نصب شهداء المقاومة في حاصبيا

حاصبيا :

أعاد الحزب السوري القومي الاجتماعي عقارب الساعة المقاومة، الى الثامنة والنصف من يوم الثلاثاء الواقع في الحادي والعشرين من تموز عام 1982، «يوم كسر مقولة امن اسرائيل»، على حد تعبير منفذ عام الحزب القومي في حاصبيا لبيب سليقا، الذي يعود بالذاكرة الى اجتياح العام 1982 عندما جاهر رئيس وزراء العدو مناحيم بيغن بقوة جيشه، فأطلق تصريحه الشهير «لا صواريخ بعد اليوم على الجليل».

كان الرد الميداني لجناح المقاومة في الحزب القومي على تصريح بيغن بتنفيذ اول عملية عسكرية على الجليل بعد اجتياح عام 1982 وشارك فيها المقاوم فيصل الحلبي من حاصبيا، والتي نفذت تحت عنوان «سلامة امن الجليل غير مضمونة في ظل الاحتلال الصهيوني لفلسطين».

يقول الحلبي «تلقيت الأمر بالتوجه من حاصبيا الى مركز الحزب القومي في شتورة، مع رفيقي سمير خفاجة قائد العملية، وهناك التقينا بالمشرفين بشكل مباشر على العمل المقاوم حيث ابلغنا قرارا مركزيا يقضي بتكليفنا مهمة إطلاق صواريخ «كاتيوشا» باتجاه منطقة الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة، والهدف كان بالتحديد مبنى عسكريا يستعمل ناديا لضباط الاحتلال. امضينا في شتورة ساعات عدة في التدريب على كيفية اطلاق الكاتيوشا وتحديد الهدف، بعدها نقلنا الصواريخ بواسطة سيارة «فان» من طراز «فولسفاكن» زرقاء اللون الى نقطة سوق الخان غربي حاصبيا، وعند الساعة صفر اي عند الثامنة والنصف ليل 21 تموز كانت المفاجأة التي هزت الكيان الصهيوني، صاروخان معدلان نوع كاتيوشا سقطا في الجليل، وكانت تلك الزخة كافية لهز القيادة العسكرية الإسرائيلية التي جردت حملة تفتيش واسعة في حاصبيا ومحيطها، جند لها جيش الاحتلال حوالي 150 جنديا و25 آلية مدرعة اسفرت عن اعتقال منفذي العملية فيصل الحلبي الذي افرج عنه خلال عملية تبادل بين القيادة العامة وجيش الاحتلال عام 1983، وسمير خفاجة الذي استطاع الهروب عبر نفق من معتقل انصار بتاريخ 8 آب 1983، وهذا النفق كان من فكرة الشهيد المناضل عاطف الدنف، والذي كان هدفه تهريب كافة المعتقلين والذين عددهم حوالي 5000 معتقل في حين تمكن 72 معتقلا من الخروج».

وللمناسبة، ازاح الحزب القومي الستارة عن النصب التذكاري لشهداء المقاومة، وذلك خلال احتفال عند الطرف الغربي لبلدة حاصبيا، حيث تحول النصب الى مزار للتدليل على مقاومة الحاصبانيين للاحتلال.