ذاتي وقاسٍ أحيانا كان رئيس اللقاء الديمقراطي الاستاذ وليد جنبلاط، الوحيد، أولا لأنه يملك هذه الشجاعة، وثانياً لأنه واثق من شجاعته، كما لأنه واثق من تفهم قاعدته للخيارات التي يأخذها، وأخيراً لأن ما فعله صحيح في هذه المراجعة، وعبّر عن هذه المراجعة في مواقفه ومقابلاته الصحافية وكلماته.
الليلة أنا دعوتي لكل قيادات قوى الرابع عشر من آذار الباقية أن تقوم بهذه المراجعة فيما بينها، وثانياً أن تصارح اللبنانيين بشكل عام وجمهورها بشكل خاص في مؤتمرات حزبية وتأسيسية، يتحدثوا بصراحة.. لا يكفي أن أقف وأقول: نحن نريد علاقات جيدة وطبيعية مع سورية عام 2010، بل يجب أن أقف وأقول لكل اللبنانيين نحن يا جماعة الخير منذ 2005 غلطنا كثيراً وكنا سنودي بكم إلى الهاوية والوادي أنتم والبلد والمنطقة، والله ستر.
هل تملكون هذه الشجاعة والجرأة أن تقولوا للبنانيين وللناس ولجمهوركم بشكل خاص. هذا الاستنتاج الذي وصلتم إليه ولكن لا تتجرأون أن تتحدثوا عنه بهذه الصراحة وتعبّروا عنه بطريقة أخرى فيها دبلوماسية ولياقة وحفظ ماء وجه.
القيادات الشجاعة والجريئة والمخلصة والحريصة، حتى بعد خمس سنوات، تقف وتقول للناس: نحن اشتبهنا واخطأنا ومعطياتنا خاطئة والطريق الذي سلكناه كان خطأً، "لا تؤخذونا يا جماعة" وأنا لا أطالب الليلة ولا اعتقد أحد في سورية (هم يتحدثون عن أنفسهم) ولا أحد يطلب منكم اعتذاراً.
في النهاية، مصلحة لبنان وسورية أن تكون هناك علاقات طبيعية، وهذا الذي كانت تنادي به كل قوى الثامن من آذار منذ الثامن من آذار، ولاحقا عندما قال العماد عون: طالما أن سورية خرجت من لبنان مشكلتنا مع سورية انتهت انتم جلته وخوّنتموه واتهمتموه بالانحراف. وكل ما كان ينادي به العماد عون كان علاقات طبيعية، وهذا ما كانت تنادي به كل قوى الثامن من آذار ونحن منها، جيد، الآن وصلنا إلى علاقات طبيعية ومميزة وممتازة والوفود ذاهبة وعائدة وكما يقال عندنا في القرى "الغباير تزعل"، عظيم هذا شيء جيد ومبشّر وأنا قبل أن ادخل عميقاً إلى باقي النقاط أقول: قوموا بهذه المراجعة.
وأود ان اذكر بشكل واضح وأقول: يا جماعة منذ الرابع عشر من شباط عام 2005 أقمتم الدنيا ولم تقعدوها واتهمتم سورية وحلفاءها في يوم واحد وساعة واحدة ونزلتم إلى الشارع واتهمتم وقمتم بدور المدعي العام دون تحقيق وحاكمتم وأدنتم وعاقبتم في ساعة واحدة، وأخذتم البلد كله بناء على هذا الاتهام.. لا أحد يتصور أنه هكذا وببساطة تمر الأمور "اننا اتهمنا سورية عدة سنوات والآن (بطّلنا) هذا تبسيط كبير للموضوع"
السوري متجاوب لأنه يريد علاقات بين البلدين، ونحن اللبنانيين لا يمكننا أن نتجاوز ماذا فعلتم بالبلد (على مدى) خمس سنوات والآن سأذكّركم ببعض العناوين.
ما هي الضمانة أن لا تأخذوا البلد خمس سنوات أو عشر أو عشرين سنة في متاهات أخرى وفي ذات العقلية ونفس الرؤية وبذات الخلفيات، وأنا أقول هذا حتى يتحمل الجميع مسؤولياته.
ما الذي جرى منذ الرابع عشر من شباط 2005؟ الإعلام والمنابر والصحف والكتابات، كلها سباب وشتائم، اتهامات، هتك لقيادات سورية ولبنانية، عائلات، أشخاص، قوى سياسية، أحزاب، تيارات، علماء دين، أربع سنوات عجاف، لم يبقَ هجاء ولغة فيها شتم وسب وقدح وذم إلا واستخدمت
خلال أربع سنوات، ما قمتم به من تحريض طائفية ومذهبي لا سابقة له، يمكن منذ مئة عام، على المستوى اللبناني. ما هو ذنب من حرضتم عليهم، ومنهم نحن وأخذتم إلى التحريض على حزب الله والطائفة الشيعية وعلى بقية المعارضين في بقية الطوائف والأكثر كان تحملاً للأذى الإخوة في المعارضة السنية، سواء كانوا رؤساء أو تنظيمات وعلماء دين أو اطر أو فصائل. ما هو السبب، وما هي الجريمة التي ارتكبها حلفاء سورية، أو ما سمي فيما بعد بقوى المعارضة ومن جملتهم العماد عون، كل هؤلاء ما هي جريمتهم؟ أن الناس خرجت لتقول أنتم تتهمون بلا دليل، تحاكمون بلا تحقيق، ترتبون نتائج وتستبقون الأمور.
أنا على التلفاز أكثر من مرة قلت عندما سئلت وقلت للشيخ سعد (الحريري) في منزله: أنت تتهم سورية. (فليكن لديك) دليل وأنا أقف إلى جانبك وليس أمامك لأزايد عليك، أنا إلى جانبك حتى ضد سورية. لكن اتهمها بدليل وأتِ بدليل، أدلة حقيقية.
كما من الأجواء والعمل الذي جرى في البلد، ووفود آتية وأخرى ذاهبة من أجل استهداف سورية في الداخل وفي الخارج وتحريض الدنيا كلها على سورية، تحريض الأنظمة العربية والمجتمع الدولي وتحريض أمريكا والدول الأوروبية وتم عزل سورية لسنوات على قاعدة هذا الاتهام.
وصل الأمر ببعض الأبطال في الرابع عشر من آذار أن يطالبوا بإرسال الجيش اللبناني إلى الحدود اللبنانية السورية لمواجهة سوريا، وهناك ناس (رفعوا السقف) أكثر ويودون القيام بعمليات في سورية.
الطعن بالاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسورية واتهام كل من وقع على هذه الاتفاقيات لأنهم قالوا إن هذه الاتفاقيات اتفاقيات ذل وهوان وتبعية واتهموا كل من وقّع على هذه الاتفاقيات من رؤساء حاليين وسابقين بالتبعية وبتضييع المصالح الوطنية، يومها قال لهم الرئيس نبيه بري: (طوّلوا بالكم قليلاً) اقرأوا، هذه الاتفاقيات بمعظمها لمصلحة لبنان أكثر مما هي لمصلحة سورية، وما جرى الآن هو ترقيع لبعض الاتفاقات وقاموا بعدة تعديلات شكلية.
(في) الإنتخابات النيابية عام 2005، ولا أود الدخول إلى بحث قانوني دستوري وحتى لا يقال إن السيد يود الليلة أن ينسف أساس كل شيء في البلد، لكن هناك عدة أمور بُنيت على باطل في هذا البلد.
في الانتخابات النيابية ماذا قيل لأهالي الشمال الذين يودون الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟ من يصوّت للوائح المقابلة (ومن هي اللوائح المقابلة؟ الرئيس كرامي والأستاذ وجيه البعريني والأستاذ جهاد الصمد وفلان وفلان والإخوة في جبهة العمل الإسلامي وما شاكل أو الإسلاميين الذين كانوا موجودين لأن الجبهة لم تكون آنذاك مشكّلة)، ماذا قيل، من يصوت لهؤلاء يصوّت لقتلة الرئيس الحريري. نظمت انتخابات على اتهام باطل لسورية ولحلفاء سورية في لبنان، وهذه الانتخابات أتت بغالبية وهذه الأغلبية أتت بحكومة، وهذه الحكومة أخذت قرارات ووقعت اتفاقيات، وهذا يحتاج لنقاش.
ومن يتحمل مسؤولية قتل أعداد كبيرة من العمال السوريين؟ اليوم نعود إلى البيئة. قيادة الرابع عشر من آذار هي تتحمل مسؤولية البيئة السياسية والشعبية والنفسية والتي أدت إلى قتل أعداد من العمال السوريين (بسبب) الخطاب العنصري الذي جرى.
مع اللبنانيين (ماذا حصل؟) فرضت عزلة على الرئيس لحود ومورست عليه ضغوط هائلة لا يطيقها أحد ويومها قلت: حقيقة انه رجل لأنه ليس معلوماً أن أشخاصاً آخرين يمكن أن يصمدوا كما صمد الرئيس لحود حتى اللحظة الأخيرة في قصر بعبدا.
وهل يتذكرون أنهم كانوا يودون القيام بمظاهرات ليحتلوا قصر بعبدا. أيذكرون.
إسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي بالمظاهرات وبإحاطة المجلس النيابي، اتهام الحكومة بكل وزرائها، عزل قضاة من مناصبهم، عزل ضباط من مناصبهم، ألقي ضباط كبار كان يقوم عليهم الأمن اللبناني في السجون.
هذا كله جرى خلال السنوات الأربع، الذي تغير وأنا أقول لكم ماذا تغيّر. أولاً الذي لم يتغير هو أنه منذ الرابع عشر من شباط لا يوجد أي دليل يدين سورية ولا حلفاءها. وما تم التوصل إليه ليس جديد ومنذ البداية لا يوجد دليل.
لكن عندما ظهرت التهمة السياسية ذهبوا ليبحثوا عن الدليل. هذا القضاء العادل والنزيه. تتهم وتحاكم وتنفذ الحكم ولاحقا تذهب وتشكل لجنة تحقيق ومحكمة دولية وتبحث عن الدليل.
وأتوا بشهود الزور. ونحن يا أيها الشعب اللبناني العزيز والشريف نحن أبناء حارة واحدة ولا يوجد سر في هذا البلد وكل الناس يعلمون من أتى بالشهود ومن هم الشهود ومن فبركهم، وكيف علّموهم ماذا يتكلمون وأين أطعموهم وأين أخذوهم واين رفّهوهم وكم قبضوا من المال وكم يعطوهم مالاً الآن. هذا معروف. كان العمل على فبركة دليل وكل الرهان كان على أن الهجمة تستمر وحلفاء سورية ينهارون والمعارضة اللبنانية تنهار وسورية تنهار وعندما تصبح أنت منهاراً ومشطوباً وضعيفاً ومعزولاً يصدر بحقك ليس مئة قرار ظني بل 100 إدانة من محكمة دولية هؤلاء قضاتها (وأتحدث لاحقاً) وهؤلاء ضباط تحقيقها (أتحدث لاحقاً).
صمود سورية أمام الضغوط الدولية والإقليمية والعربية، صمود المعارضة في لبنان أمام كل هذا الكم الهائل من الحرب النفسية والحملات وأمام حرب تموز 2006 التي نعيش ذكراها جعل الموضوع السياسي يتغير، هذه المستجدات فرضت أنهم عليهم الاعتراف بالحقيقة: لا يوجد دليل على سورية ولا على حلفائها لأنه منذ البداية لا يوجد دليل. حسناً لم يعودوا قادرين على المتابعة ولا يستطيعون عزل سورية ولا يستطيعون القضاء على المعارضة فانتهى هذا الموضوع، إذاً هذه مرحلة استنفذت، فلنرتب الأمور من جديد ونزور سورية ونجلس مع السوريين ونطمئنهم ونريّحهم، وهذا أمر نعتز به ونعترف أنه من انجازات صمود سورية وصمود المقاومة في لبنان. هذا من أهم النتائج التي تحققت اليوم.
نعم مطلوب أن تقوموا بمراجعة حقيقية لكل ما قلته وكل ما قمتم به وأن تصارحوا جمهوركم وناسكم والشعب اللبناني بهذه الأخطاء التي ارتكبتموها. وأنا أتمنى أن يكون لدينا خاتمة لهذه المرحلة نختم المرحلة السابقة بها ونقول نعم نحن دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها علاقات طبيعية وممتازة ومميزة وعظيمة بين لبنان وسورية، وفي هذا السياق أنا شخصياً من الناس الذين يستعجلون مع بقية اللبنانيين زيارة الرئيس بشار الأسد إلى لبنان ويزور قصر بعبدا ويقف هناك ويستقبل الرؤساء والوزراء والنواب ونبدأ مرحلة جديدة عنوانها التعاون والأخوة والتنسيق والصداقة ووحدة المصير وننتهي من مرحلة العدو من أمامكم والبحر من ورائكم (التي أطلقها بعض الفلاسفة العظام).
النقطة الثانية المطلوبة برأيي (وهذا له انعكاسات على تعاطينا مع الشق الثاني من القرار الظني) وأنا لا أتحدث هكذا وهذا له علاقة بتعاطينا السياسي ورؤيتنا وموقفنا وموقعنا في الساحة لأن هذا الذي يكشف أن هؤلاء الناس حريصون هؤلاء رجال دولة أم رجال ميليشيات هذه قيادات تود بناء بلد وتعمر بلداً أو هي معصومة عن الخطأ ولا ترتكب أي خطأ ولا تتوب عن خطأ.
الأمر الإضافي الذي أطالب به: أنتم لا تودون محاكمة شهود الزور ولا تودون محاكمة من صنعهم وهؤلاء أولى بالمحاكمة، من فبركهم، لأنهم ضللوا التحقيق عمدا، لأن شهود الزور أدوات. جاءوا بشخص أعطوه مالاً، إنسان محتاج فقير وقالوا له اذهب وقل هذه الكلمات عند لجنة التحقيق، ومن ضلل التحقيق أكثر من شهود الزور هو من يقف خلف شهود الزور، وكلنا نعرفهم وبعض شهود الزور تحدثوا على الشاشات وهم موجودون وتحدثوا خلال مؤتمرات صحافية وجاهزون أن يتحدثوا أمام المحكمة الدولية لكن لا يوجد من يود استدعاءهم لأنها فضيحة سياسية وقضائية وأخلاقية لها أول وليس لها آخر.
حسناً، لا تودون أن تحاكموا لا شهود الزور ولا الذين فبركوا بالحد الأدنى. هناك شيء يسمى رفع آثار الظلم كما يقال، ورفع آثار العدوان. هؤلاء الذين ظلموا بناءً على شهود الزور بناءً على هؤلاء ارفعوا الظلم عنهم، الظلم المعنوي والسياسي والمادي. ألا يستحق عائلات العمال السوريين أن يتحمل (أحد ما) مسؤولية أخلاقية تجاههم، قضائية وجزائية، حسناً، ألا تستحق سورية كلاماً مختلفاً منكم. ألا يستحق القادة السياسيون اللبنانيون وأبدأ من الرئيس لحود والرئيس كرامي والوزراء والنواب، (حزب الله وحركة أمل دعوهم على جانب)، القضاة، ألا يجب أن تعيدوهم إلى مناصبهم أو إلى مناصب مشابهة لها؟ الليلة أطالبكم إن كنتم أهل عدل وأهل حق أعيدوا الضباط لمواقعهم ولو لسنة واحدة، (سيزعل رؤساء الأجهزة الأمنية)، أعيدوهم إلى مناصبهم كرد اعتبار لسنة واحدة، فيعود مدير عام الأمن العام مديرا عاما للأمن العام، ويعود مدير المخابرات مديراً للمخابرات، ومدير عام قوى الأمن الداخلي مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي ويعود قائد الحرس الجمهوري لمنصبه، ألم يتبين أنه ليس لهم علاقة؟ قوموا بذلك. ألا تتحدثون عن الدولة وتتحدثون عن القيم والقانون والعدالة؟ هذه هي العدالة.
ليست العدالة أن نجلد الناس ونصلب الناس لأربع سنوات ونسبّها ونهينها ونعتدي عليها وفي النهاية (نقول) بسيطة يا شباب ولا يقال إننا أخطأنا. هذا الأمر الثاني الذي يحتاج إلى علاج.
وأختم بالنداء التالي للبنانيين جميعاً ولكن بشكل خاص لجمهور الرابع عشر من آذار الذين كنت دائما أخاطبهم واقول لهم إنكم أهلنا وأخواننا ونحن وإياكم ضحايا مشاريع كبرى أكبر منا واكبر من لبنان.
النداء الذي أود أن أقوله هو التالي: هذه القيادات السياسية إذا لم تقم بمراجعة ولم تصحح أخطاءها، والذي أود قوله إن هذه القيادات السياسية بعقليتها وبطريقتها وبأداءها وبسلوكها أخذت لبنان أربع سنوات ونصف إلى أصعب مرحلة في حياته, كل يوم كنا على حافة حرب أهلية، لا يوم واحد، بل كل يوم على حافة حرب أهلية, الذي عُمل في البلد، باقتصاده، بناسه، بأهله، بالجيران، بين بعضهم البعض، بالعائلات التي تفككت نتيجة التحقيق الطائفي والمذهبي بكل شيء. أربع سنين ومسحت آخر شيء بكلمتين, السؤال الكبير، وأنا أحب أن أقول لكم، هؤلاء كجزء من مشروع كبير في المنطقة يريدون أخذ لبنان إلى أوضاع مشابهة يمكن إلى ما هو أسوأ من هذه الأوضاع المشابهة ولا أعرف إلى الأمام, سنة واثنتين وأربع وخمس وعشر والله اعلم, أتريدون أن تكملوا معهم؟ وبعد كل هذه التجربة أتكملون معهم؟ أنتم أحرار، أنتم تحملوا المسؤولية, وكل الناس في البلد تتحمل المسؤولية, كل القيادات السياسية والدينية في البلد تحمل المسؤولية. أحب في الختام أن أقول لكي أطمئن الجميع: حزب الله ليس خائفاً من شيء على الإطلاق أبدا, انه لاحقيننا بالقرار الظني، فليصدروه ويخلصونا.
الإمام أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) عليه السلام يقول: "إن هبت أمرا فَقَع فيه". ماذا يعني؟ من يتآمر على المقاومة ومن يتآمر على لبنان والذي فشلت كل مشاريعه هو الذي يجب أن يكون خائفاً وقلقاً, لأن مشاريعه ستفشل وتخسر وتهزم من جديد, نحن أبدا لسنا خائفين ولسنا قلقين بل نحن أهل حق و(نحن نعرف حالنا شو عاملين), ونعرف ما هي المسؤوليات التي نحملها, ونعرف الأرض التي نقف عليها, وأحب أن أقول لبعض الناس إنهم حسبوا غلط كثيراً بالزمان, ودائما حسبوا غلط ،ولا مرة حسبوا صح، فليتعلموا من كل التجارب لكي يحسبوا صح هذه المرة، وما يحسبوا غلط. والسلام عليكم ورحمة الله. تفضلوا
أسئلة الصحافيين مع أجوبة سماحة الامين العام :
س: سأوجز سؤالي.. كي لا يقع لبنان مرة أخرى في قرار اتهامي ظالم كما ظلموا سوريا وقرار اتهامي يظلم المقاومة, هل يمكن إسقاط القرار الظني قبل ظهوره؟ وعبر من؟ هل يستطيع رئيس الحكومة الحالي أن يقوم بأي عمل في هذا الاتجاه أو تستطيع المملكة العربية السعودية أن تفعل شيئاً في هذا المضمار؟
أجاب سماحته: هناك فكرة أنا لم أتكلم عنها لأنني لا أريد أن أطلب شيئاً وأنا لا أطلب شيئاً, لأنه في موضوع القرار الظني نحن معتدى علينا, وعندما يُعتدى علينا نعرف جيداً كيف ندافع عن أنفسنا, لكن طالما جنابك سألت وأنا اعرف حرصك ومحبتك للمقاومة وطبعا الجميع أيضا حتى لا اعيد الجملة مع الكل, نعم يقدرون أن يفعلوا شيئاً كثيراً, ويقدرون أن يذهبوا لعند جماعة لعبة الأمم ويقولون لهم: البلد لا يحمل لعب, وبلا لعب، ويقدرون أن يقولوا, وأعتقد أن عندهم من المكانة ومن الموقع ما يخوّلهم أن يقولوا لهم اقعدوا بلا لعب, لان الذي يحصل هو لعب، وهذا الذي أريد أن اشرحه في المؤتمر الثاني إن شاء الله. والذي يحصل أكثر من لعب، ويقدرون أن يوقفوه , ولكن أنا لا اطلب منهم شيئاً , فليعملوا الذي يرَونه وليأخذوا القرار الذي يريدون.
سئل سماحته: سماحة السيد.. في الحديث عن التوتر الذي تشهده الساحة اللبنانية مع صدور القرار الظني , اليوم النائب وليد جنبلاط يسأل عن المصادفة بين تصريحات رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وتصريحات غابي اشكينازي ويستغرب، هل سماحة السيد حسن نصر الله يستغرب معه، أم أن هناك كلاما آخر حول هذه التصريحات؟
أجاب سماحته: ليس فقط هذه نستغربها، بل هناك الكثير من القضايا المستغربة, المهم أن اللبنانيين يلتقطوا (الصورة بشكل) جيد ويحللوا (بشكل) صحيح ويفكروا جيداً وأعتقد أنهم يقدرون أن يصلوا إلى نتائج صحيحة وجيدة.
سئل سماحته: سماحة السيد في الخطاب الأخير ما قبل هذا تحدثت عن أحداث أيار وأشرت إلى مسؤوليات يحب أن تسمى, واليوم في كلامك عن تداعيات السنوات الأربع لم تشر بكلامك إلى أحداث أيار ولم تتناول هذا الموضوع نهائياً, وكما فهمت أن الجزء الثاني (من المؤتمر الصحافي) سيكون عن القرار الظني وعن المحكمة الدولية وما بعدها وبالتالي إذا كان هناك مجال أن توجز لنا ما كنت تريد أن تقوله عن أحداث أيار ولم تقله؟
أجاب سماحته: ما أحببت المراجعة كي لا آخذ الكثير من الوقت, ذكرت عناوين وقلت اكثر من مرة وضعتمونا على أبواب حرب أهلية مفهومة , وأيضاً الذي تحدثنا عنه المرة الماضية بموضوع 5 ايار أعتقد هذا كافي.
سئل سماحته: في أكثر من مرة ذكر أنه في حال تكرر ما حصل في 5 أيار هناك 7 ايار , وقيل أيضا بحال صار أكثر من هذا هناك سبعين أيار, هل بحال لم يتوقف اللعب كما ذكرت حضرتك هل سنكون أمام سبعين أيار جديد؟
أجاب سماحته: أي شيء نريد أن نحتكم له أو نبني عليه نحن نقوله. فنحن بكل الأحوال ندرس أمورنا بشكل جيد ونتحمل المسؤولية بشكل جيد ونتصرف بشكل جيد, أنا لا أريد الآن أن أستبق الأمور.
سئل سماحته: سماحة السيد طلبتم من قيادات قوى 14 آذار أن تقوم بمراجعة لما قامت به وقالته على مدى السنوات الأربع. هل الاعتذار يكفي أم أن المطلوب هو استقالة أو اقله استقالة وزراء الرابع عشر من آذار من هذه الحكومة؟
أجاب سماحته: أنا كما رأيت لم أطلب منهم حتى اعتذار، وأنا متواضع كثيراً. مما طلبته منهم حتى اعتذار لم أطلب. قلت لهم اعملوا مراجعة وكلّموا أناسكم بصدق وصراحة فقط, وهؤلاء الناس يريدون أن يكمّلوا بالبلد وشركاء بالبلد. إلى هذا الحد طلباتنا متواضعة, والى ما قبل صدور القرار الظني نحن لا نناقش الموضوع الحكومي ولا نطلب من أحد أن يستقيل, وبعد القرار الظني نحكي.
سئل سماحته: ماذا لو تجاوب الداخل وتحديداً الرئيس سعد الحريري وقال كما نقل عنه إنه لن يحرق البلد من أجل دم والده. هل هذا برأيك سيؤثر على المحكمة وعلى القرار الظني؟ بمعنى هل ستسجيب المحكمة لو خرج الرئيس سعد الحريري وقال أنا سأرفض القرار الظني .. ولو استمرت المحكمة بما هي وبما تفضلت بأنها مشروع يتجاوز لبنان, ماذا سيكون موقفكم من الداخل اللبناني أيضا هل ستحملون سعد الحريري أو الحكومة او فريق 14 آذار المسؤولية في هذه الحالة؟
أجاب سماحته: أنا حتى الآن لم أحمل المسؤولية لأحد , أنت رأيت انني حملت المسؤولية لأحد بموضوع القرار الظني؟ "بعد بكير", أما ان الرئيس سعد الحريري كيف يتصرف, هو أهل المسؤولية وهو رجل موقف ويقدر ان يتصرف وهو يعرف كل الجلسات التي صارت بيني وبينه بالعمق نحن ماذا حكينا بهذا الموضوع وانا اذا اكتفيت بالمقدار الاول فقط لأخبر الذي عاتب علينا عما نحكي, انه لا, هناك معطى وهناك شيء جدي ولكن لم أذهب إلى بقية التفاصيل التي تحدثنا فيها بين بعضنا البعض, وانا دائما كنت اقول له: انتبه للتحقيق والفبركة بالتحقيق واللعب بالتحقيق وان يُستغل التحقيق والمحكمة لاهداف سياسية انت لا علاقة لك فيها, ونحن واياك يمكن ان نكون ضحاياها والآن هذا الواقع. ولا شك أن موقف كلينا سيكون صعباً اذا صدر قرار ظني مثل هذا النوع, هو موقفه صعب ونحن موقفنا صعب وكل واحد يجب أن يدرس ما هي المصلحة الوطنية التي تقتضي الموقف الذي ياخذه.
سئل سماحته: سماحة السيد اذا لم يستجيبوا لمطالبك ماذا سيحصل واي متى آخر مهلة لهم؟
اجاب سماحته: "طول بالك علينا شوي"! نحنا مطالبنا مطالب محقة، يستجيبون او لا بيستجيبون , قلت هذا سيؤثر على رؤيتنا وفهمنا والواقع السياسي والمستقبل السياسي وبالنهاية نعرف هذه الشراكة بين من وين والعالم كيف تتصرف بالازمات, نحن دعونا نكمل هذا النقاش لان الشق الثاني هو على درجة عالية من الاهمية ووقتها نتحدث بكل شيء ان شاء الله.
سئل سماحته: اعلنتم مرارا في اكثر من موقف خلال السنوات الفائتة انكم تحترمون القرارات التي تصدر عن المحكمة الدولية , الان يبدو انكم قلقون من قرار اتهامي قد يصدر بحق عناصر قد تنتمي الى حزب الله , اولا هل ستبقون على هذا الشيء بالنسبة الى احترام تنفيذ هذه القرارات , وثانيا ماذا لو صدر قرار اتهامي ولم يشمل أي عناصر من حزب الله ماذا سيكون موقفكم في هذه الحالة؟
اجاب سماحته: اولا احب ان اؤكد لك باننا لم نقل نحن في يوم من الايام اننا نحترم قرارات المحكمة الدولية،لم نقل لا نحترم ولم نقل نحترم, سكتنا عن هذا الامر نتيجة مصلحة البلد, والا فالكل يعرف اننا نحن من اول لحظة متشككون في المحكمة الدولية وطلبنا نقاشاً بالحكومة وكل اللبنانيين يعرفون ان نظام وقانون المحكمة تم تهريبه في الحكومة الاسبق, وكل الناس يعرفون انه لم يُعطَ لوزراء حركة امل وحزب الله حتى فرصة 3 ايام، ليس اسبوع، حتى يبدوا ملاحظاتهم انذاك في الحكومة وان هذا الموضوع تم التصويت عليه بطرقة غير قانونية وغير دستورية والى آخره, مع ذلك نحن سكتنا عن موضوع المحكمة , ومبدأ المحكمة ايدناه على طاولة الحوار لكن نظامها وقانونها واليات عملها هذا ان شاء الله اتحدث عنه بالمؤتمر الثاني , وهناك قضايا بالقانون وخصوصا التعديلات التي عمل عليها وواضح ان التعديلات التي عمل عليه لا لتصل الى العدالة بل لكي تركب افلام بشكل جديد.
طريقة عمل المحكمة وتركيبتها وتجربتها وقانونها والاستنتاجات التي تتصرف على اساسها انا شخصيا لا اقبل قرارات هذه المحكمة الا اذا استندت ـ لا ضدنا ولا ضد احد ـ والا اذا استندت الى ادلة حقيقية وصلبة, انا لا يظهر عندي ان هذه المحكمة ستصدر قرار اتهامي على اساس ادلة صلبة, اقول لك لماذا ؟ أي تحقيق لا يأخذ كل الفرضيات ولا يشتغل عليها ليس تحقيقا نزيها , والأن اذا قالت المحكمة ان تنظيم القاعدة هو الذي قتل الرئيس رفيق الحريري انا ارفض، ليس حزب الله بل تنظيم القاعدة لان هناك فرضية لم يشتغل عليها التحقيق الدولي ولا لحظة ولا ثانية , لا تحقيق ولا نقاش، الفرضية الاسرائيلية , ومع ان اسرائيل تملك الدافع وتملك المصلحة وتملك الامكانية وتملك السيطرة, وممنوع ان لجنة التحقيق الدولية تعمل على هكذا فرضية, لجنة التحقيق الدولية تتهم الذي تريده وطالما انها لم تعمل على الفرضية الاسرائيلية فهي ليست لجنة تحقيق نزيهة وبالتالي أي قرار تاخذه ليس مستنداً الى تحقيق نزيه.
ـ بعد لقائك الأخير مع العماد عون أشيع أنّه حرّضك على خصومه المسيحيين وأنّه طلب منك تغيير قواعد اللعبة وأنه في السياق استحضر هاجس تخويف المسيحيين... أيضا قرأ بعض المسيحيين عن البيئة الحاضنة للعملاء أنّ المقصود هو البيئة المسيحية، كيف تردون على هذه الإدّعاءات؟
السيد نصر الله : هذا جزء من الواقع السائد منذ سنوات في البلد، يعني الكذب، مثل اتهام سوريا من البداية واتهام حلفاء سوريا و "زت العالم بالحبوس"، كذب. ومثل الذي نحن ذاهبون إليه. العماد عون لم يتحدث معي على الإطلاق لا عن اجتياح مناطق مسيحية ولم يحرّضني على أحد ولم يتحدث عن تغيير قواعد لعبة، بل أزيدكم لم يتحدث نهائيا عن الموضوع الحكومي لأنّه قيل إنه تحدث معي عن التغيير الحكومي، أبدا.
الرجل قال الذي قاله أمام تكتل الإصلاح والتغيير ويتحدث به في كل مكان أنّ لديه قراءة لسيناريو يمكن أن يحصل وإن شاء الله لا يحصل، وأنا أحب أن أقول لكم أنّ هذا السيناريو موجود لدينا لكن لم نتحدث به وقتها، وهذا السيناريو سمعته منذ سنة من قيادات سياسية كبيرة في المنطقة أنّه يا سيّد انتبهوا، الأمور متجهة باتجاه كذا وكذا أي التي تحصل الآن، فالجماعة لا يتنبأون وللآن بالمعارضة ليس لدينا أنبياء. هو تحدث عن سيناريو لكن لم يتحدث أبدا عن تحريض ولم يتحدث عن التغيير الحكومي، كل ما قاله العماد عون هذا هو السيناريو وإذا أنتم غير منتبهين له فانتبهوا له وادرسوا أموركم ، موضوع المقاومة وموضوع جهوزيتكم لأنّ الأمور تتحضر بهذه الطريقة وأنا قلت له أنا موافق على رؤيتك تماما وهذا نفس قراءتنا وصدف أننا لم نجلس مع بعض منذ وقت طويل ولم نتحدث بهذا الموضوع.
الموضوع الثاني البيئة الحاضنة أنا قصدت البيئة العامة وهناك أحدهم سمع "الطائفة الحاضنة" وأريد أن أحسن الظن، لكن أين قلت أنا الطائفة الحاضنة!؟ وإذا قلت الطائفة الحاضنة أكون أسب نفسي فعدد كبير من العملاء شيعة فهل أستطيع أن أقول الطائفة الحاضنة الشيعة تحتضن العملاء؟ والذين أصابهم ما أصابهم مع بقية اللبنانيين وكان لهم الحظ الأوفر في حرب تموز فهل هذه بيئة حاضنة، هذه بيئة حاضنة للمقاومة وليس للعملاء. الجو الذي صُنِع في البلد والبيئة السياسية التي صُنِعَت في البلد هي البيئة الحاضنة. شخص آخر ـ وكلهم وزراء ـ وزير آخر سمعته أمس يقول : "لمّح وقصد"، "هل تعرف قصدي يا حبيبي" ويقصد (أن التلميح على) المسيحيين كلا لم أقصد المسيحيين. هناك بيئة سياسية صُنِعَت جعلت التعامل مع إسرائيل طبيعي لأنّه عندما يصبح العدو هو سوريا تصبح إسرائيل جار وإسرائيل صديق وإسرائيل سَنَد وإسرائيل ضمانة فإذا ثقفنا الناس هكذا فهذه هي البيئة الحاضنة فما المشكلة أن يتعاطى الشخص مع جاره ويعمل معه ويجمع له معلومات، هذه شغلة عادية في لبنان!.
ـ هناك معلومات سرّبت تقول أنّ فرع المعلومات بلّغ الحاج وفيق صفا بثلاثة مقاومين من حزب الله مخترقين من إسرائيل، وسمع النائب حسن فضل الله يجيب عن الموضوع ويقول أنّه صحيح أنّ فرع المعلومات بلّغ هذا الأمر ولكن بعد التحقيق تبين أنّ الخبر غير صحيح وأن هؤلاء المقاومين غير مخترقين وإنما ملاحقون من إسرائيل، وقال أيضا أنّ المقاومة سترد بالوثائق والوقائع، أنا اليوم أكرر السؤال وأقول لماذا فرع المعلومات بلّغ المقاومة معلومات خاطئة وما هي الوثائق والوقائع التي ستجيبون بها على هذا الإدّعاء؟
ـ السيد نصر الله : تعرفونني أنا دقيق ومنصف، الكل سابقا قال أنّي هاجمت فرع المعلومات لكن أنا شكرت فرع المعلومات ومدحته على الذي عمله وسألته سؤالا، ألا يحق لي أن أسأله سؤالا وللآن لم يأخذ أحدا جواب رسمي والذي سرّب في الإعلام أنا اعتبر أنّ الجواب غير كاف ويؤكد صحة معلوماتي، يعني أنّ من مدّة زمنية معينة يشتبهون بهذا الرقم وبقيوا كل هذا الوقت ولم يقدروا على معرفة هذا الرقم لمن، ليس هذا فرع المعلومات وإمكاناته...
على كلٍّ وحتى أكون أيضا منصفا، كلا، فرع المعلومات لم يعطنا معلومات خاطئة، فرع المعلومات لديه تحليل اتصالات هاتفية فيأتي بالإتصالات الهاتفية ويحللها وعلى ضوء التحليل يخرج باستنتاجات، وكل الدنيا تعرف أنّ الإستنتاجات القائمة على تحليل الإتصالات هي ليست استنتاجات يقينية ولا تؤدي إلى نتائج قطعية، نفس فرع المعلومات استدعى أناسا بناء على تحليل اتصالات وحقق معهم بتهمة العمالة وعاد بهم إلى بيوتهم ولدينا أسماؤهم، ومخابرات الجيش أيضا لطالما استدعت أناسا بناء على معطيات من هذا النوع وحققت معها ولم تشكل الإتصالات الهاتفية دليلا كافيا لاتهامهم بالعمالة وأطلق سراحهم. نعم هناك أناس بناء على تحليل الإتصالات الهاتفية تمّ التحقيق معهم واعترفوا بالعمالة ونتيجة اعترافهم بالعمالة حوّلوا إلى القضاء العسكري، لكن هناك أناس بقوا لآخر لحظة من التحقيق ليوم وثلاثة ولجمعة وجمعتين ولم يعترفوا وبعدها تمّ تثبيت عمالتهم من خلال وسائل أخرى، وهذا الأمر بحاجة لشرح فني وليس من اختصاصي وإن كنت "فهمان الملف منيح، بس خلّي شغل لغيري مش كل شي أنا بدي اشتغلو"...
فرع المعلومات لم يكذب علينا بل أخطأ في الإستنتاج، أتى وقال هناك ثلاثة أرقام تلفونية لثلاثة شبان من عندنا مسؤولين في الحزب لهم علاقة بإسرائيل وأنتم مخترقون من قبل العدو الإسرائيلي. أخذنا الأرقام الثلاثة وسألنا لمن هذه الأرقام لفلان وفلان وفلان، نحن جهة لا تتسامح في موضوع العملاء وهؤلاء الإخوان مسؤولون ولا زالوا في أماكنهم. أتينا بالإخوان وعملنا تحقيقا جديا وفنيا والشباب تجاوبوا بشكل ممتاز ووصلنا لنتيجة قطعية ولو كان لدي احتمال صفر فاصلة واحد بالمئة أنّ هؤلاء مخترقين فبالحد الأدنى نعزلهم من مسؤلياتهم " ونزعبهم من الحزب" لأنه حتى الشبهة لا نحملها، ولا نقبل أحد إلاّ بعد أن (يعبئ) ملفاً فيه مئة صفحة. أنا ابني هادي (الله يرحمه ويعيش أولادكم) عندما ذهب للإلتحاق بالمقاومة أجروا له أول ملف خمسين صفحة، أتى لعندي وقال بطلت، قلت له لماذا ؟ قال : شو خمسين صفحة أنا ابن الأمين العام خايفين يبعتوني على المحور وأنا قاعد عندك بالبيت، فقلت له كلا عندك خمسين صفحة أخرى اذهب وعبئهم.. فنحن لا نقبل شبهة...
عملنا تحقيق ووصلنا إلى نتيجة قطعية وأنّ الشباب ليسوا هكذا وهناك تفسير واضح لموضوع الإتصالات الذي أتانا به فرع المعلومات، وهذا التفسير فني وموثوق ومستند ولم نكن معنيين أن نخبر فرع المعلومات عنه وفي اللحظة المناسبة ومبدئيا مثل ما قال اخونا (النائب) السيد حسن عندنا تفكير أنّ يجري أحد من إخواننا مؤتمرا صحافيا، يمكن أن نحتاج أن نعمل مؤتمرا صحفيا ويمكن أن لا نحتاج وأنا شرحت جزءاً من الموضوع الذي سوف يحكى في المؤتمر الصحفي... كلا، لا يوجد هناك أي اختراق، لماذا أعطيت هذه الأسماء لنا، هناك محاولة تثبيت في البلد أنكم أنتم (حزب الله) مخترقون، هذا له علاقة بقصة أحكيها لكم في المؤتمر الثاني إن شاء الله.
ـ هناك مسعى من رئيس الجمهورية من أجل ضبط حالة التوتر وهناك أيضا ثقة متبادلة بينكم وبين الرئيس سعد الحريري وهناك أيضا ثقة بكم كبيرة في لبنان وخاصة عبّر عنها اليوم النائب وليد جنبلاط، إذا ما جمعنا كل هذه الجهود هل نستطيع القول أنّ هناك تحركا ما من الممكن أن يؤدي إلى تخفيض ما يوصف بحال التوتر خاصة أنّ البعض اعترض على بعض مواقفكم التي صدرت منكم في الفترة الأخيرة وكان له اعتراضات شديدة؟
ـ السيد نصر الله : لِمَ لا، هذا التحرك الداخلي موجود من الطبيعي أن يتصرف الكل بمسوؤلية وأن نناقش وأن نواجه هذه الحالة، نحن لا نفتش عن مخارج ولا نبحث عن تسويات. هناك مَنْ يريد الإعتداء على المقاومة وعلى لبنان ، المطلوب من لبنان أن يكون صفا واحدا لمنع هذا الإعتداء وهذا ما يحل الموضوع، وكل ما يجري هو نتيجة إرهاصات عدوان من هذا النوع وعندما نأتي لنقف يدا واحدة بمواجهة هذه الإرهاصات يسقط العدوان.
ـ هناك بعض السيناريوهات التي تحدثت عنها أنه قد يلجأ حزب الله إلى حرب خارجية تجنبا لأي حرب داخلية نتيجة لتداعيات القرار الظني للمحكمة الدولية ؟
ـ السيد نصر الله : كل هذه السيناريوهات التي يجري الحديث عنها هي دليل على حجم المشروع الذي أشرت إليه قبل قليل، نحن لم نشن حربا خارجية في يوم من الأيام لا قبل قرار ظني ولا بعد قرار ظني، ونحن في أيام تموز هل عملنا حرب ؟ أخذنا أسيرين، في التاريخ ولا مرة أسر جنديين لجيش معادٍ صنع حربا وعلى كل حال كل الوقائع لاحقا أثبتت أنّ هذه الحرب كان مخططا لها ومقررة أمريكا ودوليا وعربيا و... ولا يوم عملنا حربا ولا مشروعنا أنّ نصنع حربا، نحن حركة مقاومة نحرر الأرض بطريقتنا التي حررنا بها أرضنا، ندافع عن بلدنا بالطريقة التي دافعنا فيها، أساسا كون هذا الموضوع ليس له سابقة في أصعب الظروف هو ليس واردا، يمكن أن تكون مصلحة أن يقول لي يا سيد اترك الناس قلقة، كلا، نحن لسنا في وارد شن حرب أو إيجاد حرب في المنطقة ونصر أنّ أي حرب ستجري في المنطقة لن تبقى حربا محدودة، سيجري شيئ كبير على مستوى المنطقة. هذا ليس واردا نهائيا.
تعليقات: