تقليد وسام السلام لضباط وأفراد الكتيبتين الإسبانية والسلفادوريّة


النبطية –

أعلن القائد العام لقوات الطوارئ الدولية الميجور جنرال البرتو آسارتا، عزمه طيلة مدة ولايته، رئيساً لبعثة "اليونيفيل" وقائداً للقوّات الدولية، مواصلة تشجيع مبادرات "اليونيفيل" في دعم السكان المحليين، "مما يعزّز صورتنا في أعين المجتمعات المحلية، وضمان دعمهم المستمر لأنشطتنا"، مؤكداً، "أن صداقة ودعم السكان المحليين، ليسا فقط مصدر تحفيز لنا لأداء أنشطتنا اليوميّة، وإنما أيضاً هما أساسيّان لتطبيق المهام الموكلة إلينا، وقد سبق أن ألقيت الضوء على هذه النقطة، في الرسالة المفتوحة التي وجّهتها إلى شعب جنوب لبنان، في الثامن من تموزالجاري". أضاف، "بفخرٍ نستطيع القول، أن السنوات الأربع الماضية، شكّلت الفترة الأكثر هدوءاً التي شهدها جنوب لبنان منذ سنوات؛ مع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات، التي ينبغي معالجتها قبل إرساء السلام في المنطقة". وتابع، "خلال فترة ولايتي، سوف أعمل بشكلٍ وثيق مع جميع الأطراف من أجل التغلب على هذه التحديات، ضمن الحدود التي تفرضها ولاية "اليونيفيل" وضمن الموارد المتوافرة. في الوقت نفسه، ومن أجل تعزيز فاعلية اليونيفيل العملانية على أرض الواقع، لقد اتخذت الخطوات اللازمة لتخصيص هذه الموارد، لكي تتلائم مع التحديات الراهنة ولتسهيل إتمام المهام الموكلة للبعثة".

كلام آسارتا، ورد في احتفال كبير أقامته الكتيبة الإسبانية الحادية عشرة ضمن عمليّات ليبري هيدالغو LIBRE HIDALGO، والكتيبة السلفادوريّة، في قاعدة "ميغيل دو ثيرفنتس" العسكرية في سهل إبل السقي قرب مرجعيون، بتقليد ضباطهما وأفرادهما، "الّذين قدموا لليونيفيل على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، إحترافاً وتفانياً في الخدمة يحتذى بهما"، أوسمة الأمم المتحدة لخدمة السلام، "عربون تقدير لمساهماتكم في تنفيذ مهمة اليونيفيل، وإنجاز السلام المستدام في جنوب لبنان"، وذلك برعاية وحضور القائد العام القوات الدولية الميجور جنرال البرتو آسارتا، سفير إسبانيا في لبنان خوان كارلوس غافو، رئيس أركان "اليونيفيل" الجديد الجنرال الفرنسي دو ويلمونتX.de WOILLEMONT، قائد ألوية الجيش في منطقة جنوب الليطاني وقائد جهاز الإرتباط مع "اليونيفيل" العميد الركن خليل المسن، قائد القطاع الشرقي في قوات "اليونيفيل" البريغادير جنرال خوان غوميز دو سالازار، قائد اللواء التاسع في الجيش المتمركز في القطاع الشرقي العميد الركن فؤاد هيدموس، قائد اللواء الحادي عشر في الجيش المتمركز في القطاع الغربي العميد الركن صادق طليس، قائد القطاع الشرقي في جهاز الإرتباط العقيد الركن ادوار عقيقي، رئيس جهاز الإرتباط في "اليونيفيل" الكولونيل توماس سينون T. SEIGNON، قادة وضباط الوحدات الدولية العاملة في القطاع الشرقي، قائمقاما مرجعيون وحاصبيا وسام حايك ووليد الغفير، رؤساء بلديات ومخاتير، شخصيات إجتماعية وهيئات دينية، فاعليات تربوية ومدعوون من منطقتي مرجعيون وحاصبيا.

بعد دخول الرايات والفرق العسكرية الإسبانية المشاركة في الإحتفال، جرى تقديم العلم وأداء التحية العسكرية، ورفع راية الأمم المتحدة، والأعلام اللبنانية والإسبانية والسلفادورية على السواري في باحة "دون كيشوت"، على وقع عزف نشيد الأمم المتحدة، والنشيد الوطني اللبناني والإسباني والسلفادوري، أعطى قائد الكتيبة الإسبانية بصفته قائداً للعرض، الإذن ببدء الإحتفال، إستعرض إثره آسارتا الفرق المشاركة في العرض، قلد بعدها آسارتا الجنرال دو سالازار، باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، "وسام خدمة السلام وميدالية الأمم المتحدة والقوات الدولية". كذلك، جرى تقليد ضباط وجنود الكتيبتين أوسمة السلام، من قبل السفير غافو وقادة الألوية اللبنانية وكبار القادة الدوليين، "تقديراً لخدماتهم وعطاءاتهم في جنوب لبنان".

كما قلد قائد الكتيبة السلفادورية الكولونيل خوسيه لويس ميدينا، قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" البريغادير جنرال خوان غوميز دو سالازار، قائد الكتيبة الإسبانية الحادية عشرة، وقادة عمليّات ليبري هيدالغو الإسبانية، وسام النجمة المذهبة، أرفع وسام عسكري في الجيش السلفادوري، تقديراً لتفاعلهم الإيجابي مع عناصر الوحدة السلفادورية التي تخدم في صفوفهم، ولدورهم المؤثر في بناء علاقات الثقة مع السكان المحليين، وإرساء الإستقرار في مناطق إنتشارهم.

بدوره، قلد قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" الجنرال دو سالازار، نائبه الكولونيل الإندونيسي سور وهّادي، والسفير غافو، وقادة الألوية اللبنانية في منطقة جنوب الليطاني، وقائد الكتيبة الإسبانية الحادية عشرة الكولونيل مورينو، قبعة المظليين بصفته قائداً لفرقة المظليين الإسبانية، عربون تقدير لدورهم الفاعل وجهودهم المثمرة في دعم ومؤازرة أنشطة "اليونيفيل" وفق منطوق القرار 1701 .

وعلى وقع موسيقى الفرقة الإسبانية، التي قدمت معزوفات عسكرية وأناشيد إسبانية، لمناسبة عيد "سانتياغو" شفيع إسبانيا الذي يوافق في 25 تموز، شارك فيها الضباط والجنود، تقدم حملة الأعلام ورايات الألوية نحو نصب الجندي المجهول، حيث تم وضع إكليل من الزهر، تقديراً لتضحيات الجنود الإسبان، الذين سقطوا في ساحات الوغى، ذوذاً عن إسبانيا وعلمها، تلاه دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، فمعزوفة لحني الموت والتعظيم إحتراماً واجلالاً، أعقبها إطلاق أعيرة نارية في الهواء تحية ً لرفاق السلاح الشهداء.

بعد ذلك، ألقى الجنرال آسارتا كلمة جاء فيها، " تعود مساهمة إسبانيا في مهام الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى أكثر من عشرين سنة، وإنّ شجاعة عناصر كتيبتها وتفانيهم في الخدمة، غالباً في ظروفٍ صعبة، لم تستحوذ فقط على تقدير المنظّمة وعناصر زملائهم حفظة السلام، إنّما أيضاً على تقدير السكان المحليين في مناطق انتشارها. كذلك، فإن السلفادور، الّتي استضافت مرةً واحدة بعثة للأمم المتحدة للمراقبة، تساهم اليوم بجنودٍ وضباطِ شرطة في العديد من البعثات، وذلك يعكس ليس فقط ثقتَها، إنّما أيضاً إلتزامَها الثابت بعمليّات الأمم المتحدة لحفظ السلام".

أضاف، " منذ مشاركتهم في البعثة، قدّم رجال ونساء الكتيبتين الإسبانية والسلفادوريّة مساهمة قيّمة في تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701؛ وتابع، "لم يقوموا فقط بتزويد المواقع الحيوية بالجنود على طول الخط الأزرق، فضلاً عن تنظيم الدوريات المتواصلة في مناطق عملهم، وإنما أيضاً قد وفّروا الدعم الأمني لمساندة العملية الإنتخابية التي جرت في أواخر شهر أيار الماضي، وزادوا من أنشطتَهم في مجال التعاون المدني والعسكري، بالتفاني والاحتراف نفسه؛ أيضاً هناك مشروع آخر جدير بالملاحظة، وقد نُفِّذ بالتنسيق مع الجيش اللبناني وهدفه دعم السكان المدنيين لتجنب العبور غير المتعمّد للخط الأزرق، عن طريق وضع ملصقات في المناطق التي غالباً ما تتعرض للخرق على نهر الوزاني، و منطقة العباسية، والبوابة الصفراء بشكلٍ خاص. علاوةً على ذلك، ومن أجل زيادة العمليات المشتركة مع الجيش اللبناني، لقد قامت بعض الوحدات بتنفيذ مناورات بالذخيرة الحية، ما يشكّل دليلاً إضافياً على تعاونكم الوثيق وتنسيقكم مع الجيش اللبناني، وفي هذه المناسبة، دعوني أكرّر التزامنا الصامد لمتابعة العمل يداً بيد معهم، ولتعزيز قدراتهم من أجل ضمان الأمن الفعليّ في الجنوب".

وخص آسارتا بالشكر، قائد القطاع الشرقي في "اليونيفيل" الجنرال دو سالازار، على قيادته الحكيمة، وقال متوجهاً للجنود، "بما أنّكم تستعدّون للعودة إلى دياركم في إسبانيا والسالفادور، يجب أن تفخروا بالإنجازات التي حققتموها في "اليونيفيل"، وأن تمتنّوا للفرصة التي سُنِحَت لكم كي تساعدوا في تحقيق السلام الدائم لهذه البلاد الجميلة وشعبها المضياف والكريم. وبما أنّني على ثقة كاملة بتفاني الكتيبتين الإسبانيّة والسلفادوريّة المتواصل في الخدمة، اتطلّع إلى أن أشهد على انجازاتكم المستقبلية في الأيام المقبلة".

وختم الجنرال آسارتا قائلاً، "يمثل إحتفال اليوم أيضاً، مناسبة هامة لتكريم أولئك الذين ضحَّوا بحياتهم لخدمة السلام في جنوب لبنان؛ الوفاة المفاجئة للجنود الاسبان الثمانية هنا في لبنان، بما في ذلك الموت المفجع للمظليين الستّة جرّاء الاعتداء المباشر في حزيران ٢٠٠٧، تذكرنا بالخطر الذي يلحق بحفظة السلام في اليونيفيل من أجل تحقيق السلام المستدام في جنوب لبنان. إن وفاتهم لم تكن سدىً، بل حافزاً لنا جميعاً للمحافظة على فخر إرثهم في جنوب لبنان. اتمنى أن يرقدوا بسلام".

وفي ختام الإحتفال جرى عرض عسكري رمزي لمختلف الوحدات الراجلة والمؤللة والعربات المدرعة المشاركة في الإحتفال، على وقع موسيقى الفرقة الإسبانية، تلاه حفل كوكتيل احتفاء بالمناسبة

وفي ختام الإحتفال جرى في المناسبة، عرض عسكري ميداني لمختلف الوحدات الإسبانية والسلفادورية الراجلة والمؤللة، شارك فيه أحد الكلاب البوليسية المدربة، وذلك على وقع موسيقى الفرقة الإسبانية، لسلاح المشاة ووحدة الفرسان، وفريق الطوافات، وسلاح المدرعات وفوج الهندسة والإسعاف والدعم اللوجستي.

إشارة، إلى أنه تعود مساهمة إسبانيا في مهام الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى أكثر من عشرين سنة، فيم استضافت السلفادور، مرةً واحدة بعثة للأمم المتحدة للمراقبة، وهي تساهم اليوم بجنودٍ وضباطِ شرطة في العديد من البعثات.

-


تعليقات: